مستدرك سفينة البحار ج4

قال: قلت: لم يزل الله مريداً؟ قال: إنّ المريد لا يكون إلاّ لمراد معه . لم يزل الله عالماً قادراً، ثمّ أراد. وكتاب التوحيد عنه مثله; كما في البحار(1).
أقول : يظهر منه أنّ من قال: لم يزل مريداً، فقد جعل مراداً لله لم يزل وهذا هو الشرك .
وروى الصدوق في التوحيد بسند صحيح عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: قال الرّضا (عليه السلام): المشيّة والإرادة من صفات الأفعال . فمن زعم أنّ الله لم يزل مريداً شائياً، فليس بموحّد . ونقله في البحار(2). ووجهه ظاهر ممّا سبق .
وفي الكافي مسنداً عن بكير بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): علم الله ومشيّته هما مختلفان أم متّفقان ؟ فقال: العلم ليس هو المشيّة . ألا ترى أنـّك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله، ولا تقول: سأفعل كذا إن علم الله؟ فقولك: إن شاء الله. دليل على أنـّه يشأ، فإذا شاء كان الّذي شاءكماشاء. وعلم الله تعالى سابق المشيّة(3).
وفيه بسند صحيح عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المشيّة محدثة . ورواه في التوحيد بسند آخر صحيح عنه مثله، المحاسن عنه مثله(4).
وفيه بسند صحيح عن ابن اُذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خلق الله المشيّة بنفسها، ثمّ خلق الأشياء بالمشيّة . ورواه في التوحيد بسند آخر عن أبي سعيد القمّاط قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): خلق الله المشيّة قبل الأشياء، ثمّ خلق الأشياء بالمشيّة . ويأتي في «شيأ» ما يتعلّق بذلك .

باب القضاء والقدر والمشيّة والإرادة(5).

التوحيد : بسند صحيح عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الرحيم القصير، قال:


(1) ط كمباني ج 14/9، وج 2/146، وجديد ج 4/144، وج 57/38 و163، والكافي ج1/109 مثله .
(2) جديد ج 4/145، وج 57/37 .
(3) جديد ج 4/144، وط كمباني ج 2/146 .
(4) ط كمباني ج 3/35، وجديد ج 4/144، وج 5/122 .
(5) ط كمباني ج3/26، وجديد ج5/84 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه