مستدرك سفينة البحار ج5

واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام). فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنماً قطّ، ولكنالعرب عبدة الأصنام. وقالت بنو إسماعيل: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، فكفرت ولم تعبد الأصنام.
بيان: لعل المراد أنـّهم أقرّوا بوحدانيّة الصانع وإن أشركوا من جهة العبادة والسجود لها، فنفى عنهم أعظم أنواع الشرك وهو الشرك في الربوبيّة(1).
قال الصّادق(عليه السلام): كان إسماعيل أكبر من إسحاق بخمس سنين، وكان الذبيح إسماعيل. أما سمع قول إبراهيم: (ربّ هب لي من الصّالحين)؟ إنّما سأل ربّه أن يرزقه غلاماً من الصالحين، فقال في سورة الصافّات: (فبشّرناه بغلام حليم)يعني إسماعيل. ثمّ قال: (وبشّرناه باسحق نبيّاً من الصالحين). فمن زعم أنّ إسحاق أكبر من إسماعيل، فقد كذب بما أنزل الله في القرآن(2).

وفي رواية: أنـّه مات قبل إبراهيم(3).

باب قصص إسماعيل الّذي سمّاه الله صادق الوعد وبيان أنـّه غير إسماعيل ابن إبراهيم(4).
علل الشرائع: في الصحيح عن ابن أبي عمير ومحمّد بن سنان عمّن ذكراه عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: إنّ إسماعيل الّذي قال الله عزّوجلّ في كتابه: (واذكر في الكتاب إسمعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيّاً) لم يكن إسماعيل بن إبراهيم، بل كان نبيّاً من الأنبياء، بعثه الله عزّوجلّ إلى قومه، فأخذوه فسلخوا فروة (جلدة الرأس) رأسه ووجهه، فأتاه ملك فقال: إنّ الله جلّ جلاله بعثني إليك، فمرني بما شئت. فقال: لي اُسوة بما يصنع بالحسين(عليه السلام)(5).


(1) جديد ج 3/252، و ط كمباني ج 2/80 .
(2) ط كمباني ج 17/188، و جديد ج 78/260.
(3) ط كمباني ج10/154، وج 5/316، وج 13/226، وجديد ج 53/105، وج 13/390، و ج 44/237.
(4 و5) جديد ج 13/388، و ط كمباني ج 5/315.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه