كتاب الخصال ج2

بسوء الآن، فقلت: الحمدلله، ثم قلت: ياسيدي حديث يروي عن النبي صلى الله عليه وآله لاأعرف معناه، قال: وما هو؟ فقلت: قوله: " لاتعادوا الايام فتعاديكم " ما معناه؟ فقال: نعم الايام نحن ماقامت السماوات والارض فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه واله، والاحد كناية عن أمير المؤمنين عليه السلام، والاثنين الحسن والحسين والثلثاء علي بن الحسين ومحمد ابن علي وجعفر بن محمد، والاربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس ابني الحسن بن علي، والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، فهذا معنى الايام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة، ثم قال عليه السلام: ودع واخرج فلا آمن عليك.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الايام ليست بأئمة ولكن كنى بها عليه السلام عن الائمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق كما كنى الله عزوجل بالتين والزيتون و طور سينين وهذا لبلد الامين عن النبي صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين عليهم السلام وكما كنى عزوجل بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود والخمصين، و كما كنى بالسير في الارض عن النظر في القرآن، سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " أولم يسيروا في الارض "(1) قال: معناه أولم ينظروا في القرآن.

وكما كنى عزوجل بالسر عن النكاح في قوله عزوجل: " ولكن لا تواعدوهن سرا "(2).

وكما كنى عزوجل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيس وامه: " كانا يأكلان الطعام "(3) ومعناه أنهما كانا يتغوطان، وكما كنى بالنحل عن رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله " وأوحى ربك إلى النحل "(4) ومثل هذا كثير.


(1) الروم: 9.
(2) البقرة 235.
(3) المائدة 75. ولازم أكل الطعام التغوط وهو غير الكناية.
(4) النحل: 68. المراد بالنحل في الاية النحل نفسها واريد بالوحى الالهام. وهذا عجيب من المؤلف رحمه الله.
وماورد في بعض الاخبار " نحن والله النحل " هو تأويل لاتفسير.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه