تفسير الإمام العسكري(عليه السلام) : قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): إنّ ولاية عليّ حسنة لاتضرّ معها شيء من السيّـئات وإن جلّت إلاّ مايصيب أهلها من التطهير منها بمحن الدنيا وببعض العذاب في الآخرة إلى أن ينجو منها بشفاعة مواليهم الطيّبين الطاهرين، وإنّ ولاية أضداد عليّ ومخالفة عليّ(عليه السلام) سيّـئة لاتنفع معها شيء إلاّ ماينفعهم بطاعاتهم في الدنيا بالنعم والصحّة والسعة فيردوا الآخرة ولا يكون لهم إلاّ دائم العذاب، ثمّ قال: إنّ من جحد ولاية عليّ(عليه السلام) لايرى بعينه الجنّة أبداً إلاّ مايراه ممّا يعرف به أنـّه لو كان يواليه لكان ذلك محلّه ومأواه فيزداد حسرات وندمات، وإنّ من تولّى عليّاً وتبرّأ من أعدائه وسلّم لأوليائه لايرى النار بعينه إلاّ مايراه فيقال له: لو كنت على غير هذا لكان ذلك مأواك، وإلاّ مايباشره فيها إن كان مسرفاً على نفسه بما دون الكفر إلى أن ينظف بجهنّم كما ينظف القذر بدنه بالحمّام، ثمّ ينقل عنها بشفاعة مواليه ـ الخ(1).
مايدلّ على الولاية للعلماء والرئاسة المجعولة لهم، وأنّ إدارة الاُمور عليهم ومنهم:
نهج البلاغة: قال أميرالمؤمنين(عليه السلام) مخاطباً لأصحابه: وقد بلغتم من كرامة الله لكم ـ إلى أن قال: ـ وكانت اُمور الله عليكم ترد وعنكم تصدر، وإليكم ترجع، فمكّنتم الظلمة من منزلتكم، وألقيتم إليهم أزمّتكم، وأسلمتم اُمور الله في أيديهم، يعملون بالشبهات ـ الخ(2). وقريب من ذلك رواية تحف العقول المفصّلة(3).
تحقيق الكلام في الولاية لأهلها في كتاب عوائد الأيام للمولى النراقي(4). وفيه تحقيق ولاية الحاكم الشرعي وأدلّة مثبتيها وحدودها وبيان أفراد المولى عليهم وما يكون له فيه الولاية، فارجع إليه(5).
(1) ط كمباني ج 3/393، وجديد ج 8/352.
(2) ط كمباني ج 8/691، وجديد ج 34/107.
(3) ط كمباني ج 21/112، وجديد ج 100/79.
(4 و5) عوائد الأيّام ص 185، وص 313.