والمرأة النائمة ، يريان الرويا أنهما بمكة أو مصر من الأمصار ، أوَ روحهما خارج من أبدانهما ؟
قال : « لا يا أبا بصير ، فإن الروح إذا فارقت البدن لم تعد إليه ، غير أنها بمنزلة عين الشمس ، مركوزة في السماء في كبدها وشعاعها في الدنيا » .
(1361|9) عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال : « إن العباد إذا ناموا ، خرجت أرواحهم إلى السماء الدنيا ، فما رأت الروح في السماء الدنيا فهو الحق ، وما رأت في الهواء فهو الاضغاث » .
(1362|10) روي عن أبي الحسن (عليه السّلام) يقول : « إن المرء إذا خرجت روحه فإن روح الحيوان باقية في البدن ، فالذي يخرج منه روح العقل ، وكذلك هو في المنام أيضاً » .
قال : فقال عبد الغفار الأسلمي (1) : يقول الله عزَّ وجل : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها)(2) إلى قوله : (إِلى أجَلٍ مُّسَمّىً) افليس ترى الأرواح كلها تصير إليه عند منامها فيمسك ما يشاء وبرسل ما يشاء؟ .
فقال له أبو الحسن (عليه السّلام) : « إِنّما تصير إليه أرواح العقول ، فامّا أرواح الحياة فانها في الأبدان لا تخرج إلاّ بالموت ، ولكنّه إِذا قضى على نفس الموت قبض الروح الذي فيه روح العقل ، ولوكانت روح الحياة خارجة لكان بدناً ملقى لا يتحرك ، ولقد ضرب الله لهذا مثلاً في كتابه في أصحاب الكهف حيث قال : (ونُقَلّبُهُم ذاتَ اليَمِينَ وَذاتَ الشِّمالِ )(3) افلا ترى أنَّ أرواحهم كائنة في أبدانهم بدليل الحركات » ؟
____________
9 - أمالي الصدوق : 125|17 .
10 - عنه المجلسي في البحار 61 : 43|19 .
(1) لم أعثر على ترجمة له في كتب الرجال المتيسرة لدي وهي : رجال النجاشي ، فهرست منتجب الدين ، رجال العلامة الحلي ، رجال البرقي ، ورجال الكشي ، رجال الطوسي ، معجم رجال الحديث ، مجمع الرجال ، جامع الرواة ، كذا ما استقصيته من كتب العامة .
(2) الزمر 39 : 42 .
(3)الكهف 18:18.

( 490 )
(1363|11) روي عن يونس بن (1) ظبيان أَنّه قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السّلام) جالساً فقال (عليه السّلام) : « ما يقول الناس في أرواح المؤمنين » ؟ قلت : يقولون : في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش ، فقال أبو عبد الله (عليه السّلام) : « سبحان الله! ! المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طائرأخضر .
يا يونس ، المؤمن إذا قبضه الله تعالى صيّر روحه في قالب كقالبه في الدنيا ، فيأكلون ويشربون ، فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا » .
وفي رواية أخرى : روي عن أبي بصير أنّه قال : سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن أرواح المؤمنين فقال : « في الجنة على صورة أبدانهم ، لو رأيته لقلت : فلانا» .
(1364|12) في كتاب التعبير عن الأئمة (عليهم السّلام) : « إن رؤيا المؤمن صحيحة ؛ لأن نفسه طيبة ، ويقينه صحيح ، وتخرج روحه فتلتقي مع الملائكة ، فهي وحي من الله العزيز الجبار » .
(1365|13) وقال (عليه السّلام) : « انقطع الوحي وبقي المبشرات ، ألا وهي نوم الصالحين والصالحات .
(1366|14) ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه (عليهم السّلام) : إن رسول الله(صلّى الله عليه وآله) قال : من رآني في منامه فقد رآني ؟ لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ، ولا في صورة أحد من أوصيائي ، ولا في صورة
____________
11 - الكافي 3 : 245|6 ، الزهد : 89|241 ، آمالي الطوسي 2 : 33 باختلاف يسير .
(1) مختلف فيه ، انظر : رجال النجاشي : 448|1210 ، رجال الكشي 2 : 657|673 ، معجم رجال الحديث 0 2 : 192|1383 .
12 ـ عنه بحار الأنوار 61 : 176|36.
13 ـ الدر المنثور 3 : 311 ، الطبرأني في الصغير 1 : 100 ، كنز العمال 15 : 370|41418 و 41419 و41420 وباختلاف يسير.
14 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 257|11 ، آمالي الصدوق : 61|10 ، الفقيه 2 : 350|1608.

( 491 )
أحد من شيعتهم ، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوة »(1).
(1367|15) عن محمد بن القاسم النوفلي قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السّلام) : الرجل يرى الرؤيا فيكون كما يراها ، وربما يرى الرؤيا فلا يكون شيئاً ، فقال (عليه السّلام) : « إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة ، وربما صعدت إلى السماء ، فكل ما رأته روح المؤمن في موضع التقدير والتدبير فهو الحق ، وكل ما رأته في الأرض فهو اضغاث أحلام » .
فقلت له : جعلت فداك ، وتصعد روحه إلى السماء ؟ فقال : « نعم » .
فقلت له : جعلت فداك ، حتى لايبقى منها شيء في بدن المؤمن ؟ قال : « لا ، لوخرجت كلها حتى لا يبقى منها شيء في بدن المؤمن لمات » .
قلت : وكيف تخرج ؟ قال : « اما ترى الشمس في السماء في موضعها وشعاعها فى الأرض ، فكذلك الروح ، أصلها في البدن وحركتها ممدودة » .
____________

(1) لعل المتبادرالى الذهن وجود سقط في النسخ ، وليس ذلك بصواب ، حيث أن الرواية المذكورة تتمة لرواية عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أنه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول الله ، رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي . . . ولقد حدثني أبي عن جدي . . . والمؤلف اقتطع موضع الحاجة فقط .
15 ـ أمالي الصدوق : 124|15 ، روضة الواعظين 2 : 492 .

( 492 )

( 493 )
الفصل السابع والثلاثون والمائة
في صفة الجنة ونعيمها
(1368|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :
(وبشر الذين أمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فها خالدون*)
(1369|2) وفي سورة آل عمران :
(وسارعواإلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين*)
(1370|3) علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بإسناده ، عن النبي ( صلى الله عليه واله) قال : « لما أسري بي الى السماء ، أخذ جبرائيل بيدي فاقعدني على درنوك (1) من درانيك الجنة ، ثم ناولني سفرجلة ، فانا أقتبها إذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أرمثلها في الجنة فقالت : السلام عليك يا
____________
1 - البقرة 2 :25 .
2 - آل عمران 3 : 133 .
3 - أمالي الصدوق : 154|12 ، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 2 : 26|7 ، صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام) : 96|30 ، مناقب الإمام علي (للمغازلي) : 401|457 ، ربيع الأبرار 1 : 286 ، المناقب (للخوارزمي) : 210 ، الرياض النضرة 3 - 4 : 185 ، ذخائر العقبى : 90 ، شرح نهج البلاغة (لابن أبي الحديد المعتزلي) 9 : 280 ، ينابيع المودة 136 .
(1) الدُرنوك : ضرب من البسُط ذو خمل - الصحاح - درنك - 4 : 1583 .

( 494 )
رسول الله ، فقلت : من أنت ؟ فقالت : أنا الراضية المرضية ، خلقني الجبارمن ثلاثة أشياء : اسفلي من مسك ، ووسطي من كافور ، وأعلاي من نور وعنبر ، وعجنني من ماء الحَيَوان ، فقال لي الجبار : كوني فكنت ، خلقني الله لأخيك وابن عمك علي بن أبي طالب (عليه السّلام) » .
(1371|4) وسئل النبي (صلّى الله عليه واله) : ما بناء الجنة؟ قال : « لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الاذفر ، وترابها الزعفران ، وحصاؤها اللؤلؤ والياقوت ، من دخلها يتنعم ولا ييأس أبداً ، ويخلد ولا يموت أبداً ، ولا تبلى ثيابه ولا شبابه » .
(1372|5)قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « إذا كان يوم القيامة ، تجلّى الله لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً ، ثم يغفر الله له ، لا يطلع الله عزِّ وجلّ على ذلك ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد ، ثم يقول لسيئاته : كوني حسنات ».
(1373|6) عن زيد بن علي قال : قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « إِنّ في الجنة شجرة ، من أعلاها تخرج حلل ، ومن أسفلها خيول بلق ذوات أجنحة مسرجة ملجمة بالدر والياقوت ، لا تروث ولا تبول ، يركب عليها أولياء اللهّ فتطير بهم حيث شاؤوا » قال : « يقول أهل النار : هل يصغون لنا(1) ؟ فاجاب لهم الذي علا منهم اسألوا من الله عزَّ وجلّ ، قالوا : يا رب ، بما بلغت عبادك هؤلاء الدرجة ؟ فيقول الله لهم : كانوا يصومون وأنتم تفطرون ، وكانوا ينفقون وأنتم تبخلون ، وكانوا يجاهدون وأنتم تجبنون ، وكانوا يصلون وأنتم نائمون » .
(1374|7) وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « قال النبي (صلّى الله
____________
4 - روضة الواعظين 2 : 504 ، الترغيب والترهيب 4 : 512|30 ، الدر المنثور 1 : 36 .
5 - المؤمن : 34|67 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 33|57 ، صحيفة الإمام الرضا (عليه السّلام) : 170|104 ، روضة الواعظين 2 : 502 .
6 - الأشعثيات : 36 : آمالي الصدوق : 239|14 ، الزهد : 101|274 ، دعائم الإسلام 1 : 134 ، روضة الواعظين 2 : 505 باختلاف يسير .
(1) في نسخة « ن » : تضيفوننا .
7 - مجمع البيان 5: 211 ، الطبراني في الصغير 1 : 260 ، الدر المنثور 1 : 40 باختصار فيها .

( 495 )
عليه وآله) إِنّ في الجنة سوقاً ، ما فيها شرى ولا بيع إلاّ الصور من الرجال والنساء ، من اشتهى صورة دخل فيها ، وإِنّ فيها مجمع حور العين ، يرفعن أصواتهن بصوت لم يسمِع الخلائق بمثله : نحن الناعمات فلا نبؤس أبداً ، ونحن الطاعمات فلا نجوع أبدا ، ونحن الكاسيات فلا نعرى أبداً ، ونحن الخالدات فلا نموت أبداً ، ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً ، فطوبى لمن كنا له وكان لنا ، نحن خيرات حسان ، أزواجنا أقوام كرام »(2) .
(1375|8) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « شبرمن الجنة خيرمن الدنيا وما فيها » .
(1376|9) وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « انا مع رسول اللهّ (صلّى الله عليه وآله) ومع عترتي على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا ، فإن لنا الشفاعة ، ولأهل مودتنا الشفاعة ، فشافعوا ، ومن لقي بنا لقينا على الحوض ، فأنا اذود عنه عدونا ، وأنا أسقي منه أولياءنا ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً حوضنا مترع (1) من الجنة : أحدهما من تسنيم ، والآخر من معين ، وعلى حافتيه زعفران حصاه الدر والياقوت ، وهو الكوثر .
إن الأمور إلى الله تصير لا إلى العباد ، ولوكانت للعبد ما اختاروا علينا أبداً ولكنه يختص منه من يشاء ، فاحمدوا على ما اختصكم به على طيب المودة(2) » (3) .
(1377|10) وكان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يقول : « إن أهل الجنة ينظرون إلى منازل شيعتنا كما ينظر الإنسان إلى الكواكب » .
____________
8 - مجمع البيان 3 : 269 .
9 - تفسير الفرات : 137 ، الخصال : 624 ( بتفاوت) .
(1) كذا ، وفي تفسير فرات : منتزع فيه شعبان أبيضان ، وفي الخصال : مترع فيه مثعبان ينصّبان .
(2) كذا ، ولعل الصواب : الولادة ، كما في الخصال ، أو : المولد ، كما في تفسير فرات .
(3) الرواية فيها اضطراب واضح ، ولعل ذلك يعود إلى جهل انسّاخ لبعض المفردات اللغوية فتلاعبوا بها جهلا وعمداً فوقع هذا الاختلاف .
10 - الخصال : 629 ، وفيه المقطع الثاني مقدم على الأول ، وروى الأموي في غرر الحكم ودرر الكلم 2 : 175|501 و 502 المقطع الأول .

( 496 )
وكان يقول : « من أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه وقاتل معنا أعداءنا بيده فهو معنا في الجنة ، في درجتنا ، ومن أحبنا بقلبه وأعاننا بلسانه ولم يقاتل معنا أعداءنا فهو أسفل من ذلك بدرجتين ، ومن أحبنا بقلبه ولم يعنّا بلسانه ولا بيده فهو في الجنة .
ومن أبغضنا بقلبه وأعان علينا بلسانه ويده فهو مع عدونا في النار ، ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بلسانه ولا بيده فهو في النار».
(1378|11) عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « إن في الجنة شجرة يقال لها : طوبى ، ما في الجنة دار ولا قصر ولا حجرة ولا بيت إلا وفيه غصن من تلك الشجرة ، وان أصلها في داري » .
ثم أتى عليه ما شاء الله ، ثم حدثهم يوماً آخرفقال : « إن في الجنة شجرة يقال لها : طوبى ، ما في الجنة قصر ولا دار ولا بيت إلاّ وفيه من تلك الشجرة غصن ، فإن أصلها في دار علي (عليه السّلام) » .
فقام عمر فقال : يا رسول الله أوَليس حدثتنا عن هذه وقلت : « أصلها في داري » ثم حدثت وتقول : « أصلها في دار علي » ! ! فرفع النبي (صلّى الله عليه وآله) رأسه فقال : « يا عمر ، أوَ ما علمت أنّ داري ودار علي واحد ، وحجريّ وحجرة علي واحدة ، وقصري وقصر علي واحد ، وبيتي وبيت علي واحد ، ودرجتي ودرجة علي واحدة ، وسرّي وسر علي واحد » ؟
فقال عمر : يا رسول الله ، إذا أراد أحدكما أن يأتي أهله كيف يصنع ؟ فقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « إذا أراد أحدنا أن يأتي أهله ضرب الله بيني وبينه حجاباً من نور ، فإذا فرغنا من تلك الحاجة رفع الله عنا ذلك الحجاب » .
فعرف عمرحق علي ، فلم يحسد أحد من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما حسده .
____________
11 - تفسير فرات : 73 ، مجمع البيان 3 : 291 ، عمدة عيون صحاح الأخبار : 351|676 ، وفيها صدر الحديث ، ونقل مثل ذيل الحديث مختصراً فرات الكوفي في تفسيره : 75 ونقله المجلسي في البحار 8 : 148|80 .

( 497 )
الفصل الثامن والثلاثون والمائة
في صفة جهنم وألوان عذابها
(1379|1) قال الله تعالى في سورة البقرة :
(والذين كفروا وكذبوا بأياتنا أولئِك أصحاب النار هم فيها خالدون*)
(1380|2) وقال في سورة النساء:
(إن الذين كفروا بَاياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب)
(1381|3) وقال في سورة التوبة :
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم* يوم يحمى عليها في نار جنهم فتكوى بها جباههم وجُنُوبُهُم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذقوا ما كنتم تكنزون*)
____________
1 - البقرة 2 : 39 .
2 - النساء 4 : 56.
3 - التوبة 9 : 34 - 35 .

( 498 )

( 499 )
الفصل التاسع والثلاثون والمائة
في القيامة وافزاعها وأهوالها
(1382|1) قال الله تعالى في سورة المائدة :
(إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم*)
(1383|2) وقال في سورة الأنعام :
(ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا ياليتنا نرد ولا نكذب بأيات ربنا ونكون من المؤمنين* بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون*)
(1384|3) علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) بإسناده ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال : « إذا كان يوم القيامة ، لا يزول العبد قدماً عن قدم حتى يُسأل عن أربعة أشياء : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت » .
(1385|4) وعن فاطمة (صلوات الله عليها) قالتَ لأبيها : « يا ابت ،
____________
1 - المائدة 5: 36 .
2 - الأنعام 6 : 27 - 28 .
3 - الخصال 1 : 253|125 ، أمالي الطوسي 2 : 206 ، الزهد : 94|252 ، تحف العقول : 39 ، المناقب (للخوارزمي) : 35 المناقب للخوارزمي : 119|157 .
4 - روى الصدوق في أماليه 227|12 ذيل الحديث من قولها (عليها السلام) : يا أبتِ فاين ألقاك يوم القيامة ؟ ، وبأختلاف يسير ، ونقل نحو صدر الحديث الأربلي في كشف الغمة 1 : 496 عن الزهري ، ونقل الحديث باكمله المجلسي في البحار 7 : 110|41 .

( 500 )
أخبرني كيف يكون الناس يوم القيامة » ؟ قال : « يا فاطمة ، يشغلون فلا ينظر أحد إلى أحد ، ولا والد إلى الولد ، ولا ولد إلى أمه » .
قالت : « هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور » ؟ قال : « يا فاطمة ، تبلى الأكفان ، وتبقى الأبدان ، تُستر عورة المؤمنين ، وتبدو عورة الكافرين » .
قالت : « يا أبتي ما يستر المؤمنين » ؟ قال : « نور يتلألأ ، لا يبصرون أجسادهم من النور » .
قالت : « يا ابت ، فاين ألقاك يوم القيامة » ؟ قال : « انظري عند الميزان وأنا أنادي : رب ارجح من شهد أن لا إله إلا الله ، وانظرِي عند الدواوين إذا نشرت الصحف وأنا أنادي : رب حاسب أمتي حساباً يسيراَ ، وانظري عند مقام شفاعتي على جسر جهنم - كل إنسان يشتغل بنفسه وأنا مشتغل بأمتي - أنادي : رب سلّم أمتي ، والنبيون (عليهم السّلام) حولي ينادون : رب سلّم أمة محمد (صلّى الله عليه واله)» .
(1386|5) وقال (عليه السّلام) : « إن الله يحاسب كل خلق إلاّ من أشرك بالله فإنه لا يُحاسب ويؤمر به إلى النار » .
____________
5 - عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 34|66 .

( 501 )
الفصل الأربعون والمائة
في الموقف
(1387|1) قال الله تعالى في سورة السائل :
(سأل سائل بعذاب واقع* للكافرين ليس له دافع* من الله ذي المعارج* تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة* فأصبر صبراً جميلاً*)
(1388|2) عن ابن مسعود قال : كنت جالساً عند أمير المؤمنين (عليه السّلام) فقال : « إِنَّ في القيامة لخمسين موقفاً ، كلِ موقف ألف سنة ، فأول موقف خرج من قبره (1) حبسوا ألف سنة عراة حفاة جياعاَ عطاشاً ، فمن خرجِ من قبره مؤمناً بربه ، مؤمناً بجنته وناره ، ومؤمناً بالبعث والحساب والقيامة ، مقرّا بالله ، مصدقاً بنبيه (صلّى الله عليه وآله) وبما جاء به من عند الله عزَّوجلّ نجا من الجوع والعطش ، قال الله تعالى : (فتأتون أفواجاً *)(2) من القبور إلى الموقف : امماً كل أمة مع إمامهم ، وقيل : جماعة مختلفة » .
(1389|3) وعن معاذ (رضي الله عنه) : أنّه سأل رسول الله (صلّى اللهّ عليه وآله) فقال : « يا معاذ ، سألت عن أمرعظيم من الأمور - ثم أرسل عينيه وقال - : يحشر عشرة أصناف من أمتي بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على
____________
1 - المعارج 70 : 1 - 5.
2 - نقله المجلسي في البحار 7 : 111|42 .
(1) كذا .
(2) انبا : 78 : 18 .
3 ـ مجمع البيان 5 : 423 ، الدر المنثور5: 307 .

( 502 )
صورة الخنزير ، وبعضهم علىِ وجوههم منكسون ، أرجلهم فوق رؤوسهم يسحبون عليها ، وبعضهم عمياً ، وبعضهم صمّا وبكما ، وبعضهم يمضغون السنتهم ، فهي مدلات على صدورهم ، يسيل القيح ، يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطّعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشدّ نتناً من الجيفة ، وبعضهم ملبسون جباباً سابغة من قطران لازقة بجلودهم .
فامّا الذين على صورة القردة ، فالقتّات من الناس .
وأمّا الذين على صورة الخنازير ، فأهل السحت .
وأما المنكسون على وجوههم ، فاكلة الربا .
وأما العمي ، فالذين يجورون في الحكم .
وأما الصم والبكم ، فالمعجبون بأعمالهم.
وأما الذين قطّعت أيديهم وأرجلهم ، فهم الذين يؤذون الجيران .
وأما المصلّبون علىٍ جذوع من نار ، فالسعاة بالناس إلى السلطان.
وأما الذين أشد نتنا من الجيف ، فالذين يتبعون الشهوات واللذات ، ومنعوا حق الله في أموالهم .
وأما الذين يلبسون الجباب ، فأهل الكبر والفخر والخيلاء » .
( 503 )
الفصل الحادي والأربعون والمائة
في النوادر وهو اخر الكتاب
(1390|1) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الوصية لعلي (عليه السّلام) : « يا علي ، اثنتا عشرة خصلة ينبغي للمسلم أن يتعلمها على المائدة : أربع خصال منها فريضة ، وأربع منها سنة ، وأربع منها أدب :
فاما الفريضة : فالمعرفة بما يأكل ، والتسمية ، والشكر ، والرضى .
وأما السنة : فالجلوس على الرجل اليسرى ، والأكل بثلاث أصابع ، وأن يأكل مما يليه ، ومص الأصابع .
وأما الأدب : فتصغير اللقمة ، والمضغ الشديد، وقلّة النظر في وجوه الناس ، وغسل اليدين » .
(1391|2) قال الشيخ أبوجعفر ابن بابويه القمي : حدثنا أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن علي بن حسّان الواسطي ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، عن داود بن كثير الرقي قال : كنت عند أبي عبد الله (عليه السّلام) إذ استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم قال : « يا داود ، لعن الله قاتلِ الحسين (عليه السّلام) فما انغص ذكر الحسين للعيش ! إني ما شربت ماءً بارداَ إلاّ وذكرت الحسين (عليه السّلام) ، وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين (عليه السّلام) ولعن قاتله إلاّ كتب الله له مائة ألف حسنة ، ومحا عنه مائة ألف
____________
1 - الفقيه 4 : 256|1821 ، المواعظ : 10 ، مكارم الأخلاق : 434 .
2 - كامل الزيارات : 156|1 ، آمالي الصدوق : 122|7 .

( 504 )
سيئة ، ورفع له مائة ألف درجة ، وكان كأنّما اعتق مائة ألف نسمة ، وحشره الله يوم القيامة أبلج الوجه »(1) .
(1392|3) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « يا علي ، ما أحد من الأولين والأخرين إلاّ وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يُعط من الدنيا إلاّ قوتاً .
يا علي ، انين المؤمن تسبيح ، وصياحه تهليل ، ونومه على الفراش عبادة ، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله ، فان عوفي مشى في الناس وما عليه ذنب .
يا علي : أوحى الله تبارك وتعالى إلى الدنيا : اخدمي من خدمني ، واتعبي من خدمك .
يا علي : إن الدنيا لوعدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافرمنها شربة من ماء.
يا علي : موت الفجأة راحة للمؤمن وحسرة للكافر » .
(1393|4) روي عن الصادق (عليه السّلام) ، عن أبيه ، عن جده (عليهم السّلام) قال : « مرأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) في مسجد الكوفة وقنبرمعه ، فرأى رجلأ قائماً يصلي ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما رأيت رجلاً أحسن صلاة من هذا ، فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : مه يا قنبر ، فوالله لرجل على يقين من ولايتنا أهل البيت خير في عبادة ألف سنة ، ولوأنَّ عبداً عبد الله ألف سنة لا يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت ، ولو أنَ عبداً عبد الله ألف سنة وجاء بعمل اثنتين وسبعين نبياً ما يقبل الله منه حتى يعرف ولايتنا أهل البيت ، وإلاّ اكبه الله على منخريه في نار جهنم » .
(1394|5) وروى يعقوب بن زيد بإسناد صحيح ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : « انفق وأيقن بالخلف ، واعالم أنَّه من لم ينفق في
____________

(1) في نسخة « ن » ثلج الفؤاد .
3 - الفقيه 4 : 263|824 ، المواعظ : 27 ، مكارم الأخلاق : 439 .
4 - عنه المجلسي في البحار 27 : 196|57.
5 - عنه النوري في مستدركه 2 1 : 437|8 .

( 505 )
طاعة الله أبتلي بأن ينفق في معصية الله عزً وجلّ ، ومن لم يمش في حاجة ولي اللهّ أبتلي بأن يمشي في حاجة عدو الله عزَّ وجلّ » .
(1395|6) وقال النبي ( صلّى الله عليه وآله) : « من منع ماله من الأخيار اختياراً صرف الله ماله إلى الاشرار اضطراراً ».
(1396|7) روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنَّه قال : « أمتي أمتي ، إِذا اختلف الناس بعدي وصاروا فرقة فرقة فاجتهدوا في طلب الدين الحق حتى تكونوا مع أهل الحق ، فان المعصية في دين الحق تغفر ، والطاعة في دين الباطل لا تُقبل » .
(1397|8) سئل علي (عليه السّلام) عن العبودية فقال : « العبودية خمسة أشياء : خلاء البطن ، وقراءة القرآن ، وقيام الليل ، والتضرع عند الصبح ، والبكاء من خشية الله ».
(1398|9) قال علي (عليه السّلام) : « من أحب أن يعلم كيف منزلته عند أللهّ فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإن كل من خُيِّر له أمران ، أمر الدنيا وأمر الآخرة فاختار أمر الاخرة على الدنيا فذلك الذي يحب الله، ومن اختار أمر الدنيا فذلك الذي لا منزلة لله عنده ».
(1399|10) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « سراج المؤمن معرفة حقنا ، وأشد العمى من عمي عن فضلنا ، وكفى به من عمى عن أمر نبي (1) الله».
____________
6 - عنه النوري في مستدركه 12 : 435|7 .
7 - عنه المجلسي في البحار 27 : 197|58 .
8 - نقل النوري في مستدركه 11 : 244|29.
9 - صدر الحديث في : المحاسن : 252|273 ، الأشعثيات : 166 ، معاني الأخبار : 236 ذيل حديث 1 ، تنبيه الخواطر 2 : 43 2 ، مشكاة الأنوار : 11 ، إحياء علوم الدين 4 : 345 ، ونقله المجلسي في بحاره 7 : 25|27 .
10 ـ تفسير فرات : 138 ، الخصال : 633 ، وفي المصدرين لم يرد المقطع الأخير بهذا الشكل ، بل - وبعد كلمة فضلنا - أضافت : وناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا ، إلا أنّا دعوناه إلى الحق ، ودعاه من سوانا إلى ألفتنة والدنيا فأتاهما ونصب البراءة منا والعداوة لنا .
(1) في نسخة « ن » و « م » و « ث » بني أمية .

( 506 )
(1400|11) وقال (عليه السّلام) : « من أحبنا بقلبه ، وأعاننا بلسانه ويده ، فهو معنا في درجاتنا .
ومن أحبنا بقلبه ، وأعاننا بلسانه ولم يعنّا بيده ، فهوأسفل من ذلك بدرجة .
ومن أحبنا بقلبه ، ولم يعنّا بلسانه ولا بيده ، فهو في الجنة .
ومن أبغضنا بقلبه ، وأعان علينا بيده ولسانه ، فهو في الدرك الأسفل من النار .
ومن أبغضنا بقلبه ولم يعن علينا بيده ولا بلسانه ، فهو في النار » .
(1401|12) روى عبد الله بن عباس ، عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنه قال : « ألا انّ مثل هذا الدين كمثل شجرة ثابتة(1) ، الإيمان أصلها ، والزكاة فرعها ، والصلاة ماؤها ، والصيام عروقها ، وحسن الخلق ورقها ، والاخاء في إلدين لقاحها ، والحياء لحاؤها ، والكف عن محارم الله ثمرتها ، فكما لا تكمل الشجرة إلاّ بثمرة طيبة كذلك لا يكمل الإيمان إلاّ بالكف عن محارم الله » .
(1402|13) عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله ، كم الأنبياء ؟ قال : « مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي » .
قلت : كم المرسلون منهم ؟ قال : « ثلاثمائة وثلاثة عشر » .
قلت : كم أنزل الله من كتاب ؟ قال : « مائة وأربعة كتب ، أنزل منها على ادم عشر صحف ، وعلى شيث خمسين صحيفة - وهوأول من خط بالقلم ، وعلى إدريس ثلاثين صحيفة ، وعلى إبراهيم عشر صحف ، والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان » .
(1403|14) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « من سرته حسنته وساءته
____________
11 - باختلاف يسير في : الخصال : 629 ، أمالي المفيد : 33|8 ، تحف العقول : 78 ، وتقدم برقم 1377 .
12 - علل الشرائع : 249|5 ، الفردوس بمأثور الخطاب 4 : 145|6447 .
(1) في نسخة « غ » و « ث » وهامش « م » : نابته .
13 - الخصال : 524 ، الاختصاص : 264 ، مجمع البيان 5 : 476 .
14 ـ الخصال : 47|49 ، صفات الشيعة : 32|44 ، شهاب الأخبار: 162|321 ، إحياء علوم الدين 3 : 69 .

( 507 )
سيئته فهو مؤمن ، ومن لم يندم فليس بمؤمن » .
(1404|15) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « من كانت همته ما يدخل بطنه كان قيمته ما يخرج منه » .
(1405|16) وقال (عليه السّلام) : « ما من عالم أو متعلم ، يمر بقرية من قرى المسلمين ، أو بلدة من بلاد المسلمين ، ولم يأكل من طعامهم ، ولم يشرب من شرابهم ، ودخل من جانب وخرج من جانب إلاّ رفع الله تعالى عذاب قبورهم أربعين يوماً » .
(1406|17) قال الصادق (عليه السّلام) : « من قال حين يأوي إلى فراشه مائة مرة : لا إِله إلاّ الله ، بنى الله له بيتاً في الجنة ، ومن استغفر الله حين يأوي إلى فراشه مائة مرة تحاطت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر » .
(1407|18) وقال الصادق (عليه السّلام) : « ما من رجل دعا فختم دعاءه بقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، إلا أجيبت حاجته » .
(1408|19) « يا علي ، من لم يقبل العذر من متنصل ، صادقاً كان أو كاذباً لم ينل شفاعتي ».
يا علي ، إن الله عزَّ وجلّ أحب الكذب في الصلاح ، وأبغض الصدق في الفساد » .
(1409|20) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) عن جبرائيل (عليه السّلام) : « قال الله جل جلاله : من اذنب ذنباً - صغيراً أو كبيراً - وهو لا يعلم أن لي أن أعذبه أو أعفو عنه لاغفرت له ذلك الذنب أبدأَ ، ومن أذنب ذنباً -
____________
15 - رواه الآمدي في غرر الحكم 2 : 217|1176 عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
16 ـ
17 - الخصال : 594|6 .
18 - ثواب الأعمال : 24|1.
19 ـ الفقيه 4 : 255|821 ، المواعظ : 4 ، مكارم الأخلاق : 433 .
(1) كذا ، والحديث مروي ضمن وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام).
20 ـ أمالي الصدوق : 236|2 ، ثواب الأعمال : 213|1 .

( 508 )
صغيراً أو كبيراً - وهو يعلم أنّ لي أن أعذبه وأن أعفو عنه عفوت عنه ».
(1404|15) وقال علي (عليه السلام) : « إن الله عز وجلّ اطّلع على الأرض ، فاختارنا واختار لنا شيعة ينصروننا ، ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ، ويبذلون أنفسهم وأموالهم فينا ، أولئك منا ، ومعادهم إلينا » .
(1411|16) روي عن مجاهد ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : « أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين خيوطه ، وفاطمة علاقته ، والأئمة من أمتي عموده ، توزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا » .
(1412|17) قال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « يا علي ، اعجب الناس إيماناً وأعظمهم ثواباً قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي وحجب عنهم الحجة فآمنوا بسواد على بياض ».
(1413|18) قال موسى (عليه السّلام) : « من قطع قرين السوء فكأنّما عمل بالتوراة » .
(1414|19) وقال داود (عليه السّلام) : « من منع نفسه عن الشهوات فكانّما عمل بالزبور » .
(1415|20) وقال عيسى (عليه السّلام) : « من رضي بقسمة الله فكأنّما عمل بالإنجيل » .
(1416|21) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « من حفظ لسانه فكأنّما عمل بالقرآن » .
____________
21 ـ
22 - مقتل الحسين للخوارزمي : 157 ، مردة القربى عنه إحقاق الحق 8 1 : 417|26 ، ذيل اللئالي ، ومفتاح النجاة، وينابيع المودة ، وأرجح المطالب عنهم إحقاق الحق 13 : 79 ـ 80 .
23 - الفقيه 4 : 265|824 ، المواعظ : 33 ، مكارم الأخلاق : 440 .
24 - الإثنى عشرية في المواعظ العددية : 171 .
25 - الإثنى عشرية في المواعظ العددية : 171 .
26 - الإثنى عشرية في المواعظ العددية : 171 .
27 - الإثنى عشرية في المواعظ العددية : 171 .

( 509 )
(1417|28) أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم (عليه السّلام) : « يا عيسى ، إني لا أنسى من ينساني ، فكيف أنسى من يذكرني ؟ أنا لا أبخل على من عصاني ، فكيف أبخل على من يطيعني » ؟ .
(1418|29) قال علي (عليه السّلام) : « إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعارته محاسن غيره ، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه » .
(1419|30) روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) : « إذا رأيت الغنى مقبلاًِ عليك فقل : ذنب عُجّلت عقوبته ، وإذا رأيت الفقر مقبلاً عليك فقل : مرحباَ بشعار الصالحين » .
(1420|31) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « إذا ظهرت في أمتي عشر خصال عاقبهم الله بعشر خصال » قيل : وما هي يا رسول الله ؟ قال : « إذا قلّلوا الدعاء نزل البلاء ، وإذا تركوا الصدقات كثرت الأمراض ، وإذا منعوا الزكاة هلكت المواشي ، وإذا جار السلطان منع القطر من السماء ، وإذا كثر فيهم الزنا كثر فيهم موت الفجأة ، وإذا كثر الربا كثرت الزلازل ، وإذا حكموا بخلاف ما أنزل الله تعالى سلط عليهم عدوهم ، وإذا نقضوا العهد ابتلاهم الله بالقتل ، وإذا طففوا الكيل أخذهم الله بالسنين » ثم قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : ( ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَحرِ بما كَسَبت ايدِي النّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعضَ الّذي عَمِلُوا لَعَلَّهُم يَرجِعُون)(1) » .
(1421|32) وقال (صلّى الله عليه وآله) : « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم » .
____________
28 -
29 - نهج البلاغة 3 : 153|8 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 130|11 ، نثر الدر 1 : 353 ، روضة الواعظين 2 : 445 ، مشكاة الأنوار : 269 .
30 ـ الكافي 2 : 203|12 ، ورام 2 : 46 ، إحياء علوم الدين 4 : 196 .
31 ـ بتفاوت في : أمالي الصدوق : 253|2 ، عقاب الأعمال : 300|1 ، تحف العقرل : 36 ، معدن الجواهر : 72 .
(1) الروم 30 : 41 .
32 - ورام 1 : 101 ، صحيح البخاري 4 : 150 ، صحيح مسلم 4 : 1712|2174 ، سنن أبي داود 2 : 333|2470 ، سنن ابن ماجة 1 : 566|1779 ، سنن الدارمي 2 : 320 ، مسند

=


( 510 )
(1422|33) وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : « من ترك اللحم أربعين يوماً ساء خلقه ».
(1423|34) وعن الصادق (عليه السّلام) : « لا تطلب من الدنيا أربعة ، فانك لا تجدها وأنت لا بدّ لك منها : عالماً يستعمل علمه فتبقى بلا عالم ، وعملاَ بغيررياء فتبقى بلا عمل ، وطعاماً بلا شبهة فتبقى بلا طعام ، وصديقاً بلا عيب فتبقى بلا صديق » .
(1424|35) جاء النبي (صلّى الله عليه وآله) أعرابيان فقال أحدهما : يا رسول الله ، أي الناس خير ؟ فقال (صلّى الله عليه وآله) : « من طال عمره وحسن عمله ».
وقال الآخر : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ قال : « أن تموت ولسانك رطب بذكر الله تعالى » .
(1425|36) وقال النبي (صلّى الله عليه وآله) : « درهم يعطيه الرجل في صحته خيرمن عتق رقبة عند الموت » .
(1426|37) عن أبي جعفر(عليه السّلام) قال : « من لقي الله مكفوفاً محتسباً موالياً لآل محمد (عليهم السّلام) لقي الله ولا حساب عليه » .
(1427|38) روي باسناد صحيح ، عن جعفر ، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : « إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أوصى لأمير المؤمنين (عليه السّلام) فكان فيما أوصى به أن قال له : يا علي من حفظ من أمتي أربعين حديثاً ، طلب في ذلك وجه الله عزَّ وجلّ والدار الآخرة ، حشره الله تعالى
____________

=

أحمد 3 : 156 و 6 : 337 ، شهاب الأخبار : 359|709 .
33 - قرب الإسناد : 51 ، المحاسن 2 : 465|432 ، الكافي 6 : 309|1 ، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 2 : 41|129 ، صحيفة الإمام الرضا (عليه السّلام) : 243|149 ، دعائم الإسلام 2 : 109|354 .
34 - الإثنى عشرية في المواعظ العددية : 169 .
35 - ذيله في ربيع الأبرار 2 : 246 .
36 - كنز العمال 16 : 619|36089 .
37 - ثواب الأعمال : 61|1 وص : 234| 1 .
38 - الخصال : 3 54|19 .