مستدرك سفينة البحار ج4

كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ـ إلى أن قال: ـ فكتب على يدي عبد الملك بن أعين ـ إلى أن قال: ـ كان الله عزّوجلّ ولا شيء غير الله معروف ولا مجهول . كان عزّوجلّ ولا متكلّم ولا مريد ولا متحرّك ولا فاعل، جلّ وعزّ ربّنا . فجميع هذه الصفات محدثة عند حدوث الفعل منه(1).
وفي آخر رسالة الإهليلجة المشهورة قال الهندي للصّادق (عليه السلام): فأخبرني عن إرادته . قال: قلت: إنّ الإرادة من العباد الضمير وما يبدو بعد ذلك من الفعل . وأمّا من الله عزّوجلّ، فالإرادة للفعل إحداثه، إنّما يقول له: كن، فيكون بلا تعب ولا كيف(2).
وفي الكافي بسند صحيح عن صفوان بن يحيى، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): أخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق ؟ قال: فقال: الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل . وأمّا من الله، فإرادته إحداثه لا غير ذلك، لأ نّه لا يروي ولا يهمّ ولا يتفكّر، وهذه الصفات منفيّة عنه وهي صفات الخلق . فإرادة الله الفعل لا غير ذلك، يقول له: كن، فيكون بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همّة ولا تفكّر ولا كيف لذلك كما أنـّه لا كيف له(3).
والمراد بالإرادة المحدثة أنّ الإرادة مخصّص أحد الطرفين، فإنّ العلم والقدرة على الطرفين سواء، وما به يرجّح ويختار أحدهما هو الإرادة والمشيّة المخصّصة لأحد الطرفين، وهي لا يكون مثل العلم والقدرة بل تتحقّق بالعلم والقدرة فقطّ، ولا يحتاج الغنيّ بذاته فيها إلى أمر خارج زائد على ذاته القدّوس السبّوح القادر بالقدرة الغير المتناهية .

باب القدرة والإرادة(4).


(1) جديد ج 5/31، وط كمباني ج 3/10 .
(2) جديد ج 3/196، وط كمباني ج 2/62 .
(3) الكافي ج 1/109، ونحوه جديد ج 4/137 .
(4) جديد ج 4/134 ـ 147، وط كمباني ج 2/143 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه