مستدرك سفينة البحار ج4

قال تعالى: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراماً وحلالاً)ـ الآية. الروايات الدالّة على أنّ الله قدّر لكلّ نفس رزقها الحلال يأتيها في عافية، وعرض لها الحرام فإن هي تناولت من الحرام نقص لها من الحلال الّذي قدّر لها على قدر ما أخذت من الحرام(1). وفي وصايا لقمان ما يدلّ عليه(2). وفي «حرم» و «حلل» و «غنى» ما يتعلّق بذلك .
نهج البلاغة: قال: وقدّر الأرزاق فكثّرها وقلّلها، وقسّمها على الضيق والسعة، فعدل فيها ليبتلي من أراد بميسورها ومعسورها، وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيّها وفقيرها، ثمّ قرن بسعتها عقابيل فاقتها، ويفرج أفراجها غصص أتراحها ـ الخ(3).
بيان : العقابيل: بقايا المرض، واحدها عقبول . والأتراح: الغموم ـ الخ.
في أنّ الرزق عند الأشاعرة كلّ ما انتفع به حيّ سواء كان بالتغذّي أو بغيره مباحاً كان أو لا . وعند المعتزلة كلّما صحّ انتفاع الحيوان به بالتغذّي أو غيره وليس لأحد منعه منه، فليس الحرام رزقاً عندهم ـ الخ(4).
كلام في معنى الرزق وهل هو يشمل الحرام أم لا، وهل على الله إيصاله من غير سعي وكسب أم لابدّ من الكسب والسعي(5).
في وصيّته (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا ذرّ، إنّي قد دعوت الله جلّ ثناؤه أن يجعل رزق من يحبّني الكفاف، وأن يعطي من يبغضني كثرة المال والولد ـ الخبر(6).
أمالي الطوسي: عن رجل من جعفي قال: كنّا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال رجل: اللّهمّ إنّي أسألك رزقاً طيّباً . قال: فقال أبو عبدالله (عليه السلام): هيهات هيهات، هذا قوت الأنبياء، ولكن سل ربّك رزقاً لا يعذّبك عليه يوم القيامة ـ الخبر(7).


(1) جديد ج 5/147 و148، وط كمباني ج 3/41 و42.
(2) ط كمباني ج 5/323، وجديد ج 13/421.
(3 و4) جديد ج 5/148،وص 150، وط كمباني ج 3/42.
(5) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 60، وجديد ج 70/145 .
(6) ط كمباني ج 17/24، وجديد ج 77/81 .
(7) جديد ج 11/59، وط كمباني ج 5/16 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه