مستدرك سفينة البحار ج9

وفي «صلح» مايتعلّق بذلك، وكذا في «صدق»: ثلاثة يحسن فيهنّ الكذب، وذكر هذه الثلاثة. وهذه الثلاثة مذكورة في وصايا الرسول لامير المؤمنين صلوات الله عليهما(1).
وعن الصّادق(عليه السلام) قال: الكذب مذموم إلاّ في أمرين: دفع شرّ الظلمة، وإصلاح ذات البين(2).
الإختصاص: في الصحيح، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني، قال: قال الصّادق(عليه السلام): أيّما مسلم سأل عن مسلم، فصدق وأدخل على ذلك المسلم مضرّة، كتب من الكاذبين، ومن سأل عن مسلم فكذب فأدخل على ذلك المسلم منفعة، كتب عندالله من الصادقين(3).
وفي وصاياه(صلى الله عليه وآله): ياعليّ، إنّ الله أحبّ الكذب في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد(4).
ومن الكذب الّذي لايوجب الفسق، ماجرت به العادة في المبالغة، كقولهم: قلت لك كذا مائة مرّة. فإنّه يريد منها المبالغة في الكثرة، ولا يريد منها العدد: نعم لو قاله مرّة أو مرّتين يكون كذباً.
وممّا يعتاد أن يقال له: كل الطعام، فيقول: لا أشتهيه، مع أنـّه في الباطن جوعان ويشتهيه، فإنّه كذب صريح.
ومن العادة أن يقول: أنا أكون كذا أو فعلت كذا، والله يعلم ذلك، مع أنّ الله تعالى يعلم خلافه، فعن عيسى أنـّه من أعظم الذنوب عند الله أن يقول العبد: الله يعلم، لما لايعلم.
وربّما يكذب في حكاية المنام، فروي أنّ من كذب في ذلك، كلّف أن يعقد


(1) ط كمباني ج 17/15 و19، وج 23/56، وجديد ج 77/51 و63، وج 103/242.
(2) جديد ج 72/263.
(3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 126، وجديد ج 71/11، وج 72/237 ـ 258.
(4) ط كمباني ج 17/14، وجديد ج 77/47.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه