كتاب الخصال ج1

طرقها، وكان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي امر أبوه بذبحه فكان يصبر لامر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه، فينال بذلك درجته في الثواب، فعلم الله عزوجل ذلك من قلبه فسماه الله عزوجل بين ملائكته ذبيحا لتمنيه لذلك.

[و] حدثنا بذلك محمد بن علي البشاري القزويني رضي الله عنه قال: حدثنا المظفر بن أحمد القزويني قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الاسدي، عن محمد بن - إسماعيل البرمكي، عن عبدالله بن داهر(1)، عن أبي قتادة الحراني، عن وكيع بن - الجراح، عن سليمان بن مهران، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام.

وقول النبي صلى الله عليه وآله " أنا ابن الذبيحين يريد بذلك العم [لان العم] قد سماه الله عزوجل أبا في قوله " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وآله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق " وكان إسماعيل عم يعقوب فسماه الله في هذا الموضع أبا، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله: العم والد فعلى هذا الاصل أيضا يطرد قول النبي صلى الله عليه وآله " أنا ابن الذبيحين " أحدهما ذبيح بالحقيقة والآخر ذبيح بالمجاز، واستحقاق الثواب على النية والتمني، فالنبي صلى الله عليه وآله هو ابن الذبيحين من وجهين على ما ذكرناه وللذبح العظيم وجه آخر:

79 - حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله عزوجل إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع(2) إلى قلب الوالد


(1) عنونه النجاشي والعلامة، وقالا: ضعيف له كتاب عن أبي عبدالله عليه السلام، وعنونه الخطيب في التاريخ أيضا ج 9 ص 453.والمراد بأبي قتادة الحراني: عبدالله بن واقد الذي عنونه العسقلاني في التهذيب والتقريب، وقال: مات في 210 وعليه رواية عبدالله بن داهر عنه فيه إعضال لاختلاف الطبقة.
(2) كذا.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه