إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج1) |
ص 401
فأجابه: الضيعة لا يجوز ابتياعها إلا من مالكها أو بأمره ورضا منه. وسأل عن رجل
استحل بأمته امرأة من حجابها وكان يتحرز من أن يقع ولد، فجاءت بابن فتحرج الرجل أن
لا يقبله فقبله وهو شاك فيه، جعل يجري عليه وعلى أمه حتى ماتت الأم، فهو ذا يجري
عليه وهو شاك فيه ليس يخلطه بنفسه، فإن كان ممن ويجعله كسائر ولده فعل ذلك، وإن جاز
أن يجعل له شيئا من ماله دون حقه فعل. فأجاب: الاستحلال بالمرأة يقع على وجوه،
والجواب مختلف فيها فليذكر الوجه الذي وقع الاستحلال به مشروحا ليعرف الجواب فيما
يسأل عنه من أمر الولد إن شاء الله. وسأله الدعاء. فخرج الجواب: جاد الله عليه بما
هو جل وتعالى أهله، إيجابنا لحقه ورعايتنا لأبيه (رحمه الله) وقربه منا، وقد رضينا
بما علمناه من جميل نيته ووقفنا عليه من مخالطة المقربة له من الله التي يرضى الله
عز وجل ورسوله وأولياؤه (عليهم السلام) بما بدأنا نسأل الله بمسألته ما أمله من كل
خير عاجل وآجل، وأن يصلح له من أمر دينه ودنياه مما يحب صلاحه إنه ولي قدير (1).
الخامسة عشرة: من التوقيعات، كتب إليه صلوات الله عليه أيضا في سنة ثمان وثلاثمائة
كتابا سأله فيه عن مسائل أخرى كتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاك
وأدام عزك وكرامتك وسعادتك وسلامتك وأتم نعمته عليك، وزاد في إحسانه إليك وجميل
مواهبه لديك وفضله عليك وجزيل قسمه لك، وجعلني من السوء كله فداك وقدمني قبلك، إن
قبلنا مشايخ وعجائز يصومون رجبا منذ ثلاثين سنة وأكثر، ويصلون شعبان بشهر رمضان
وروى لهم بعض أصحابنا أن صومه معصية. فأجاب له: قال الفقيه: يصوم منه أياما إلى
خمسة عشر يوما ثم يقطعه، إلا أن يصومه عن الثلاثة الأيام الثابتة للحديث: إن نعم
شهر القضا رجب. وسأله عن رجل يكون في محمله والثلج كثير قدر قامة رجل فيتخوف إن نزل
الغوص فيه وربما يسقط الثلج وهو على تلك الحال، ولا يستوي أن يلبد شيئا منه لكثرته
وتهافته، هل يجوز له أن يصلي في المحمل الفريضة، فقد فعلنا ذلك أياما فهل علينا في
ذلك إعادة أم لا؟ الجواب: لا بأس به عند الضرورة والشدة.
1 - التوقيع بطوله في الإحتجاج: 485 إلى 487 وفيه: ما يجب صلاحه. (*)
وعن الرجل يلحق الإمام وهو راكع فيركع معه ويحتسب بتلك الركعة، فإن بعض أصحابنا
قال: إن لم يسمع تكبيرة الركوع فليس له أن يعتد بتلك الركعة. فأجاب: إذا لحق الإمام
من تسبيح الركوع تسبيحة واحدة اعتد بتلك الركعة، وإن لم يسمع تكبيرة الركوع. وسأل
عن رجل صلى الظهر ركعتين ودخل في صلاة العصر، فلما أن صلى من صلاة العصر ركعتين
استيقن أنه صلى الظهر ركعتين، كيف يصنع؟ فأجاب: إن كان أحدث بين الصلاتين حادثة
يقطع بها الصلاة أعاد الصلاتين، وإذا لم يكن أحدث حادثة جعل الركعتين الأخيرتين
تتمة لصلاة الظهر بعد ذلك. وسأل عن أهل الجنة هل يتوالدون إذا دخلوها أم لا؟ فأجاب:
إن الجنة لا حمل فيها للنساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطفولية وفيها
ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين كما قال سبحانه، فإذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه الله عز
وجل بغير حمل ولا ولادة على الصورة التي يريد كما خلق آدم عبرة. وسأل عن رجل تزوج
امرأة بشيء معلوم إلى وقت معلوم وبقي عليها وقت، فجعلها في حل مما بقي له عليها،
وقد كانت طمثت قبل أن يجعلها في حل من أيامها بثلاثة أيام، أيجوز أن يتزوجها رجل
آخر بشيء معلوم إلى وقت معلوم عند طهرها من هذه الحيضة أو يستقبل بها حيضة أخرى؟
فأجاب: يستقبل حيضة غير تلك الحيضة لأن أقل تلك العدة حيضة وطهرة تامة. وسأل عن
الأبرص والمجذوم وصاحب الفالج هل تجوز شهادتهم فقد روي لنا أنهم لا يؤمون الأصحاء؟
فأجاب: إن كان ما بهم حادثا جازت شهادتهم وإن كان ولادة لم تجز. وسأل: هل للرجل أن
يتزوج ابنة امرأته؟ فأجاب: إن كانت ربيت في حجره فلا يجوز وإن لم يكن ربيت في حجره
وكانت أمها في غير عياله فقد روي أنه جائز. وسأل: هل يجوز أن يتزوج بنت ابنة امرأة
ثم يتزوج جدتها بعد ذلك أم لا؟ فأجاب: قد نهي عن ذلك.
ص 403
وسأل عن رجل ادعى على رجل ألف درهم وأقام به البينة العادلة، وادعى عليه أيضا
خمسمائة درهم في صك آخر، وله بذلك كله بينة عادلة، وادعى عليه أيضا ثلاثمائة درهم
في صك آخر ومائتي درهم في صك آخر وله بذلك كله بينة عادلة، ويزعم المدعى عليه أن
هذه الصكوك كلها قد دخلت في الصك الذي بألف درهم، والمدعي منكر أن يكون كما زعم،
فهل يجب الألف درهم مرة واحدة أو يجب عليه كلما يقيم البينة به وليس في الصكاك
استثناء إنما هي صكاك على وجهها؟ الجواب: يؤخذ من المدعى عليه درهم مرة وهي التي لا
شبهة فيها، ويرد اليمين في الألف الباقي على المدعي، فإن نكل فلا حق له. وسأل عن
طين القبر يوضع مع الميت في قبره، هل يجوز ذلك أم لا؟ الجواب: يوضع مع الميت في
قبره ويخلط بحنوطه إن شاء الله. وسأل فقال: روي لنا عن الصادق (عليه السلام) أنه
كتب على إزار إسماعيل ابنه: إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله. فهل يجوز لنا أن نكتب
مثل ذلك بطين القبر أم غيره؟ الجواب: يجوز ذلك. وسأل: هل يجوز أن يسبح الرجل بطين
القبر؟ وهل فيه فضل؟ فأجاب: يسبح به فما من شيء من السبح أفضل، ومن فضله أن الرجل
ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له التسبيح. وسأل عن السجدة على لوح من طين القبر
وهل فيه فضل؟ فأجاب: يجوز ذلك وفيه الفضل. وسأل عن الرجل يزور قبور الأئمة (عليهم
السلام) هل يجوز أن يسجد على القبر أم لا؟ وهل يجوز لمن صلى عند بعض قبورهم أن يقوم
وراء القبر ويجعل القبر قبلة أو يقوم عند رأسه أو رجليه؟ وهل يجوز أن يتقدم القبر
ويصلي ويجعل القبر خلفه أم لا؟ فأجاب: أما السجود على القبر فلا يجوز في نافلة ولا
فريضة ولا زيارة، والذي عليه أن يضع خده الأيمن على القبر، وأما الصلاة فإنها خلفه
ويجعل القبر أمامه، ولا يجوز أن يصلي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره لأن
الإمام لا يتقدم عليه ولا يساوى. وسأل فقال: هل يجوز للرجل إذا صلى الفريضة أو
النافلة وبيده السبحة أن يديرها وهو
ص 404
في الصلاة؟ فأجاب: يجوز إذا خاف السهو أو الغلط. وسأل: هل يجوز أن يدير السبحة بيده
اليسرى إذا سبح أو لا يجوز؟ فأجاب: يجوز ذلك والحمد لله رب العالمين. وسأل فقال:
روي عن الفقيه في بيع الوقوف خبر مأثور: إذا كان الوقف على قوم بأعيانهم وأعقابهم
فاجتمع أهل الوقف على بيعه وكان ذلك أصلح أن يبيعوه، فهل يجوز أن يشتري من بعضهم إن
لم يجتمعوا كلهم على ذلك وعن الوقف الذي لا يجوز بيعه؟ فأجاب: إذا كان الوقف على
إمام المسلمين فيبيع كل قوم ما يقدرون على بيعه مجتمعين ومتفرقين إن شاء الله.
وسأل: هل يجوز للمحرم أن يصير على إبطه المرتك أو التوية لريح العرق أم لا يجوز؟
فأجاب: يجوز ذلك وبالله التوفيق. وسأل عن الضرير إذا أشهد في حال صحته على شهادة ثم
كف بصره ولا يرى خطه فيعرفه هل تجوز شهادته أم لا؟ وإن ذكر هذا الضرير الشهادة، هل
يجوز أن يشهد على شهادته أم لا يجوز؟ فأجاب: إذا حفظ الشهادة وحفظ الوقت جازت
شهادته. وسأل عن الرجل يوقف ضيعة أو دابة ويشهد على نفسه باسم بعض وكلاء الوقف، ثم
يموت هذا الوكيل أو يتغير أمره ويتولى غيره، هل يجوز أن يشهد الشاهد لهذا الذي أقيم
مقامه إذا كان أصل الوقف لرجل واحد؟ فأجاب: لا يجوز غير ذلك، لأن الشهادة لم تقم
للوكيل وإنما قامت للمالك، وقد قال الله تعالى *(وأقيموا الشهادة لله)*(1). وسأل عن
الركعتين الأخيرتين قد كثرت فيها الروايات فبعض يروي أن قراءة الحمد وحدها أفضل،
وبعض يروي أن التسبيح فيهما أفضل، والفضل لأيهما نستعمله؟ فأجاب: قد نسخت قراءة أم
الكتاب في هاتين الركعتين التسبيح، والذي نسخ التسبيح قول العالم: كل صلاة لا قرأ
فيها فهي خداع، إلا للعليل أو من يكثر عليه السهو فيتخوف
1 - سورة الطلاق: 2. (*)
بطلان الصلاة عليه. وسأل فقال: ويتخذ عندنا رب الجوز لوجع الحلق والبحبحة، يؤخذ
الجوز الرطب من قبل أن ينعقد ويدق دقا ناعما ويعصر ماؤه ويصفى ويطبخ على النصف
ويترك يوما وليلة ثم ينصب على النار، ويلقى على كل ستة أرطال منه رطل عسل، ويغلى
وينزع رغوته ويسحق من النوشادر والشب اليماني (1) من كل واحد نصف مثقال، ويداف بذلك
الماء ويلقى فيه درهم زعفران مسحوق ويغلى، ويؤخذ رغوته ويطبخ حتى يصير مثل العسل
ثخينا ثم ينزل عن النار ويبرد ويشرب منه، فهل يجوز شربه أم لا؟ فأجاب: إن كان كثيره
يسكر أو يغير فقليله وكثيره حرام، وإن كان لا يسكر فهو حلال. وسأل عن الرجل تعرض له
حاجة مما لا يدري أن يفعلها أم لا فيأخذ خاتمين فيكتب في أحدهما: نعم أفعل وفي
الآخر: لا تفعل، فيستخير الله مرارا ثم يرى فيهما فيخرج أحدهما فيعمل بما يخرج، فهل
يجوز ذلك أم لا؟ والعامل به والتارك له أهو مثل الاستخارة أم هو سوى ذلك؟ فأجاب:
الذي سنه العالم (عليه السلام) في هذه الاستخارة بالرقاع والصلاة. وسأل عن صلاة
جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) في أي أوقاتها أفضل أن يصلي فيه؟ وهل فيها قنوت؟
وإن كان ففي أي ركعة منها؟ فأجاب: أوقاتها صدر النهار من يوم الجمعة ثم في أي
الأيام شئت، وأي وقت صليتها من ليل أو نهار فهو جائز، والقنوت فيها مرتان في
الثانية قبل الركوع والرابعة. وسأل عن الرجل أن ينوي إخراج شيء من ماله وأن يدفعه
إلى رجل من إخوانه ثم يجد في أقربائه محتاجا، أيصرف ذلك عمن نواه له في قرابته؟
فأجاب: يصرف إلى أدناهما وأقربهما من مذهبه، فإن ذهب إلى قول العالم: لا يقبل الله
الصدقة وذووهم محتاجون، فليقسم بين القرابة وبين الذي نوى حتى يكون قد أخذ بالفضل
كله. وسأل فقال: قد اختلف أصحابنا في مهر المرأة فقال بعضهم: إذا دخل بها سقط عنه
1 - في الوسائل: النوشاذر، والشب حجارة الزاج يقطر من الجبل وينجمد ويتبخر، وأحسنها
ما يجلب من اليمن. (*)
المهر ولا شيء لها. وقال بعضهم: هو لازم في الدنيا والآخرة فكيف ذلك؟ وما الذي يجب
فيه؟ فأجاب: إن كان عليه بالمهر كتاب فيه دين فهو لازم له في الدنيا والآخرة، وإن
كان عليه كتاب فيه ذكر الصدقات سقط إذا دخل بها، وإن لم يكن عليه كتاب فإذا دخل بها
سقط باقي الصداق. وسأل فقال: روي لنا عن صاحب العسكر (عليه السلام) أنه سئل عن
الصلاة في الخز الذي يغشى بوبر الأرانب، فوقع: يجوز. وروي عنه أيضا أنه لا يجوز،
فأي الأمرين نعمل به؟ فأجاب: إنما حرم في هذه الأوبار والجلود، وأما الأوبار وحدها
فحلال، وقد سئل بعض العلماء عن قول الصادق (عليه السلام): لا يصلى في الثعلب ولا في
الأرنب ولا في الثوب الذي يليه فقال: إنما عنى الجلود دون غيرها. وسأل فقال: نجد
بأصفهان ثيابا عنابية على عمل الوشي من قز أو إبريسم، هل تجوز الصلاة فيها أم لا؟
فأجاب: لا تجوز الصلاة إلا في ثوب سداه أو لحمته قطن أو كتان. وسأل عن المسح على
الرجلين بأيهما يبدأ باليمين أو يمسح عليهما جميعا معا؟ فأجاب: يمسح عليهما جميعا
معا فإن بدأ بإحداهما قبل الأخرى فلا يبتدئ إلا باليمين. وسأل عن صلاة جعفر في
السفر هل يجوز أن تصلي أم لا؟ فأجاب: يجوز ذلك. وسأل عن تسبيح فاطمة من سها فجاوز
التكبير أكثر من أربع وثلاثين، هل يرجع إلى أربع وثلاثين أو يستأنف، وإذا سبح تمام
سبعة وستين هل يرجع إلى ستة وستين أو يستأنف وما الذي يجب في ذلك؟ فأجاب: إذا سها
في التكبير حتى تجاوز أربعا وثلاثين عاد إلى ثلاث وثلاثين ويبني عليها، وإذا سهى في
التسبيح فتجاوز سبعا وستين تسبيحة عاد إلى ستة وستين ويبني عليها، فإذا جاوز
التحميد مائة فلا شيء عليه (1). السادس عشرة من التوقيعات: وفيه ورد من الناحية
المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام
1 - التوقيع بطوله في: الإحتجاج: 487 إلى 492 والوسائل: 25 / 383. (*)
بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان أدام
الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد
سلام الله عليك أيها الولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين، فإنا نحمد إليك
الله الذي لا إله إلا هو ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا ونبينا محمد وآله
الطاهرين ونعلمك - أدام الله توفيقك لنصرة الحق وأجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق -
أنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤديه عنا إلى موالينا قبلك أعزهم
الله بطاعته وكفاهم المهم برعايته لهم وحراسته، فقف أمدك الله بعونه على أعدائه
المارقين من دينه على ما نذكره، واعمل في ناديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء
الله نحن وإن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله
تعالى من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط
علما بأنبائكم ولا يعزب عنا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالأزل الذي من جنح كثير منكم
إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا، ونبذوا العهد المأخوذ منه وراء ظهورهم كأنهم لا
يعلمون أنا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم، لولا ذلك لنزل بكم اللأواء (1)
واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت
عليكم يهلك فيها من حم أجله ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لازوف حركتنا (2)
ومباينتكم بأمرنا ونهينا والله متم نوره ولو كره المشركون. اعتصموا بالتقية من شب
نار الجاهلية يحششها عصب أموية تهول بها مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها
المواطن الخفية، وسلك في الطعن منها السبيل المرضية، إذا حل جمادى الأولى من سنتكم
هذه فاعتبروا بما يحدث فيها واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه، سيظهر لكم
من السماء آية جلية، ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق،
ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مراق، تضيق بسوء فعالهم على أهله
الأرزاق، ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يسير بهلاكه المتقون
الأخيار ويتفق لمريدي الحج من الآفاق، ما يؤملونه منه على توفير غلبة منهم وإنفاق،
ولنا في تيسير حججهم على الاختيار منهم والوفاق، شأن يظهر على
1 - اللأواء: الشدة. 2 - أي: هي علامة لاقتراب حركتنا. (*)
نظام واتساق، فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من
كراهتنا وسخطنا، فإن أمرنا بغتة فجأة حين لا ينفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم
على حوبة، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته. التوقيع باليد العليا
على صاحبها السلام: هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي والمخلص في ودنا الصفي،
والناصر لنا الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطنا
الذي سطرناه ولا بما فيه ضمناه أحدا، وأد ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم
بالعمل عليه إن شاء الله وصلى الله على محمد وآله الطاهرين (1). السابعة عشرة: من
التوقيعات فيه أيضا: ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث
والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخته: من عبد الله المرابط في
سبيله إلى ملهم الحق ودليله: بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليك أيها الناصر للحق
الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو إلهنا وإله
آبائنا الأولين ونسأله الصلاة على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته
الطاهرين وبعد: فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه
وحرسك من كيد أعدائه وشفعنا ذلك الآن من مستقر لنا ينصب في شمراخ (2) من يهمأ، صرنا
إليه آنفا من عما ليل ألجأنا إليه السباديث (3) من الإيمان، ويوشك أن يكون هبوطنا
إلى ضحضح من غير بعد من الدهر ولا تطاول من الزمان، ويأتيك بناء منا بما يتجدد لنا
من حال، فتعرف بذلك ما يعتمد من الزلفة إلينا بالأعمال والله موفقك لذلك برحمته،
فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام، أن تقابل بذلك فتنة تسبل نفوس قوم حرشت (4)
باطلا لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها المؤمنون ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا
من هذه اللوثة (5) حادثة بالحرم المعظم من رجس منافق مذمم مستحل للدم المحرم، يعمل
بكيده أهل الإيمان ولا يبلغ
1 - الإحتجاج: 495 ذكر طرف مما خرج عن صاحب الزمان من المسائل الفقهية. 2 - واحد
شماريخ النخل وهي العثاكيل التي عليها البسرة، والعثكال ما يكون فيه الرطب،
والشمراخ غرة الغرس. 3 - في الإحتجاج والتهذيب: 1 / 39. من بهماء - اسباريت. 4 -
الاحتراش: أن يقصد الرجل إلى جحر الضب فيضربه بكفه ليحسبه الضب أفعى. 5 - اللوثة:
الجرح والاسترخاء، واللوثة الشر والدنس. (*)
بذلك غرضه من الظلم لهم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب من ملك
الأرض والسماء. فليطمئن بذلك من أوليائنا القلوب، وليتقوا بالكفاية منه وإن راعتهم
به الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه
من الذنوب، ونحن نعهده إليك - أيها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيدك الله
بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين - أنه من اتقى ربه من إخوانك في
الدين وأخرج مما عليه إلى مستحقيه كان آمنا من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة
المضلة، ومن يبخل منهم بما أعاده الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسرا
بذلك لأولاه وآخرته، ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في
الوفاء بالعهد لما تأخر عنهم العمى بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق
المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكره ولا نؤثره منهم
والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلواته على سيدنا البشير النذير محمد وآله
الطاهرين وسلم. وكتب: في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخة التوقيع باليد
العليا صلوات الله على صاحبها: هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق العلي،
بإملائنا وخط ثقتنا فأخفه عن كل أحد واطوه واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى
أمانته من أوليائنا شملهم الله ببركاتنا إن شاء الله، الحمد لله والصلاة على سيدنا
محمد النبي وآله الطاهرين (1).
1 - الإحتجاج: 498 وتهذيب الأحكام: 1 / 39. (*)
معجزة من رأى صاحب الزمان (عليه السلام) فاكهة في البحار عن الكافي عن محمد بن أبي
عبد الله الكوفي: ممن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه صلوات الله الملك المنان،
ورآه من الوكلاء ببغداد: العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار، ومن الكوفة العاصمي،
ومن الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار، ومن أهل قم أحمد بن إسحاق، ومن أهل همدان
محمد بن صالح، ومن أهل الري البسامي الأسدي، ومن أهل أذربايجان القسم بن العلاء،
ومن نيشابور محمد بن شاذان. ومن غير الوكلاء من أهل بغداد: أبو القاسم بن أبي جالس
وأبو عبد الله الكندي وأبو عبد الله الجندي وهارون القزاز والنيلي وأبو القاسم بن
دبيس وأبو عبد الله بن فروخ ومسرور الطباخ مولى أبي الحسن وأحمد ومحمد ابنا الحسن
وإسحاق الكاتب من بني نيبخت وصاحب الفرار الصرة المختومة، ومن همدان محمد بن كشمرد
وجعفر بن حمدان ومحمد بن هارون بن عمران ومن الدينور حسن بن هارون وأحمد بن أخيه
وأبو الحسن، ومن أصفهان ابن بادشاله، ومن الصيمرة زيدان، ومن قم الحسن بن نضر ومحمد
بن محمد وعلي بن محمد بن إسحاق وأبوه والحسن بن يعقوب، ومن أهل الري القاسم بن موسى
وابنه وأبو محمد بن هارون وصاحب الحصاة وعلي بن محمد ومحمد بن محمد الكليني وأبو
جعفر الرن، ومن قزوين مرداس وعلي بن أحمد ومن قابس رجلان، ومن شهر زور ابن الخال،
ومن فارس المجروح، ومن مرو صاحب الألف دينار وصاحب المال والرقعة البيضاء وأبو
ثابت، ومن نيسابور محمد بن شعيب بن صالح، ومن اليمن الفضل بن يزيد والحسن ابنه
والجعفري وابن الأعجمي والشمشاطي، ومن مصر صاحب المولودين وصاحب المال بمكة وأبو
رجا، ومن نصيبين أبو محمد ابن الوجنا، ومن الأهواز الحصيني (1).
1 - غير موجود في الكافي وهو في البحار: 52 / 31 ح 26 عن الكافي. (*)
في البحار عن النبي (صلى الله عليه
وآله): أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل (1). (وفيه) عنه (صلى الله عليه
وآله): من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل، وانتظار
الفرج عبادة (2). (وفيه) عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج
(3). (وفيه) عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر
من أوصياء رسول الله والأئمة بعده. يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلون بإمامته
المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان، لأن الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام
والمعونة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة
المجاهدين بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف، أولئك المخلصون حقا
وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا. وقال: انتظار الفرج من أعظم الفرج
(4). (وفيه) عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام): طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة
قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقلت له: جعلت فداك وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة
أصلها في دار علي بن أبي طالب وليس من مؤمن إلا في داره غصن من أغصانها وذلك قول
الله عز وجل *(طوبى لهم وحسن مآب)*(5) (6). (وفيه) سئل الصادق (عليه السلام) عن قول
الله عز وجل: *(ألم ذلك الكتاب)* إلى *(يؤمنون بالغيب)*(7) فقال: المتقون شيعة علي،
والغيب فهو الحجة الغائب، وشاهد ذلك قول الله عز وجل: *(ويقولون لولا أنزل عليه آية
من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من
1 - عيون أخبار الرضا: 1 / 39 ح 87. 2 - أمالي الطوسي: 405 ح 907. 3 - الإمامة
والتبصرة: 163. 4 - البحار: 52 / 31 ح 26 والاحتجاج: 2 / 50. 5 - سورة الرعد: 29. 6
- البحار: 52 / 123 ح 6. 7 - مطلع سورة البقرة: 1 إلى 3. (*)
المنتظرين)*(1) فأخبر عز وجل أن الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة، وتصديق ذلك قول
الله عز وجل: *(وجعلنا ابن مريم وأمه آية)*(2) يعني حجة (3). (وفيه) عن النبي (صلى
الله عليه وآله) لعلي: يا علي.. واعلم أن أعظم الناس يقينا قوم يكونون في آخر
الزمان لم يلحقوا النبي (صلى الله عليه وآله) وحجب عنهم الحجة، فآمنوا بسواد في
بياض (4). (وفيه) عن سيد العابدين (عليه السلام): من ثبت على ولايتنا في غيبة
قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر واحد (5). (وفيه) عن أبي عبد الله
(عليه السلام): من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم
(6). (وفيه) عنه (عليه السلام): إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينه
كالخارط الشوك القتاد بيده، ثم أومى أبو عبد الله بيده هكذا قال: فأيكم يمسك شوك
القتاد بيده، ثم أطرق مليا ثم قال: لصاحب هذا الأمر غيبة ليتقوا الله عند غيبته (7)
وليتمسك بدينه (8). (وفيه) عنه عن أبيه (عليهما السلام): لا بد لنار من أذربيجان لا
يقوم لها شيء، وإذا كان ذلك فكونوا جلاس بيوتكم، والبدوا ما لبدنا فإذا تحرك متحرك
فاسعوا إليه ولو حبوا، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على
كتاب جديد، على العرب شديد، ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب (9). (وفيه) عنه (عليه
السلام): أوحى الله إلى إبراهيم (عليه السلام) أنه سيولد لك فقال لسارة فقالت
*(أألد وأنا عجوز)*(10) فأوحى إليه: أنها ستلد ويعذب أولادها بردها الكلام علي.
قال: فلما طال على
1 - سورة يونس: 20. 2 - سورة المؤمنون: 50. 3 - كمال الدين: 18. 4 - من لا يحضره
الفقيه: 4 / 366، والبحار: 52 / 125 ح 12. 5 - إعلام الورى: 402، والبحار: 52 / 125
ح 13. 6 - محاسن البرقي: 1 / 173 ح 147، البحار: 52 / 125 ح 15. 7 - في الكافي
وغيبة النعماني (169): إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد. 8 - الكافي: 1 /
335، والبحار: 52 / 111 ح 21. 9 - غيبة النعماني: 194، والبحار: 52 / 293 ح 42. 10
- سورة هود: 72. (*)
بني إسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون
ليخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومائة سنة فقال الصادق (عليه السلام): هكذا أنتم
لو فعلتم لفرج الله عنا، فأما إذا لم تكونوا فإن الأمر ينتهي إلى منتهاه (1).
(وفيه) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم: ليتني قد لقيت إخواني. فقال له
أبو بكر وعمر: أولسنا إخوانك آمنا بك وهاجرنا معك؟ قال: قد آمنتم وهاجرتم. وأعادا
القول فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنتم أصحابي ولكن إخواني يأتون من
بعدكم يؤمنون بي ويحبونني وينصرونني ويصدقونني وما رأوني، فيا ليتني قد لقيت إخواني
(2). في العوالم: عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: والله لا يخرج واحد منا قبل
خروج القائم (عج) إلا كان مثله مثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحا فأخذه
الصبيان فعبثوا به (3). (وفيه) عن المحاسن قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): ما
تقول فيمن مات على هذا الأمر منتظرا له؟ قال: هو بمنزلة من كان مع القائم في
فسطاطه، ثم سكت هنيئة، قال: هو كمن كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4). في
البحار عن إبراهيم الكوفي: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فكنت عنده إذ دخل
أبو الحسن موسى بن جعفر وهو غلام فقمت إليه وقبلت رأسه وجلست فقال لي أبو عبد الله:
يا أبا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون، فلعن
الله قاتله وضاعف على روحه العذاب، أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه
بعد عجائب تمر به حسدا له، ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون، يخرج الله تبارك
وتعالى من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه،
المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذب عنه،
فدخل رجل من موالي بني أمية وانقطع الكلام، وعدت إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
خمسة عشر مرة أريد استتمام الكلام فما قدرت على ذلك، فلما كان من قابل دخلت عليه
وهو جالس فقال (عليه السلام) لي: يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد
وبلاء طويل وجوع، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان وحسبك يا إبراهيم. قال أبو إبراهيم:
فما رجعت بشيء أسر إلي من هذا ولا أفرح لقلبي
1 - تفسير العياشي: 2 / 154 سورة هود. 2 - أمالي المفيد: 63 مجلس 7 ح 9. 3 - غيبة
النعماني: 199 ح 14. 4 - المحاسن للبرقي: 173 ح 146 باب 38. (*)
منه (1). (وفيه) عن الحكم بن عيينة: لما قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخوارج
يوم النهروان قام إليه رجل فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف أناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد. فقال
الرجل: وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال: بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا
فيما نحن فيه ويسلمون لنا فأولئك شركاؤنا فيما كنا فيه حقا حقا (2). (وفيه) عن أبي
عبد الله (عليه السلام): إذا أصبحت وأمسيت لا ترى إماما تأتم به فأحبب من كنت تحب
وأبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز وجل (3). وفيه عنه (عليه السلام): أقرب ما
يكون العباد إلى الله عز وجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم
ولم يعلموا بمكانه (4). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): ستصيبكم شبهة فتبقون
بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قال (عليه السلام)
تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قال الراوي فقلت:
يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك. فقال: إن الله عز وجل مقلب القلوب
والأبصار، ولكن قل كما أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك (5). (وفيه) عن علي
(عليه السلام) في نهج البلاغة: الزموا الأرض واصبروا على البلاء ولا تحركوا بأيديكم
وسيوفكم وهوى ألسنتكم، ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم، فإنه من مات منكم على
فراشه وهو على معرفة ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيدا، ووقع أجره على الله
فاستوجب ثواب ما نرى من صالح عمله وقامت النية مقام إصلائه بسيفه فإن لكل شيء مدة
وأجلا (6). (وفيه) عن عمار الساباطي قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): العبادة مع
الإمام منكم المستتر في
1 - تفسير العياشي: 2 / 20 سورة الأعراف، والبحار: 52 / 130. 2 - محاسن البرقي: 1 /
262 ح 322. 3 - الكافي: 1 / 342 ح 28. 4 - البحار: 52 / 148 ح 71. 5 - كمال الدين:
352، والبحار: 12 / 277 ح 49. 6 - نهج البلاغة: 2 / 133 خطبة 190 وفيه تفاوت،
والبحار: 52 / 144 ح 63. (*)
السر في دولة الباطل أفضل أم العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام الظاهر منكم؟
فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك عبادتكم في
السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل لخوفكم من عدوكم في دولة الباطل، وحال
الهدنة ممن يعبد الله في ظهور الحق مع الإمام الظاهر في دولة الحق، وليس العبادة مع
الخوف في دولة الباطل مثل العبادة مع الأمن في دولة الحق، اعلموا أن من صلى منكم
صلاة فريضة وحدانا مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل له بها خمسا
وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة في وقتها فأتمها كتب الله عز
وجل له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة، ويضاعف
الله تعالى حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان الله بالتقية على دينه وعلى
إمامه وعلى نفسه، وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة كثيرة إن الله عز وجل كريم. قال:
فقلت: جعلت فداك قد رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكني أحب أن أعلم كيف صرنا نحن
اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام منكم الظاهر في دولة الحق ونحن وهم على دين واحد
وهو دين الله عز وجل؟ فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله وإلى الصلاة
والصوم والحج وإلى كل فقه وخير وإلى عبادة الله سرا من عدوكم مع الإمام المستتر،
مطيعون له صابرون معه منتظرون لدولة الحق، خائفون على إمامكم وعلى أنفسكم من
الملوك، تنظرون إلى حق إمامكم وحقكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك، واضطروكم إلى
جذب الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة ربكم والخوف من عدوكم،
فبذلك ضاعف الله أعمالكم فهنيئا لكم هنيئا. قال: فقلت: جعلت فداك وما نتمنى إذا أن
نكون من أصحاب القائم في ظهور الحق ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من
أعمال صاحب دولة الحق؟ فقال: سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله عز وجل الحق والعدل
في البلاد، ويحسن حال عامة الناس، ويجمع الله الكلمة ويؤلف بين القلوب المختلفة،
ولا يعصى الله في أرضه ويقام حدود الله في خلقه، ويرد الحق إلى أهله فيظهره حتى لا
يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق. أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على
الحال التي أنتم عليها إلا كان
ص 416
أفضل عند الله عز وجل من كثير ممن شهد بدرا واحدا فأبشروا (1).
1 - البحار: 52 / 128 ح 20. (*)
وفيه ثمرات
في العلوي: أبيض مشرب حمرة، عن الصادق (عليه السلام): أسمر يعتوره مع سمرته صفرة من
سهر الليل. عن أهل السنة: لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي وجسم إسرائيلي في طول
القامة وعظم الجثة. وفي العلوي: شاب مربوع. في النبوي: أجلى الجبينين (1). وعن
الصادق: مقرون الحاجبين أقنى الأنف. وعن العلوي: حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد
لحيته ورأسه (2). وعن النبي (صلى الله عليه وآله): وجهه كالدينار، على خده الأيمن
خال كأنه كوكب دري (3). وعن علي (عليه السلام): أفلج الثنايا حسن الشعر، يسيل شعره
على منكبيه (4). وفي خبر سعد بن عبد الله: وعلى رأسه فرق بين وفرتين كأنه ألف بين
واوين (5). وعن الباقر (عليه السلام): مشرف الحاجبين، غاير العينين بوجهه أثر (6).
وعن الصادق (عليه السلام): شامة في رأسه، منتدح البطن (7). وعن علي (عليه السلام):
مبدح البطن (8). وأيضا عنه (عليه السلام): ضخيم البطن (9)، وكلها متقاربة. وعن
الباقر (عليه السلام): واسع الصدر مترسل المنكبين عريض ما بينهما (10). وعنه أيضا:
عريض
1 - غيبة الطوسي: 226 وفيه: صلت الجبين. 2 - الإرشاد: 2 / 382 والاختصاص: 45 مسائل
عبد الله بن سلام. 3 - غيبة الشيخ: 266 والخرائج والجرائح: 787 باب 15. 4 - شرح
النهج لابن أبي الحديد: 19 / 130 نبذة من غريب كلامه. ومجموعة ورام: 1 / 19. 5 -
كمال الدين: 457 باب من شاهده ودلائل الإمامة: 275. 6 - الفتن لنعيم بن حماد: 425،
ومقتل الحسين لأبي مخنف: 374. 7 - كمال الدين: 653 وإعلام الورى: 465 فصل 4 وفيهما:
مبدح. 8 - المصدر السابق. 9 - مجموعة ورام: 1 / 19 وفيه: فخم. 10 - بصائر الدرجات:
188 ح 56 باب ما عند الأئمة من سلاح وفيه: مسترسل. (*)
ما بين المنكبين (1). وعن الصادق (عليه السلام): بعيد ما بين المنكبين. وعن علي
(عليه السلام): عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان، شامة على لون جلده وشامة على شبه
شامة النبي (صلى الله عليه وآله) (2). وعن علي (عليه السلام): كث اللحية أكحل
العينين براق الثنايا في وجهه خال في كتفه علائم نبوة النبي (صلى الله عليه وآله)
عريض الفخذين. وعنه (عليه السلام): أذيل الفخذين على فخذه اليمنى شامة. وعن الصادق
(عليه السلام): أحمش الساقين (3). وعن الصادق والباقر (عليهما السلام): شامة بين
كتفه من جانبه الأيسر، تحت كتفيه ورقة مثل الآس (4). وعن النبي (صلى الله عليه
وآله): أسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار (5). وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضا:
كأن وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود أفرق الثنايا (6). وعنه (صلى الله عليه
وآله): المهدي طاووس أهل الجنة، وجهه كالقمر الدري عليه جلابيب النور (7). وعن
الرضا (عليه السلام): عليه جيوب النور تتوقد بشعاع ضياء القدس (8). وعن علي بن
إبراهيم بن مهزيار: كأقحوانة وأرجوان قد تكاثف عليها الندى، وأصابها ألم الهوى كغصن
بان أو كقضيب ريحان، ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق، مربوع القامة مدور
الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدين، على خده الأيمن خال كأنه
فتات مسك على رضاضة عنبر (9). وفي خبر آخر عنه: رأيت وجها مثل فلقة قمر، لا بالخرق
ولا بالنزق، أدعج العينين (10). وفي خبر آخر: واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين
شثن الكفين معطوف الركبتين (11).
1 - كتاب الفتن لنعيم: 236، والسنن الكبرى النسائي: 5 / 412. 2 - كمال الدين: 653.
