مستدرك سفينة البحار ج4

منه: ما يأخذ أولياء الشياطين عنهم .

قال: فمن أين علم الشياطين السحر ؟ قال: من حيث عرف الأطبّاء الطبّ بعضه تجربة وبعضه علاج . قال: فما تقول في الملكين هاروت وماروت وما يقول الناس بأ نّهما يعلّمان السحر؟ قال: إنّهما موضع ابتلاء وموقف فتنة تسبيحهما: اليوم لو فعل الإنسان كذا وكذا، لكان كذا; ولو يعالج بكذا وكذا، لصار كذا، أصناف السحر، فيتعلّمون منهما ما يخرج عنهما، فيقولون لهم: (إنّما نحن فتنة) فلا تأخذوا عنّا ما يضرّكم ولا ينفعكم .
قال: أفيقدر الساحر أن يجعل الإنسان بسحره في صورة الكلب والحمار وغير ذلك ؟ قال: هو أعجز من ذلك، وأضعف من أن يغيّر خلق الله . إنّ من أبطل ما ركّبه الله وصوّره وغيّره، فهو شريك لله في خلقه، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً . لو قدر الساحر على ما وصفت، لدفع عن نفسه الهرم والآفة والأمراض، ولنفى البياض عن رأسه والفقر عن ساحته . وإنّ من أكبر السحر النميمة يفرّق بها بين المتحابّين ـ الخبر(1).
النبوي (صلى الله عليه وآله): ملعون ملعون مصدّق بسحر ـ الخبر(2).

باب السحر والكهانة(3).

قرب الإسناد: العلويّ الصّادقي (عليه السلام): من تعلّم شيئاً من السحر قليلاً أو كثيراً، فقد كفر . وكان آخر عهده بربّه وحده أن يقتل إلاّ أن يتوب(4).
علل الشرائع: النبوي الصّادقي (عليه السلام): ساحر المسلمين يقتل، وساحر الكفّار لا يقتل . فقيل: يا رسول الله، ولِمَ لا يقتل ساحر الكفّار ؟ قال: لأنّ الشرك أعظم من السحر ولأنّ السحر والشرك مقرونان . وروي أنّ توبة الساحر أن يحلّ ولا يعقد(5).


(1) ط كمباني ج 4/130، وج 14/573، وجديد ج 10/169، وج 63/21 .
(2) ط كمباني ج 16/105، وجديد ج 76/355 .
(3 و4 و5) ط كمباني ج 16/144، وجديد ج 79/205، وص210، وص 212.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه