الصفحة الرئيسية  المكتبة  وصايا الرسول لزوج البتول  الجزء الخامس والثلاثون
قبل

468

    ياعلي : مَن كانَ في خِدمةِ العيالِ في البيتِ ولم يأنَفْ (2) كتبَ اللّهُ تعالى إسمَه في ديوانِ الشّهداءِ ، وكتبَ اللّهُ لهُ بكلِّ يوم وليلة ثوابَ ألفِ شهيد ، وكتب لهُ بكلِّ قَدَم ثوابَ حجّة وعُمرة ، وأعطاهُ اللّهُ تعالى بكلِّ عِرق في جسدِه مدينةً في الجنّةِ .
    ياعلي : ساعةٌ في خدمةِ العيالِ خيرٌ مِن عِبادةِ ألفِ سنة ، وألفِ حجّة، وألفِ عُمرة ، وخيرٌ من عتقِ ألفِ رقَبَة ، وألفِ غَزوْة ، وألفِ مريض عادَهُ (3) ، وألفِ جُمعة (4) ، وألفِ جَنازة ، وألفِ جائع يُشبِعُهم ، وألفِ عار يكسُوهم ، وألفِ فَرَس يوجّهها في سبيلِ اللّهِ ، وخيرٌ لهُ من ألفِ دينار يَتصدَّقُ على المساكينِ ، وخيرٌ لهُ من أن يقرأَ التَّوراةَ والإنجيلَ والزبورَ والفرقانَ ، ومن ألفِ أسير أُسرَ فأعتَقَهم (5) ، وخيرٌ لهُ من ألفِ بَدَنة (6) يعطي للمساكين ،




    (2) أي لم يستنكف ولم يستكبر . يقال : أَنِفَ من الشيء أي استنكف منه وهو الإستكبار .
    فلا وجه للإستكبار عن خدمة العيال والزوجة فإنّها مثل الزوج في الإيمان والإنسانية ، وكلّنا من آدم (عليه السلام) وآدم من تراب ، مضافاً إلى أنّها محسنةٌ إلى الزوج في خدمات البيت ، وهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان .
    (3) أي خير له من عيادة ألف مريض .
    (4) أي خير له من حضور ألف صلاة جمعة .
    (5) في المستدرك : « ومن ألف أسير إشتراها فأعتقها » .
    (6) البدنة هي الإبل تطلق على الجمل والناقة ، سمّيت بذلك لعظم بدنها وسمنها ، وعن بعض المحقّقين في تعريفه : ما له خمس سنين ودخل في السادسة(1).



1 ـ مجمع البحرين : ص549 .


469

ولا يَخرُجُ من الدّنيا حتّى يَرى مكانَه مِن الجَنّةِ (7) .
    ياعلي : مَن لم يأنَفْ من خدمةِ العيالِ دخَل الجنَّةَ بغيرِ حساب (8) .
    ياعلي : خدمةُ العيالِ كفّارةٌ للكبائِرِ ، وتُطفيءُ غضبَ الرَّبِّ ، ومهوُر الحورِ العينِ (9) ، وتزيدُ في الحسناتِ والدَّرَجاتِ .
    ياعلي : لا يخدمُ العيالَ إلاّ صدّيقٌ أو شهيدٌ أو رجلٌ يريدُ اللّهُ بهِ خَير الدُّنيا والآخرةِ (10) .




    (7) ففي حديث العياشي عن عبدالرحيم قال : قال أبو جعفر (عليه السلام) : أما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا ، ينزل عليه ملك الموت فيقول له :
    أما ما كنت ترجو فقد اُعطيته ، وأمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه ، ويُفتح له باب إلى منزله في الجنّة ويقال له : اُنظر إلى مسكنك من الجنّة ، وانظر هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) رفقاؤك وهو قول الله عزّوجلّ : ( الّذينَ آمَنوُا وكانُوا يتّقُونَ لهُم البُشرى في الحَياةِ الدُّنيا وفي الآخِرةِ )(1).
    (8) وهذا منتهى الفضل والثواب في تيسير دخول الجنّة بلا حساب ، كما يسَّر هو لزوجته في بيته الحياة الخالية عن الأتعاب .
    (9) فيزوّجه الله تعالى لخدمته أهله من الحور العين ، وتكون خدمته في الحقيقة مهور تلك الحور .
    (10) جامع الأخبار : ص275 ، الفصل 59 ، الحديث 1 ، المسلسل 751 . ومنه بحار الأنوار : ج104 ، ص132 ، ب6 ، ح1. والمستدرك : ج13 ، ص48 ، ب17 ، ح2، المسلسل 14706.



1 ـ سورة يونس الآية 64 ، تفسير العيّاشي : ج2 ، ص124 .


470

   106
    جامع الأخبار : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) في وصيّته :
    ياعلي : إنَّ العبدَ المسلم إذا أتى عليهِ أربعُونَ سنة أَذْهَبَ اللّهُ عنه البلاءَ والجُنونَ والجُذامَ والبَرصَ ، وإذا أتى عليهِ خمسونَ سنة أحبّهُ أهلُ السَّمواتِ السبعِ ، وإذا أتى عليه ستّونَ سنة كتَب اللّهُ حسناتِه ومحى عنهُ سيّئاتِه ، وإذا أتى عليهِ سبعونَ سنة غَفَر لهُ ما مضى من ذنوبه ، وإذا أتى عليه ثمانونَ سنة شفَّعهُ اللّهُ يومَ القيامةِ في جميع أهل بيته ، وإذا أتى عليه تسعون سنة كتبَ اللّهُ إسمَه عندَ أهلِ السّماءِ أسيرُ اللّهِ في الأرض (1) (2) .




    (1) فيكون مورد اللطف والرفق الأكثر كلّما صار في العمر أكبر ، إجلالا لعبوديته وإسلامه وشيخوخته .
    (2) جامع الأخبار : ص329 ، الفصل السادس والسبعون ، ح3 ، المسلسل 923 . ونقله في الهامش عن الكافي : ج8 ، ص107 ، ح83 . والخصال : ص546 ، ح25 . ومجمع البيان : ج5 ، ص511 . ومشكاة الأنوار : ص169 . وأمالي ابن الشجري : ج2 ، ص242 ، بتفاوت في المصادر .


471

   107
    جامع الأخبار : ] قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [ :
    ياعلي : إنَّ أخبثَ الناسِ سرقةً من يَسرَقُ من صلاتِه .
    فقال علي (عليه السلام): فكيف ذلكَ يارسولَ اللّه ؟
    قال : الذي لا يُتمُّ ركوعَه ولا سجودَه فهو سارقُ صلاتِه ، مَمْحُوقٌ عندَ اللّهِ في دينِه (1) (2) .




    (1) محق الدين هلاكه وفناؤه ، ويقال : مَحَقَهُ محقاً أي نقصه وأذهب عنه البركة ، والمحقّ ذهاب الشيء حتّى لا يُرى له أثر(1) فيلزم إتمام الركوع والسجود ، وإتيانهما كاملين بدون نقص ، وإلاّ كان سرقة من الصلاة ، وهي تمحق دين الإنسان وتنقصه وتفنيه .
    (2) جامع الأخبار : ص187 ، الفصل الرابع والثلاثون ، ح13 ، المسلسل 465 . ونقله في الهامش عن الغايات : ص86 . والكبائر : ص26 . والترغيب والترهيب : ج1 ، ص335 ، ح3 .



1 ـ مجمع البحرين : ص445 .


472

   108
    جامع الأخبار : روى جابر بن عبدالله الأنصاري قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)( في حديث طويل ) جاء فيه :
    ياعلي : إنَّ محبّيكَ يكونونَ على مَنابرَ من نور ، مُبْيضَّةً وُجوهُهم ، أشفعُ لهم ، ويكونونَ في الجنَّةِ جيراني (1) (2) .




    (1) كما تلاحظه في دعاء الندبة الشريفة ، ووردت في أحاديث أعلام القوم أيضاً كالترمذي والهيثمي والقندوزي والخوارزمي والمنّاوي والسيوطي كما تلاحظ نقلها في إحقاق الحقّ(1) وهذه غاية رفعة الدرجة ، وعظيم المنزلة في مجاورة الرسول ، والإحتفاف بهالة النور .
    ولا عجب في تلك فانّ حبّ علي إيمان ، ومُكافئة للجنان ، وأمان من النيران . ولاحظ أحاديث فضل حبّه مجموعة في السفينة(2).
    (2) جامع الأخبار : ص513 ، الفصل الحادي والأربعون والمائة ، ح51 ، المسلسل 1440 ، ونقل نحوه في الهامش عن المناقب لابن شهر آشوب : ج3 ، ص232 .



1 ـ إحقاق الحقّ : ج7 ، ص321 ، ب253 ، الأحاديث .
2 ـ سفينة البحار : ج2 ، ص18 .



473

   109
    جامع الأخبار : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الوصية :
    ياعلي : مَن خافَ النّاسُ لسانَه فهو مِن أهلِ النّار (1) (2) .




    (1) حيث يكون هذا الشخص الذي يخافه الناس مؤذياً وضارّاً وعاصياً بلسانه.
    ومن المعلوم أنّ كثيراً من المعاصي تتحقّق بواسطة اللسان ، فإنّه يُسفك به الدم ، وينتهب به المال ، وتنتهك به الحرمات ، فيكون موجباً لدخول النار وحمل الأوزار .
    فيُذم من كان لسانه لسان شرّ يخاف منه الناس ويلزم الختم عليه وإمساكه حتّى يأمنه الناس ، وإلاّ كان أشدّ الأعضاء عقوبةً يوم القيامة .
    وما أحلى كلمة أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : « اللسان سَبُعٌ إن خُلّيَ عنه عَقَر »(1).
    (2) جامع الأخبار : ص248 ، الفصل الثاني والخمسون ، ح10 ، المسلسل 637. ونقله في الهامش عن الفقيه : ج4 ، ص254 ، ح821 . وتنبيه الخواطر : ج2 ، ص154 . ومكارم الأخلاق : ج2 ص319 .



1 ـ نهج البلاغة : كلمة الحكمة 60 .


474

   110
    جامع الأخبار : ] قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [ :
    ياعلي : أكرِمِ الجارَ ولو كانَ كافراً ، وأكرمِ الضّيفَ ولو كان كافراً ، وأطِعِ الوالدينَ وإنْ كانا كافرَيْن ، ولا تَرُدّ السّائلَ وإنْ كانَ كافراً (1) (2) .




    (1) ممّا يستفاد أنّ نفس عنوان الجوار ، والضيافة ، والاُبوّة ، والاُمومة ، والسؤال بمجرّدها مستدعية للإكرام وعدم الجفاء ، حتّى لو تحقّقت هذه العناوين في أفراد غير مسلمين وإطاعة الوالدين ، وإكرام الجار والضيف والسائل من الفضيلة الإسلامية ، والمكارم الأخلاقية ، التي نُدب إليها بتأكيد في شريعتنا المقدّسة .
    (2) جامع الأخبار : ص214 ، الفصل الأربعون ، ح10 ، المسلسل 528 . ونقله في الهامش عن تنبيه الخواطر : ج2 ، ص121 .


475

   111
    جامع الأخبار : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
    ياعلي : رِضا اللّهِ كُلُّهُ في رِضا الوالدين ، وسَخَطُ اللّهِ في سَخَطِهما (1) (2) .




    (1) فإنّه قد دلّ النقل والعقل والكتاب والسنّة على لزوم الإحسان إلى الوالدين ، وبرّهما ، وتحصيل رضاهما وعدم عقوقهما أو إيذائهما ، أو الإساءة إليهما ، وحيث كان في رضاهما رضا الله تعالى كان تحصيله نعمة كبرى ، لأنّ رضا الله هي الغاية القصوى ، وسبيل الدرجات العُلى . وتلاحظ مفصّل الأدلّة في التأكيد على برّ الوالدين ، وعدم الرخصة من ترك برّهما ، ولزوم تحصيل رضاهما ، وعدم جواز عقوقهما وبغضهما حتّى إذا كان الأبوان ظالمين للولد فكيف إذا كانا بارّين في باب العِشرة(1).
    (2) جامع الأخبار : ص214 ، الفصل الأربعون ، ح5 ، المسلسل 523 . ونقله في الهامش عن روضة الواعظين : ج2 ، ص368 .



1 ـ بحار الأنوار : ج74 ، ص22 ـ 86 ، ب2 ، الأحاديث المائة والواحد .


476

   112
    جامع الأخبار : أوصى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) :
    ياعلي : ولا تَسكن الرُّستاق (1) فإنَّ شيوخَهم جَهَلَة ، وشبّانَهم عَرَمَة (2) ، ونسوانَهم كَشَفَة ، والعالمُ بينَهم كالجيفةِ بينَ الكلابِ (3) (4) .




    (1) الرُستاق بضمّ الراء : هي القرية ، وجمعه رساتيق ، وهو فارسي معرّب ، وأصله في الفارسية : الرُسداق والرُزداق بمعنى البيوت المجتمعة ، كما ذكره في المعرّب وهامشه(1).
    وعن بعضهم : الرستاق مولّد ، وصوابه رزداق(2).
    (2) عَرَمة : جمع عارم ، وهو الإنسان الشَرِسْ يعني ، سييء الخُلُق .
    (3) من حيث تهارشهم عليه ، وإزدحامهم له مع عدم إعتنائهم ، وضياع العالِم بينهم ، فتكون السكنى بينهم بلاءً للعالِم .
    نعم يلزم على العالِم السفر إليهم لتعليمهم معالم دينهم ، لكن بدون أن يتّخذ الرستاق مسكناً .
    وقد نقل في جامع الأخبار بعد هذه الوصيّة الشريفة أخباراً عن الرستاق فقال =



1 ـ المعرّب للجواليقي : ص206 .
2 ـ مجمع البحرين : ص431 .



477

    0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0



= في ذلك :
    روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : من لم يتورّع في دين الله تعالى إبتلاه الله تعالى بثلاث خصال : إمّا أنْ يميته شابّاً ، أو يوقعه في خدمة السلطان ، أو يسكنه في الرساتيق . وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) ستّة يدخلون النار قبل الحساب بستّة ـ أي بستّة أسباب ـ قيل : من هم يارسول الله ؟ قال : الاُمراء بالجور ، والعرب بالعصبية ، والدهاقين بالكبر ، والتجّار بالخيانة ، وأهل الرساتيق بالجهالة ، والعلماء بالحسد .
    وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : من ترستق شهراً يمحق دهراً .
    (4) جامع الأخبار : ص391 ، الفصل المائة ، ح2 ، المسلسل 1091 . وعنه بحار الأنوار : ج76 ، ص156 ، ب27 ، ح1 .


478

   113
    جامع الأخبار : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل المسجد (1) يضع رجله اليمنى ويقول : بسمِ اللّهِ ، وعلى اللّهِ توكّلتُ ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاّ باللّهِ ، وإذا خرج يضع رجله اليسرى ويقول : بسمِ اللّهِ ، أعوذُ باللّهِ من الشيطان الرجيم . ثمَّ قال :
    ياعلي : مَن دخلَ المسجدَ وقال كما قلتُ تَقبَّلَ اللّهُ ] صلاتَه [ ، وكتبَ لهُ بكلِّ ركعة صلاّها فضلُ مائةِ ركعة .
    فإذا خرَج وقال مثلَ ما قلتُ غفرَ اللّهُ لهُ الذنوبَ ، ورفعَ لهُ بكلِّ قَدَم درجةً ، وكتَب اللّهُ لهُ بكلِّ قَدَم مائةَ حَسَنة (2) (3) .




    (1) في المستدرك : « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إذا دخل المسجد أحدكم يضع ... » .
    (2) وقد اُمرنا أيضاً بالصلاة على النبي وآله صلوات الله عليهم عند الدخول إلى المسجد والخروج منه ، مع ما هناك من الآداب وما فيه الفضل والثواب ممّا تلاحظه مفصّلا في بابه الخاص المشتمل على ثمانية وتسعين حديثاً(1).
    وتلاحظ أحكام المساجد في أحاديث أبواب أحكام المساجد(2).
    (3) جامع الأخبار للسبزواري : ص175 ، الفصل الثاني والثلاثون ، ح3 ، المسلسل 417 . وعنه البحار : ج84 ، ص26 ، ب31 ، ح19 .



1 ـ بحار الأنوار : ج83 ، ص339 ، ب8 ، الأحاديث .
2 ـ وسائل الشيعة : ج3 ، ص477 ، أبواب أحكام المساجد المشتملة على سبعين باباً .



479

   114
    جامع الأخبار : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :
    ياعلي : إذا توضّأتَ فقُل : بسم اللّهِ ، اللّهمَّ إنّي أسألُكَ تَمامَ الوضوءِ، وتَمامَ الصّلاةِ ، وتَمامَ رضوانِك ، وتَمامَ مغفرتِك ، فهذا تَمامُ الوُضوء (1) (2) .




    (1) في بعض النسخ وكذا في المستدرك ( فهذا زكاة الوضوء ) أي يوجب تزكية الوضوء ونماءه ، وامّا التمام فهو بمعنى ما يوجب كمال الوضوء ويكون مكمّلا له ، فانّ هذا الدعاء سؤال التمامية للوضوء وما يشترط به وهي الصلاة ، مع رضوان الله تعالى ومغفرته .
    (2) جامع الأخبار للسبزواري : ص165 ، الفصل التاسع والعشرون ، ح8 ، المسلسل 394 . وعنه المستدرك : ج1 ، ص322 ، ب24 ، ح9 ، المسلسل 727 .


480

   115
    جامع الأخبار : قال النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) :
    ياعلي : إنَّ في جهنَّمَ رَحى من حَديد تُطحنُ بها رؤوسُ القرّاءِ والعلماءِ المُجرمين (1) (2) .




    (1) فإنّه إذا كان العالم مجرماً وتاركاً للعمل بعلمه كان علمه وَبالا عليه ، وكانت الحجّة عليه أتمّ ، وعقابه أعظم وكذا قارىء القرآن إذا فجر وفسق مع تلاوته ومعرفته بالقرآن ، فربّ تال للقرآن والقرآن يلعنه .
    وقد ورد من طريق الفريقين الأمر بقراءة القرآن بلحون العرب وترك ألحان أهل الفسوق .
    ففي الكافي لثقة الإسلام الكليني(1)، وكذا في ربيع الأبرار للزمخشري(2) حديث حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسق ، وأهل الكبائر ، وسيجيىء قوم من بعدي يرجّعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم » . =



1 ـ اُصول الكافي : ج2 ، ص450 ، ح3 .
2 ـ ربيع الأبرار : ج3 ، ص555 .



481

    0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0



    = هذا واعلم أنّه قد ورد مضمون حديث الوصية في عذاب الطحن بتفصيل أكثر في حديث الصدوق في الخصال ، باسناده عن مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أنّ علياً (عليه السلام) قال : « إنّ في جهنّم رحى تطحن ] خمساً [أفلا تسألون ما طحنها ؟ فقيل له : فما طحنها ياأمير المؤمنين ؟ قال : العلماء الفجرة ، والقرّاء الفسقة ، والجبابرة الظَلَمة ، والوزراء الخَوَنة ، والعرفاء(1) الكَذَبة »(2).
    (2) جامع الأخبار للسبزواري : ص130 ، الفصل الثالث والعشرون ، ح5 ، المسلسل 254 . وعنه المستدرك : ج4 ، ص249 ، ب7 ، ح2 ، المسلسل 4616 .



1 ـ العرفاء : جمع عريف ، وهو القيّم باُمور القبيلة والجماعة من الناس ، يلي اُمورهم ، ويتعرّف الغير منه أحوالهم كما في مجمع البحرين : ص416 .
2 ـ الخصال : باب الخمسة ، ص296 ، ح65 .



482

   116
    صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام) : بإسناده قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
    ياعلي : إنّكَ إذا صلّيتَ على جنازة فقُل (1) : اللّهمَّ هذا عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أمتِك ماض فيه حكمُك ، خلقتَهُ ولم يكنْ شيئاً مذكُوراً ، زاركَ وأنتَ خيرُ مَزْور ، اللّهمَّ لَقّنْهُ حُجّتَه ، وأَلْحِقْهُ بنبيِّه ، ونَوِّرْ لهُ في قبرِه ، ووسِّع عليهِ في مَدخلِه ، وثبّتْهُ بالقولِ الثّابتِ ، فإنَّه افتقَر إليكَ واستغنيتَ عنه ، وكان يشهدُ أن لا إلَه إلاّ أنتَ فاغفرْ لهُ ، اللّهمَّ لا تَحرْمنا أجرَه ، ولا تَفْتِنّا بعدَه .
    ياعلي : إذا صلَّيتَ على امرأة فقُل : اللّهمَّ أنتَ خلقتَها ، وأنتَ أحييتَها وأنتَ أمَتَّها ، وأنتَ أعلمُ بسرِّها وعلانيتِها ، جئناكَ شُفعاءَ لها ، فاغفِرْ لها اللّهمَّ لا تحرمْنا أجرَها ولا تَفْتِنّا بعدَها .
    ياعلي : إذا صلَّيتَ على طفل فقُل : اللّهمَّ اجعلُهُ لأبويهِ سَلَفاً (2)




    (1) علماً بأنّ صلاة الميّت تكون بخمس تكبيرات ، وبينها أربع دعوات ، يكون الدعاء الأخير منها بعد التكبير الرابع لنفس الميّت ، وله أدعية كثيرة منها ما ورد في هذه الوصيّة الشريفة .
    (2) قيل هو من أسلَف المال ، كأنّه قد أسلف الثواب الذي يُجازى على الصبرر


صلة