3 - فلاح السائل: 200 فصل 21. 4 - غيبة النعماني: 216. 5 - غيبة النعماني: 247. 6 -
كشف الغمة: 2 / 470 ذكر علاماته. 7 - الصراط المستقيم: 2 / 241. 8 - غيبة النعماني:
180. 9 - الخرائج والجرائح: 787 باب 15. 10 - كمال الدين: 468. 11 - كمال الدين:
407 والخرائج والجرائح: 958. (*)
وفي خبر إبراهيم بن مهزيار: ناصع اللون واضح الجبين أبلج الحاجب مسنون الخد. إن شاء
الله (1).
1 - كمال الدين: 446. (*)
الأولى: امتياز
ظله وشبحه في عالم الأظلة كما في حديث المعراج. الثانية: شرافة نسبه الشريف.
الثالثة: سيره في أعلى سرادق العرش بعد تولده، وخطاب الله به. الرابعة: له بيت حمل
يشتعل السراج فيه من يوم تولده إلى يوم خروجه. الخامسة: ليس لأحد أن يجمع اسم النبي
(صلى الله عليه وآله) وكنيته وحرام له سواه. السادسة: حرمة ذكر اسمه الشريف.
السابعة: هو خاتم الأوصياء. الثامنة: غيبته يوم تولده وتوديعه بروح القدس وتربيته
في عالم النور. التاسعة: بعده عن الكفار والمنافقين للخوف. العاشرة: غاب ولم يكن
لأحد عليه بيعة حتى يقوم مع السيف. الحادية عشرة: على ظهره شامة كما على ظهر النبي
(صلى الله عليه وآله). الثانية عشرة: اختصه الله في الكتب السماوية وأخبار المعراج
من سائر الأوصياء، وذكره بألقابه تبجيلا بشأنه ومقامه. الثالثة عشرة: ظهور العلائم
والآيات السماوية والأرضية لتولده وخروجه كما قال تعالى: *(سنريهم آياتنا في الآفاق
وفي أنفسهم حتى يتبين أنه الحق)*(1). الرابعة عشرة: الصيحة السماوية مقارن خروجه
(عج) كما في تفسير *(واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق
ذلك يوم الخروج)*(2) وأشار إلى ذلك ما كتب على جدران المدينة الواقعة في برية
الأندلس التي بنيت قبل زمان الإسكندر، ووجدوها في زمان عبد الملك: حتى يقوم بأمر
الله قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي، كما في الفرع الثامن من الغصن الثالث في
ذكر أخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمة مشروح. الخامسة عشرة: توقف الأفلاك
وبطؤها عن السير والحركة، كما في الخبر كل سنة من
1 - سورة فصلت: 53. 2 - سورة ق: 41. (*)
سنين زمانه يطول ويكون مقدار عشرة سنين. السادسة عشرة: ظهور مصحف علي (عليه السلام)
الذي جمعه بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) كما في أخبار زمان ظهوره عن علي
(عليه السلام) في غيبة النعماني يقول: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة، يعلمون
الناس القرآن كما أنزل. قيل: يا أمير المؤمنين أوليس هو كما أنزل؟ قال: لا، محي عنه
سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك اسم أبي لهب إلا ازدراء لرسول الله
لأنه عمه (1). السابعة عشرة: إظلال الغمامة البيضاء على رأسه الشريف. الثامنة عشرة:
حضور الملائكة والجن في عسكره وظهورهم لنصرته. التاسعة عشرة: عدم تصرف الليل
والنهار والفلك الدوار في بنيته الشريفة وجثته المنيفة، ويبقى بصورة أبناء أربعين
سنة. العشرون: تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها. الحادية والعشرون: كثرة الأمطار
وثمرات الأشجار في زمانه وظهور تأويل *(يوم تبدل الأرض)*(2). الثانية والعشرون:
تكميل عقول الناس من بركة وجوده. الثالثة والعشرون: إحياء جمع من الأموات وحضورهم
في ركابه. الرابعة والعشرون: طول عمر الرجل حتى يولد له ألف ولد ذكر. الخامسة
والعشرون: إذا قام أشرقت الأرض بنورها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة.
السادسة والعشرون: استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله حتى لا يوجد أحد يقبل زكاة
مال أخيه، ولا يجد الرجل موضعا لصدقته ولا لبره بشمول الغنى جميع المؤمنين. السابعة
والعشرون: إعطاء كل رجل من أصحابه وأنصاره قوة أربعين رجلا. الثامنة والعشرون: نزع
حمة كل ذات حمة من الهوام وغيرها وذهاب سم كل ما يلدغ. التاسعة والعشرون: ترعى
الشاة والذئب بمكان واحد ويلعب الصبيان بالحيات
1 - غيبة النعماني: 318 ح 5 باب 21، ومراده (عليه السلام) ليس إثبات النقص في النص
القرآني إنما بشر أنه أنزل مع تفسيره وشرح مبهمه. 2 - سورة إبراهيم: 48. (*)
والعقارب لا يضرهم شيء. وفي رواية ترعى الوحوش والسباع وتلعب بهم الصبيان (1).
الثلاثون: تأمن النساء على أنفسهن، ولو أن امرأة في العرباء لم تخف على نفسها.
الحادية والثلاثون: إزالة البلايا والعاهات، كما عن زين العابدين: إذا قام القائم
أذهب الله عن كل مؤمن العاهة ورد إليه قوته (2). الثانية والثلاثون: نشر الأموات من
القبور ورجوعهم إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاوجون. الثالثة والثلاثون: نشر
الراية التي ما نشرت بعد بدر والجمل وهي راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل
بها جبرئيل يوم بدر كما قال أبو جعفر (عليه السلام) ثم قال: والله ما هي قطن ولا
كتان ولا قز ولا حرير. فقيل: من أي شيء هي؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله يوم
بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي فلم تزل عند علي حتى كان يوم البصرة فنشرها أمير
المؤمنين (عليه السلام) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتى
يقوم القائم، فإذا نشرها فلم يبق في المشرق والمغرب أحد إلا لقيها، ويسير الرعب
قدامها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا. الحديث في [غيبة] النعماني (3).
الرابعة والثلاثون: اعتدال درع الرسول (صلى الله عليه وآله) على قامته الشريفة.
الخامسة والثلاثون: له الغمامة التي فيها الرعد والبرق والصواعق كما عن الباقر
(عليه السلام): أما أن ذا القرنين قد خير بين السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم
الصعب. قيل: وما الصعب؟ قال: ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق لصاحبكم يركبه.
الحديث (4). السادسة والثلاثون: زوال الخوف والتقية من المؤمنين عن الكفار
والمنافقين والمشركين، ولا يبقى كافر ولا منافق ولا مشرك، قال الله تعالى: *(وعد
الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من
قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا
يشركون بي شيئا)*(5).
1 - راجع لذلك: سنن أبي داود: 4 / 117 ح 3424 والمستدرك: 2 / 595، ومقتضب الأثر: 11
- 12، وإثبات الهداة: 1 / 709 ح 149. 2 - غيبة النعماني: 317 ح 2. 3 - غيبة
النعماني: 307 ح 2 باب 19. 4 - الإختصاص: 199، مدينة المعاجز: 1 / 543. 5 - سورة
النور: 55. (*)
السابعة والثلاثون: جريان أمره في المشرق والمغرب والبر والبحر *(وله أسلم من في
السماوات والأرض طوعا وكرها)*(1). الثامنة والثلاثون: يملأ الأرض قسطا وعدلا.
التاسعة والثلاثون: يحكم بين الناس بحكم داود ولا يطلب البينة. الأربعون: جريان
الأحكام التي ما جرت إلى زمانه من قبيل رجم المحصن وقتل مانع الزكاة وميراث الأخ من
الأخ في الدين. الحادية والأربعون: ظهور تمام مراتب العلوم ونشر علوم الأنبياء.
الثانية والأربعون: هبوط السيوف من السماء لنصرته. الثالثة والأربعون: إطاعة الوحوش
والطيور والبهائم أنصاره (عج). الرابعة والأربعون: جريان نهرين وانبعاثهما في ظهر
الكوفة بالماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشان روي (2). الخامسة
والأربعون: معه حجر موسى وأنه إذا أراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه: ألا لا
يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا، ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتي عشرة عينا
فلا ينزل منزلا إلا نصبه فانبجست منه العيون فمن كان جائعا شبع ومن كان ظمئا روي
(3). السادسة والأربعون: امتيازه عن سائر الأئمة ليلة المعراج بأنه يحلل الحلال
ويحرم الحرام وينتقم من أعداء آل محمد (صلى الله عليه وآله). السابعة والأربعون:
نزول عيسى إلى الأرض لنصرته (عج). الثامنة والأربعون: عدم جواز الصلاة بسبع تكبيرات
على أحد سوى علي (عليه السلام) والمهدي (عج). التاسعة والأربعون: قتل الدجال الذي
هو عذاب للمؤمنين بيده، يعني بأمره في زمانه. الخمسون: انقطاع سلطنة الجبابرة ودولة
الظالمين، واتصال دولة آل محمد (صلى الله عليه وآله) بالقيامة ويترنم ويقول
[الإمام] الصادق (عليه السلام):
1 - سورة آل عمران: 83. 2 - الكافي: 1 / 231. 3 - بصائر الدرجات: 208 ح 54،
والكافي: 1 / 231. (*)
لكل أناس دولة يرقبونها * ودولتنا في آخر الدهر يظهر (1)
1 - روضة الواعظين: 212. (*)
(الأولى) أبو القاسم، كما قال النبي
(صلى الله عليه وآله) في المستفيضة: سميي وكنيي (2). (الثانية) أبو عبد الله، كما
ذكر الكنجي الشافعي في كتابه البيان قال رسول الله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم
واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبو عبد الله (3)، وسيأتي أنه
(عج) يكنى بكنية أجداده. (الثالثة) أبو جعفر. (الرابعة) أبو محمد. (الخامسة) أبو
إبراهيم. (السادسة) أبو الحسين. (السابعة) أبو تراب، ككنية جده أمير المؤمنين (عليه
السلام) لأنه مربي الأرض. (الثامنة) أبو بكر، وهذا من كنى الرضا (عليه السلام).
(التاسعة) أبو صالح، وهذه الكنية معروفة عند الأعراب عند التوسلات والاستغاثات.
(العاشرة) الأصل، ومعناه ظاهر، وعند الكسائي الأصل الحسب، ويكون هذا اللقب إشارة
إلى نسبه الشريف، وحسبه المنيف كما لا يخفى على ذي لب بأن نسبه الذي ينتهي إلى علي
(عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) وخاتم الرسل هو خير الأنساب، ويمكن أن يكون
هذا اللقب إشارة بأنه أصل الهداية، لأن بعد غلبة الكفر والنفاق بحيث لا يبقى من
الإسلام إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا درسه، وملئت الأرض ظلما وجورا، بوجوده
يرجع كل شيء إلى أصله وهو الهداية. (الحادية عشرة) أحمد، كما عن الإكمال وهذا من
أسمائه المخفية. (الثانية عشرة) أمير الأمراء، كما عن فضل بن شاذان عن الصادق (عليه
السلام): ثم يخرج أمير الأمراء وقاتل الفجرة وسلطان مأمول. (الثالثة عشرة) أيدي وهو
جمع اليد وهو النعمة، قال الله تعالى: *(وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة)*(4)
فالنعمة الظاهرة الإمام الظاهر والنعمة الباطنة الإمام الغائب. (الرابعة عشرة)
ايزدشناس. (الخامسة عشرة) ايزدنشان، وهذان عند المجوس.
1 - ذكر المصنف هنا مائة وستة وثمانين اسما ولقبا للحجة (عليه السلام) بعضها بين
الثبوت، وبعضها ورد في الروايات والزيارات، وبعضها في كتب التوراة والإنجيل وغيرها،
وبعضها صفات من شيعته. 2 - تفسير الأصفى: 1 / 217 وتفسير كنز الدقائق: 2 / 506. 3 -
عقد الدرر: 218، وملاحم ابن طاووس: 142. 4 - لقمان: 2. (*)
(السادسة عشرة) إحسان. (السابعة عشرة) إيستاده، وهذا عندهم أيضا عن كتاب شامكونى.
(الثامنة عشرة) بقية الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن أول ما يتكلم به عند
الكعبة يقول: أنا بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، ثم يقول: أنا بقية الله وحجته
وخليفته عليكم، فيسلمون عليه ويقولون: السلام عليك يا بقية الله في أرضه (1).
(التاسعة عشرة) بقية الأنبياء (2)، عن حكيمة بعد تولده وأمر أبوه بالتكلم قال: يا
حجة الله وبقية الأنبياء ونور الأصفياء وغوث الفقراء وخاتم الأوصياء ونور الأتقياء
وصاحب الكرة البيضاء (3). (العشرون) برهان الله، والبرهان في اللغة الحجة والدليل.
(الحادية والعشرون) الباسط، وهو الذي يبسط العدل كما ذكر في كتاب وجد عند صخرة تحت
أرض الكعبة كما ذكرناه في الفرع السادس من الغصن الثالث، وفيه ذكر النبي والأئمة
إلى الإمام الثاني عشر إلى أن يقول: يرعى الذئب في أيامه مع الغنم، الحديث (4).
(الثانية والعشرون) بئر معطلة، كما في آية *(وبئر معطلة وقصر مشيد)*(5) ونعم ما قال
من قال ولله دره: بئر معطلة وقصر مشرف * مثل لآل محمد مستطرف فالقصر مجدهم الذي لا
يرتقى * والبئر علمهم الذي لا ينزف (6) (الثالثة والعشرون) بقية الأتقياء، كما في
المشارق عن حكيمة في قضية حال تولده (عج) (7). (الرابعة والعشرون) بنده ء يزدان،
ترجمته بالعربية: عبد الله. (الخامسة والعشرون) پرويز بابا، ترجمته بالعربية: أبو
الپرويز (السادسة والعشرون) البهرام. (السابعة والعشرون) البلد الأمين. (الثامنة
والعشرون) التمام، لأنه تام في جميع الصفات الحميدة والكمال والأفعال وشرافة النسب
والحسب والشوكة والسلطنة والقدرة والعبادة والخلق والخلق والعلم والحلم والشجاعة
والسخاوة. (التاسعة والعشرون) التأييد، لأن المؤمن في زمانه مؤيد وذو قوة وشجاعة
فإنه ورد أن الرجل منهم يعطى قوة أربعين رجلا، أو لأن
1 - أعلام الورى: 2 / 292، وإثبات الهداة: 3 / 570 ح 686. 2 - بحار الأنوار: 99 /
293 ضمن حديث طويل. 3 - مجمع النورين للمرندي: 290 ومشارق أنوار اليقين: 157
بتحقيقنا. 4 - مقتضب الأثر: 11، والبحار: 36 / 219. 5 - الحج: 45. 6 - معاني
الأخبار: 112 باب معنى البئر المعطلة ح 3. 7 - المشارق: 157، وراجع بحار الأنوار،
99 / 293 زيارة الحجة لمحمد العمروي الأسدي. (*)
الملائكة يؤيدونه لقوله تعالى *(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)*(1) وعن أبي عبد
الله (عليه السلام): يفرح المؤمنون بنصر الله عند قيام القائم (عج) (2). (الثلاثون)
التالي، وعده يوسف بن قز علي سبط ابن الجوزي من الألقاب (3). (الحادية والثلاثون)
الثائر، وهو الذي لا يبقى على شيء ولا يستقيم حتى يدرك ويطلب ثأره، لما ثبت في
الأخبار أنه (عج) يطالب دم جده السعيد الشهيد بكربلاء. (الثانية والثلاثون) الجمعة،
أما باعتبار تولده لأنه (عج) تولد في الصبح من يوم الجمعة المنتصف من شعبان على
المشهور، أو باعتبار خروجه فإن خروجه (عج) في يوم الجمعة، ففي الزيارة المختصة له
(عج): يا مولاي يا صاحب الزمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك هذا يوم الجمعة وهو
يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك. (الثالثة والثلاثون) الجعفر،
وعبروه بهذا اللقب خوفا من عمه يقولون: رأينا جعفرا أو هو إمام أو وقع التوقيع أو
هذه الصرة له (عج) وأمثال ذلك حتى لا يطلعوا تابعي عمه جعفر الكذاب بحالهم.
(الرابعة والثلاثون) الجابر، وسببه معلوم لأنه شجاع ويجبر القلوب المنكسرة عند
ظهوره. (الخامسة والثلاثون) جنب، كما في آية *(يا حسرتا على ما فرطت في جنب
الله)*(4). (السادسة والثلاثون) الجوار الكنس، وهي النجوم المخفية تحت شعاع الشمس
كما في تفسير *(فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس)*(5). (السابعة والثلاثون) حجة وحجة
الله، وهو الدليل والبرهان ونقش خاتمه: أنا حجة الله وخالصته (6). (الثامنة
والثلاثون) الحق، قال الله تعالى *(قل جاء الحق وزهق الباطل)*(7) وفسره بالحجة
القائم، وفي زيارته: السلام على الحق الجليل (8). (التاسعة والثلاثون) الحجاب كما
في زيارته: السلام على حجاب الله القديم
1 - سورة 2 - تأويل الآيات: 1 / 434 ح 2 وتفسير البرهان: 3 / 257 ح 2. 3 - تذكرة
الخواص: 325 فصل في ذكر الحجة المهدي (عليه السلام). 4 - الزمر: 56. 5 - سورة
التكوير: 15. 6 - بحار الأنوار: 99 / 215 ضمن زيارته. 7 - سورة الإسراء: 81. 8 - في
مزار الشهيد الأول: السلام على الحق الجديد: 208 وكذا في البحار: 99 / 119، وفي
البحار أيضا: 99 / 199: السلام على الحق الجلي. (*)
الأزلي (1). (الأربعون) الحاشر، في الحديث قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن لي
أسماء، وعد منها: وأنا الحاشر الذي يحشر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره (2)،
فعلى هذا يمكن أن يكون لقبه بحاشر إشارة إلى أنه يحشر جمعا من الأخيار والأشرار في
زمان ظهوره. (الحادية والأربعون) الحامد. (الثانية والأربعون) الحمد. (الثالثة
والأربعون) الخلف، وهو بالتحريك والسكون كل من يحيى بعد من مضى إلا أنه بالتحريك في
الخير وبالتسكين في الشر وأنه خلف جميع الأنبياء والأوصياء وحامل علومهم وصفاتهم
وحالاتهم، ويمكن أنه لما كان أبوه عقيما لا ولد له ويقولون هو عقيم ويعتقدون بذلك
فلما تولد (عج) بشر الشيعة بعضهم بعضا بظهور الخلف للحسن العسكري. (الرابعة
والأربعون) الخازن، فإنه خازن جميع علوم الأنبياء والأوصياء ويمكن أن يكون إشارة
إلى أنه مالك خزائن الأرض كلها وتظهر له جميع خزائن الأرض ولا يبقى فقير ولا محتاج
على وجه الأرض حتى يقبل الزكاة. (الخامسة والأربعون) الخنس: عن أبي جعفر (عليه
السلام): الخنس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عند الناس سنة ستين ومائتين،
ثم يبدو كالشهاب الثاقب في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عيناك (3). (السادسة
والأربعون) خليفة الله، ففي البيان لمحمد بن طلحة الشافعي الكنجي عن رسول الله:
يخرج المهدي (عج) وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي: هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه
(4). (السابعة والأربعون) خاتم الأصفياء، كما في التاسعة عشرة. (الثامنة والأربعون)
خاتم الأوصياء (التاسعة والأربعون) خاتمة الأئمة (الخمسون) خجسته، كما عن كتاب
كندرال فرنج (الحادية والخمسون) خسرو، كما عن كتاب جاويدان مجوس (الثانية والخمسون)
خداشناس، كما عن كتاب شامكونى. (الثالثة والخمسون) خليفة الأتقياء. (الرابعة
والخمسون) الخلف الصالح. (الخامسة والخمسون) دابة الأرض، ولا يخفى أن ذلك من ألقاب
أمير المؤمنين (عليه السلام) وأسند ذلك اللقب إليه لأنه في وقت الظهور يدعو الناس
بالإيمان مقدار طرفة عين. (السادسة والخمسون) الداعي، فإن في زيارته:
1 - معجم أحاديث الإمام المهدي: 4 / 489 ح 1433، ومصباح الزائر: 327. 2 - إعلام
الورى: 1 / 49. 3 - أصول الكافي: 1 / 341 ح 23. 4 - الأمالي للطوسي: 292 ح 566،
والبيان للشافعي: 511 باب 15. (*)
السلام عليك يا داعي الله (1)، لأنه يدعو الخلائق إلى الله. (السابعة والخمسون)
رجل، فإن الشيعة يتكلمون بذلك في زمان التقية. (الثامنة والخمسون) رب الأرض، كما في
تفسير (2)*(وأشرقت الأرض بنور ربها)*(3). (التاسعة والخمسون) راهنما كما عن كتاب
باتنكل (الستون من أسمائه) ناخواه زندا فريس كما عن كتاب مارياقين. (الحادي
والستون) السلطان المأمول، كما عن فضل بن شاذان عن الصادق (عليه السلام): بعد خروج
الدجال يظهر أمير الأمرة وقاتل الكفرة والسلطان المأمول (4). (الثانية والستون)
سدرة المنتهى. (الثالثة والستون) السناء. (الرابعة والستون) السبيل. (الخامسة
والستون) السيد، لأنه يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم
والرئيس والكبير والمقدم والمطاع، ومعلوم أن تلك الصفات صادقة في حقه (عج).
(السادسة والستون) الساعة، عن الصادق (عليه السلام): أنه المراد في آية *(يسألونك
عن الساعة أيان مرساها)*(5) وآية *(يسألونك عن الساعة)*(6) وآية *(وعنده علم
الساعة)*(7) وآية *(وما يدريك لعل الساعة)*(8) إلى قوله تعالى: *(ألا إن الذين
يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد)*(9) والمراد بالساعة هو المهدي (عج) (10).
(السابعة والستون) سروش إيزد، كما عن كتاب زمزم زردشت. (الثامنة والستون) الشريد،
وهو الطريد، ومعلوم أنه مطرود عن هذا الخلق المنكوس الذين ما عرفوا مقدار نعمة
وجوده. (التاسعة والستون) شماطيل، كما عن كتاب ارماطش. (السبعون) صاحب الكرة
البيضاء، كما مر في التاسعة عشرة. (الحادية والسبعون) صاحب (الثانية والسبعون) صاحب
الدار. (الثالثة والسبعون) صاحب الرجعة. (الرابعة والسبعون) صاحب الناحية، وهذا
يطلق عليه وعلى جده وأبيه (عليهم السلام). (الخامسة والسبعون) صاحب الغيبة.
(السادسة والسبعون)
1 - مزار المشهدي: 569، والاحتجاج: 2 / 316. 2 - تأويل الآيات: 2 / 524 ح 37. 3 -
سورة الزمر: 69. 4 - منتخب الأثر: 466 ح 2، ومعجم أحاديث الإمام المهدي: 3 / 24 ح
578. 5 - الأعراف: 187. 6 - النازعات: 42. 7 - الزخرف: 85. 8 - الشورى: 17. 9 -
الشورى: 18. 10 - تفسير العياشي: 1 / 334 ح 157 الهامش، وتفسير الصافي: 2 / 72
الهامش. (*)
صاحب الزمان. (السابعة والسبعون) صبح مسفر، وفسر *(والصبح إذا أسفر)*(1) به (عج)
(2). (الثامنة والسبعون) صاحب العصر. (التاسعة والسبعون) صاحب الدولة البيضاء.
(الثمانون) صاحب الدولة الزهراء. (الحادية والثمانون) صاحب الأمر. (الثانية
والثمانون) صالح. (الثالثة والثمانون) الصدق. (الرابعة والثمانون) الصراط. (الخامسة
والثمانون) الصمصام الأكبر، كما عن كتاب كندرال (3). (السادسة والثمانون) الضياء.
(السابعة والثمانون) الضحى في *(والشمس وضحاها)*(4) عن أبي عبد الله (عليه السلام):
الشمس أمير المؤمنين (عليه السلام)، وضحاها قيام القائم (5). (الثامنة والثمانون)
الطريد، وهذا قريب بشريد في المعنى (التاسعة والثمانون) طالب التراث، من جنس
الوارث. (التسعون) العالم. (الحادية والتسعون) العدل. (الثانية والتسعون) عاقبة
الدار. (الثالثة والتسعون) عين، يعني عين الله (6) كما في زيارته، وإطلاقها على
جميع الأئمة شائع. (الرابعة والتسعون) العصر. (الخامسة والتسعون) عزة (السادسة
والتسعون) الغايب. (السابعة والتسعون) الغلام. (الثامنة والتسعون) الغيب، كما في
آية *(هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب)*(7) عن الصادق (عليه السلام): المتقون شيعة
علي والغيب الحجة الغايب (8)، والشاهد على ذلك *(ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه
فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين)*(9). (التاسعة والتسعون)
الغريم، وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابها عليه للتقية (المائة)
الغوث. (الحادية ومائة) غاية الطالبين. (الثانية ومائة) الغاية القصوى. (الثالثة
ومائة) الغليل. (الرابعة ومائة) غوث الفقراء. (الخامسة ومائة) الفجر، كما في *(إنا
أنزلناه في ليلة القدر)* إلى *(حتى مطلع الفجر)* أي مطلع فجر القائم (عج). (السادسة
ومائة) الفتح، عن تفسير علي بن إبراهيم في تفسير *(نصر من الله وفتح قريب)*(10) أن
المراد بالفتح هو فتح قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) (11). وعن كتاب تنزيل
وتحريف لأحمد بن محمد
1 - المدثر: 34. 2 - كما تقدم. 3 - معجم أحاديث الإمام المهدي: 4 / 494 ح 1435
والبحار: 102 / 83 ح 2. 4 - الشمس: 1. 5 - تأويل الآيات: 2 / 803. 6 - جمال
الأسبوع: 41. 7 - سورة البقرة: 2 - 3. 8 - تقدم الحديث مع تخريجه. 9 - يونس: 20. 10
- العنكبوت: 10. 11 - تفسير القمي: 2 / 366. (*)
السيتاري في آية *(إذا جاء نصر الله والفتح)*(1) أن المراد بالفتح فتح قائم آل
محمد. (السابعة ومائة) الفقيه، كما في التوقيعات التي صدرت من الناحية: قال الفقيه.
(الثامنة ومائة) فرج المؤمنين. (التاسعة ومائة) الفرج الأعظم. (العاشر ومائة)
الفردوس الأكبر، كما عن كتاب قبرس الروم. (الحادية عشرة ومائة) فيروز، كما عن كتاب
فرنج. (الثانية عشرة ومائة) فرخنده، كما عن كتاب شعيا النبي. (الثالثة عشرة ومائة)
فيذموا، وذلك لقب الثاني عشر من الأئمة في التوراة ومعناه المفقود من أبيه وأمه،
الغائب بأمر الله وبعلمه، والقائم بحكمه وتفصيله في البشارة الخامسة عشرة من
البشارات السماوية في الفرع الثاني من الغصن الثاني من هذا الكتاب. (الرابعة عشرة
ومائة) قائم، وإنما سمي بالقائم لقيامه بالحق كما عن أبي عبد الله (عليه السلام)
(2). (الخامسة عشرة ومائة) قائم الزمان، كما في [الحكاية] الحادية عشرة ممن رآه أنه
قلب الحصاة سبيكة ذهب وسأل عنه أن يعرفه نفسه، قال: أنا قائم الزمان. (السادسة عشرة
ومائة) قيم الزمان كما في خبر العلوي المصري. (السابعة عشرة ومائة) قاطع. (الثامنة
عشرة ومائة) قاتل الكفرة (التاسعة عشرة ومائة) القوة. (العشرون ومائة) القابض
القيامة. (الحادية والعشرون ومائة) القسط. (الثانية والعشرون ومائة) القطب عند
العرفاء والصوفية. (الثالثة والعشرون ومائة) كاشف الغطاء. (الرابعة والعشرون ومائة)
الكمال. (الخامسة والعشرون ومائة) كلمة الحق. (السادسة والعشرون ومائة) كيقباد دوم،
أي العادل عند المجوس (السابعة والعشرون ومائة) كوكما، وذلك منقول عن كتاب بختا.
(الثامنة والعشرون ومائة) كائر، أي يخرج وينتقم. (التاسعة والعشرون ومائة) اللواء
الأعظم. (الثلاثون ومائة) لسان الصدق. (الحادية والثلاثون ومائة) لنديطار. (الثانية
والثلاثون ومائة) المنتقم، كما في الخطبة الغديرية: ألا أنه المنتقم من الظالمين
(3). وفي علل الشرائع عن الباقر (عليه السلام): إذا ظهر قائمنا تحيى إحدى الزوجات
ليقام عليها الحد وينتقم لفاطمة (عليها السلام) (4).
1 - النصر: 1. 2 - كما تقدم. 3 - روضة الواعظين: 97. 4 - علل الشرائع: 2 / 580 ح 10
باب 385 نوادر العلل. (*)
وقال (عليه السلام) لأحمد بن إسحاق: أنا بقية الله في أرضه والمنتقم (1). (الثالثة
والثلاثون ومائة) المنتظر، قال الله تعالى في سورة يونس *(ويقولون لولا أنزل عليه
آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين)*(2) وقال الصادق
(عليه السلام) في ذيل هذه الآية: الغيب هو الحجة القائم المنتظر (3). (الرابعة
والثلاثون ومائة) الموعود، قال الله تعالى *(وفي السماء رزقكم وما توعدون)*(4)
والموعود الذي وعدتم ووعد الأنبياء أممهم هو المهدي وفي زيارته (عج): السلام على
المهدي الذي وعد الله به الأمم أن يجمع به الكلم (5). وفي الزيارة الجامعة في
أوصافه (عج): واليوم الموعود وشاهد ومشهود. (الخامسة والثلاثون ومائة) المنصور كما
في تفسير *(فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)*(6). (السادسة والثلاثون ومائة)
المهدي، عن الصادق (عليه السلام): وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول
عنه (7). وفي علل الشرائع عن الباقر (عليه السلام): إنما سمي المهدي مهديا لأنه
يهدي لأمر خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار الله من غار بأنطاكية، فيحكم
بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين
أهل الفرقان بالفرقان، وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول
للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله،
فيعطى شيئا لم يعط أحد ممن كان قبله (8). (السابعة والثلاثون ومائة) الماء المعين،
عن كتاب الإكمال (9) في تفسير *(قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء
معين)*(10). (الثامنة والثلاثون ومائة) مبلي السرائر، لأنه يحكم بالواقع والسرائر
عنده ظاهرة حتى أن الرجل قائم ويفعل ويحكم ويأمر فيأمر بقتله. (التاسعة والثلاثون
ومائة) مبدئ الآيات، فإنه مظهر آياته بل هو مظهر آياته. (الأربعون ومائة) المفضل،
ولا شك أنه (عج) مظهر هذا وهو اسم الله. (الحادية والأربعون ومائة) الموتور، لأنه
هو صاحب الوتر الطالب له، يعني طالب
1 - كمال الدين: 2 / 384 باب 38 ح 1 والخرائج: 3 / 1174 ح 68. 2 - يونس: 20. 3 -
ينابيع المودة: 3 / 241 ح 20. 4 - سورة الذاريات: 22. 5 - مزار الشهيد الأول: 209،
والبحار: 99 / 101. 6 - الإسراء: 33. 7 - روضة الواعظين: 264 والبحار: 51 / 30. 8 -
عقد الدرر: 39 الباب الثالث، وإثبات الهداة: 3 / 497 ح 268. 9 - كمال الدين: 326 ح
3. 10 - الملك: 30. (*)
دم المقتول أي دم جده الحسين (عليه السلام) وآبائه (عليهم السلام). (الثانية
والأربعون ومائة) المأمول، عن الصادق (عليه السلام) بعد ذكر جملة من العلامات: ثم
يقوم القائم المأمول والإمام المجهول (1). وفي زيارته المأثورة: السلام عليك أيها
الإمام المأمول (2). (الثالثة والأربعون ومائة) المضطر، قال الله تعالى: *(أمن يجيب
المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض)*(3) وأول المضطر بالمهدي (عج).
(الرابعة والأربعون ومائة) المقتصر، أي اقتصر من الأنصار والأعوان بالمؤمنين
المخلصين لقوله تعالى *(إن الأرض يرثها عبادي الصالحون)*(4) ومدحهم الله بقوله
*(عبادا لنا أولي بأس شديد)*(5). (الخامسة والأربعون ومائة) المنتصر، كما في تفسير
*(ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل)*(6). (السادسة والأربعون ومائة)
الناقور (7)، كما في تفسير *(فإذا نقر في الناقور)*(8). (السابعة والأربعون ومائة)
الناطق، كما عن خبر طويل: أن الحسن بن علي صامت أمين عسكري فابنه حجة الله ابن
الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله (9). وفي زيارة عاشورا: وأن يرزقني ثاركم مع
إمام مهدي ناطق لكم (10). (الثامنة والأربعون ومائة) النهار، كما في تفسير *(والليل
إذا يغشى * والنهار إذا تجلى)*(11). (التاسعة والأربعون ومائة) النور، كما في تفسير
*(والله متم نوره)*(12)*(وأشرقت الأرض بنور ربها)*(13)*(ويهدي الله لنوره من
يشاء)*(14). (الخمسون ومائة) نور الأصفياء. (الحادية والخمسون ومائة) نور آل محمد
(صلى الله عليه وآله). (الثانية والخمسون ومائة) نور الأتقياء، وهذان في التاسعة
عشرة. (الثالثة والخمسون ومائة) نجم. (الرابعة والخمسون ومائة) الناحية المقدسة.
(الخامسة والخمسون ومائة) نفس. (السادسة
1 - غيبة النعماني: 275، والبحار: 52 / 235. 2 - مزار المشهدي: 570 ومعجم الإمام
المهدي: 4 / 503 ح 1436 والبحار: 99 / 94. 3 - النمل: 62. 4 - الأنبياء: 105. 5 -
الإسراء: 5. 6 - الشورى: 41. 7 - راجع غيبة الطوسي: 164 وتأويل الآيات: 2 / 732. 8
- المدثر: 8. 9 - دلائل الإمامة: 449. 10 - كامل الزيارات: 330. 11 - الليل: 2. 12
- الصف: 8. 13 - الزمر: 69. 14 - النور: 35. (*)
والخمسون ومائة) المجازى بالأعمال. (السابعة والخمسون ومائة) المخبر بما يعلن.
(الثامنة والخمسون ومائة) المصباح الشديد الضياء. (التاسعة والخمسون ومائة) من لم
يجعل الله له شبيها، وفي بعض بدل شبيها: سيما. (الستون ومائة) الفرج الأعظم.
(الحادية والستون ومائة) المنان. (الثانية والستون ومائة) المدبر. (الثالثة والستون
ومائة) المأمور. (الرابعة والستون ومائة) المقدرة، أي كأنه عين القدرة. (الخامسة
والستون ومائة) مظهر الفضايح. (السادسة والستون ومائة) المحسن. (السابعة والستون
ومائة) المنعم (الثامنة والستون ومائة) منية الصابرين. (التاسعة والستون ومائة)
ميزان الحق، عن كتاب اژى النبي. (السبعون ومائة) مسيح الزمان، نقل عن كتاب الإفرنج.
(الحادية والسبعون ومائة) الماشع، كما عن التوراة. (الثانية والسبعون ومائة) مهميد
الآخر، كما عن التوراة. (الثالثة والسبعون ومائة) محمد (عليه السلام). (الرابعة
والسبعون ومائة) [نور] الله. (الخامسة والسبعون ومائة) واقيذ، في الكتب السماوية،
أي الغائب. (السادسة والسبعون ومائة) وتر. (السابعة والسبعون ومائة) ولي الله، كما
في الخبر ليلة المعراج، قال الله تعالى هو وليي صدقا وإن وقت خروجه ينادي: سيفه
أخرج يا ولي الله (1). (الثامنة والسبعون ومائة) الوجه، كما في زيارته: السلام على
وجه الله المتقلب بين أظهر عباده (2). (التاسعة والسبعون ومائة) الوارث، كما في
الخطبة الغديرية: ألا إنه وارث كل علم والمحيط به (3). وما في الأخبار أن ميراث
الأنبياء وودائعهم عنده. (الثمانون ومائة) وهول كما عن التوراة (الحادية والثمانون
ومائة) الهادي (الثانية والثمانون ومائة) اليد الباسطة، في الخبر: هو يد الله
الباسطة. (الثالثة والثمانون ومائة) يمين. (الرابعة والثمانون ومائة) يعسوب الدين
(الخامسة والثمانون ومائة) المجدد (السادسة والثمانون ومائة) المشيد وهما في دعاء
العهد عن الصادق (عليه السلام): ومجددا لما عطل من أحكام كتابك ومشيدا لما ورد من
أعلام دينك (4).
1 - كمال الدين: 268 وإعلام الورى: 190. 2 - بحار الأنوار: 99 / 99. 3 - الإحتجاج:
1 / 61 والصراط المستقيم: 1 / 303 باب 9. 4 - الإمامة والتبصرة: 154، ومصباح
الزائر: 169. (*) |
إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج1) |