كتاب الخصال ج2

وقتل الرعية وتحكيم النساء النواقص العقول والحظوظ على كل حال، كعادة بنى الاصفر(1) ومن مضى من ملوك سبأ والامم الخالية فأصير إلى ما كرهت أولا وآخرا، وقد أهملت المرأة وجندها يفعلون ما وصفت بين الفريقين من الناس، ولم أهجم على الامر إلا بعدما قدمت وأخرت، وتأنيت وراجعت، وأرسلت وسافرت، وأعذرت وأنذرت وأعطيت القوم كل شئ يلتمسوه بعد أن عرضت عليهم كل شئ لم يلتمسوه، فلما أبوا إلا تلك، أقدمت عليها، فبلغ الله بي وبهم ما أراد، وكان لي عليهم بما كان مني إليهم شهيدا، ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام: وأما السادسة يا أخا اليهود فتحكيمهم [الحكمين] ومحاربة ابن آكلة الاكباد وهو طليق معاندلله عزوجل ولرسوله والمؤمنين منذ بعث الله محمدا إلى أن فتح الله عليه مكة عنوة فاخذت بيعته وبيعة أبيه لى معه في ذلك اليوم وفي ثلاثة مواطن بعده، وأبوه بالامس(2) أؤل من سلم على بإمرة المؤمنين، وجعل يحثني على النهوض في أخذ حقي من الماضين قبلى، ويجد دلي وبيعته كلما أتاني، وأعجب العجب أنه لما رأى ربي تبارك وتعالى قد رد إلى حقى وأقرفي معدنه، وانقطع طمعه أن يصير في دين الله رابعا وفي أمانة حملناها حكاما، كرا على العاصي بن العاص فاستما له فمال إليه، ثم أقبل به بعد أن أطعمة مصر، وحرام عليه أن يأخذ من الفيئ دون قمسه درهما، وحرام على الراعي إيصال درهم إليه فوق حقه، فأقيل يخبط البلاد بالظلم ويطأها بالغشم، فمن بايعه أرضاه، ومن خالفه ناواه، ثم توجه إلي ناكثا علينا مغيرا في البلاد شرقا وغربا ويمينا وشمالا، والانباء تأتيني والاخبار ترد علي بذلك، فأتاني أعور ثقيف(3) فأشار علي أن أوليه البلاد التي هوبها لاداريه بما اوليه منها وفي الذي أشار به الراي


(1) يعنى أهل الروم لان أباهم أصفر اللون.
(2) المراد أبوسفيان في اول خلافة أبى بكر.
(3) يعنى مغيرة بن شعبة الثقفي.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه