من مسائل رأس الجالوت: ما شيئان يزيدان وينقصان ولا يرى الخلق ذلك؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هما الليل والنهار(1).
ما يدلّ على أنّ الرسول والأئمّة صلوات الله عليهم أجمعين يزدادون من العلم والكمال، ولو لا ذلك لنفد ما عندهم، قال الله تعالى: (وقل ربّ زدني علماً).
أمّا الروايات المباركات فهي كثيرة ذكرنا بعضها في كتابنا «ابواب رحمت» وكتاب «اركان دين» فارجع إليهما وإلى البحار(2).
زيد بن عليّ بن الحسين بن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم كان مؤمناً، عارفاً، عالماً، صدوقاً; كما قاله مولانا الصّادق (عليه السلام) .
عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت أزور عليّ بن الحسين (عليه السلام) في كلّ سنة مرّة في وقت الحجّ، فأتيته سنة وإذا على فخذه صبيّ . فقام الصبيّ فوقع على عتبة الباب فانشجّ، فوثب إليه مهرولاً فجعل ينشف دمه ويقول: إنّي اُعيذك أن تكون المصلوب في الكناسة . قلت: بأبي أنت واُمّي، وأيّ كناسة ؟ قال: كناسة الكوفة . قلت: ويكون ذلك؟ قال: إي والّذي بعث محمّداً بالحقّ، لئن عشت بعدي لترينّ هذا الغلام في ناحية من نواحي الكوفة وهو مقتول مدفون منبوش مسحوب مصلوب في الكناسة ثمّ ينزل فيحرق ويذرى في البرّ . فقلت: جعلت فداك، وما اسم هذا الغلام؟ فقال: ابني زيد . ثمّ دمعت عيناه .
وقال: لأحدّثنّك بحديث ابني هذا بينما أنا ليلة ساجد وراكع ذهب بي النوم، فرأيت كأ نّي في الجنّة وكأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين قد زوّجوني حوراء من حور العين، فواقعتها واغتسلت عند سدرة المنتهى وولّيت، فهتف بي هاتف: ليهنّئك زيد . فاستيقظت وتطهّرت وصلّيت صلاة الفجر .
(1) جديد ج 40/224، وط كمباني ج 9/477 .
(2) ط كمبانيج6/807 و227، وج7/279 ـ 291 و296 ـ 299 و323، وجديدج17/132 و136، وج 22/552، وج 26/20 ـ 65 و86 ـ 97 و198 .