back page fehrest page next page

32 ـ كمال الدين : ج 2 ص 441

وبهذا الاسناد ، عن إبراهيم بن محمد العلوي قال : حدثني طريف أبو نصر قال : دخلت على صاحب الزمان عليه السلام فقال : علي بالصندل الاَحمر فأتيته به ، ثم قال : أتعرفني؟ قلت : نعم ، فقال : من أنا؟ فقلت : أنت سيدي وابن سيدي ، فقال : ليس عن هذا سألتك ، قال طريف : فقلت : جعلني الله فداك فبيّن لي قال : أنا خاتم الاَوصياء ، وبي يدفع الله عزّ وجلّ البلاء عن أهلي وشيعتي.
33 ـ كمال الدين : ج 2 ص 445

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار قال : قدمت مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الاَخير عليهما السلام فلم أقع على شيء منها فرحلت منها إلى مكة مستبحثاً عن ذلطن فبينما أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون ، رائع الحسن ، جميل المخيلة ، يطيل التوسم فيّ ، فعدت إليه مؤمّلا منه عرفان ما قصدت له ، فلما قربت منه سلمت ، فأحسن الاجابة ، ثم قال : من أي البلاد أنت؟ قلت : رجل من أهل العراق ، قال : من أيّ العراق؟ قلت : من الاَهواز ، فقال : مرحباً بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني ، قلت : دعي فأجاب ، قال : رحمة الله عليه ما كان أطول ليله وأجزل نيله ، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار قلت : أنا إبراهيم بن مهزيار فعانقني مليّاً ثم قال : مرحباً بك أبا إسحاق ما فعلت بالعلامة التي وشجت بينك وبين أبي محمد عليه السلام؟ فقلت : لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام ؟ فقال : ما أردت سواه ، فأخرجته إليه ، فلمّا نظر إليه استعبر وقبّله ، ثم قرأ كتابته فكانت « يا الله يا محمد يا علي » ثم ، قال : بأبي يداً طالما جلت فيها.

وتراخى بنافنون الاَحاديث ـ إلى أن قال لي ـ : يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم


( 494 )

ما توخيّت بعد الحج؟ قلت : وأبيك ما توخّيت الا ما سأستعملك مكنونه ، قال : سل عمّا شئت فانّي شارح لك إن شاء الله؟ قلت : هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن عليهما السلام شيئاً؟ قال لي : وأيم الله إني لاَعرف الضوء بجبين محمد وموسى إبني الحسن بن علي عليهم السلام ثمّ انّي لرسولهما إليك قاصداً لانبائك أمرهما فان أحببت لقاءهما والاكتحال بالتبرُّك بهما فراتحل معي إلى الطائف وليكن ذلك في خفية من رجالك واكتتام.

قال إبراهيم : فشخصت معه إلى الطائف أتخلّل رملة فرملة حتّى أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خمية شعر ، قد أشرفت على أكمة رمل تتلاَلؤ تلك البقاع منها تلاَلؤا ، فبدرني إلى الاذن ، ودخل مسلماً عليهما السلام وهو غلام أمرد ناصع اللون ، واضح الجبين ، أبلج الحاجب ، مسنون الخدّين ، أقنى الاَنف ، أشم أروع كأنه غصن بان ، وكأنّ صفحة غرته كوكب دريّ ، بخدّه الاَيمن خال كأنه فتاة مسك على بياض الفضّة وإذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه ، له سمت ما رأت العيون أقصد منه ولا أعرف حسناً وسكينة وحياء.

فلمّا مثل لي أسرعت إلى تلقيّة فأكببت عليه ألثم كلّ جارحة منه ، فقال لي : مرحباً بك يا أبا إسحاق لقد كانت الاَيام تعدني وشك لقائك والمعاتب بيني وبينك على تشاحط الدار وتراخي المزار ، تتخيّل لي صورتك حتى كانّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة ، وخيال المشاهدة ، وأنا أحمد الله ربّي وليّ الحمد على ما قبض من التلاقي ورفّه من كربة التنازع والاستشراف عن أحوالها متقدّمها ومتأخّرها.

فقلت : بأبي أنت وأُمي مازلت أفحص عن أمرك بلداً فلبداً منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد عليه السلام فاستغلق علي ذلك حتى من عليّ بمن أرشدني إليك ودلني عليك ، واشكر لله على ما أوزعني فيك من كريم اليد والطّول ، ثم نسب نفسهُ وأخاه موسى واعتزل بي ناحية ، ثمّ قال : إن أبي عليه السلام عهد إليّ أن لا أوطن من الاَرض إلا أخفاها وأقصاها إسراراً لاَمري ، وتحصيناً لمحلي لمكائد أهل الضلال والمردة


( 495 )

من أحداث الاُمم الضوالّ ، فنبذني إلى عالية الرّمال ، وجبت صرائم الاَرض ينظرني الغاية التي عندها يحلّ الاَمر وينجلي الهلع.

وكان عليه السلام أنبط لي من خزائن الحكم ، وكوامن العلوم ما أن أشعت إليك منه جزءاً أغناك عن الجملة.

[وأعلم] يا أبا إسحاق إنّه قال عليه السلام : يا بنيّ إنّ الله جلّ ثناؤه لم يكن ليخلّي أطباق أرضه وأهل الجدّ في طاعته وعبادته بلا حدة يستعلى بها ، وإمام يؤتم به ، ويقتدى بسبيل سنّته ومنهاج قصده ، وأرجويا بني أن تكن أحد من أعده الله لنشر الحق ووطىَ الباطل وإعلاء الدين ، وإطفاء الضلال ، فعليك يا بنيّ بلزوم خوافي الاَرض ، وتتبّع أقاصيها ، فانّ لكلّ وليّ لاَولياء الله عزّ وجلّ عدواً مقارعاً وضدّاً منازعاً افتراضاً لمجاهدة أهل النفاق وخلاعة أولى الالحاد والعناد فلا يوحشنّك ذلك.

واعلم ان قلوب أهل الطاعة والاخلاص نُزّع إليك الطير إلى أوكارها وهم معشر يطلعون بمخائل الذّلة والاستكانة ، وهم عند الله بررة أعزاء ، يبرزون بأنفس مختلّة محتاجة ، وهم أهل القناعة والاعتصام ، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الاَضداد ، خصّهم الله باحتمال الضيم في الدُّنيا ليشملهم باتّساع العزّ في دار القرار ، وجبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى ، وكرامة حسن العقبى.

فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد اُمورك تفز بدرك الصنع في مصادرها ، واستشعر العزّ فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبّه إن شاء الله ، وكأنك يا بنيّ بتأييد نصر الله [و] قدآن ، وتيسير الفلج وعلوّ الكعب [و] قد حان ، وكأنك بارّايات الصفر والاَعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم وزمزم ، وكأنك بترادف البيعة وتصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدّر في مثاني العقود ، وتصافق الاَكف على جنبات الحجر الاَسود ، تلوذ بفنائك من ملاَ براهم الله من طهارة الولادة ونفاسة التربة ، مقدّسة قلوبهم من دنس النفاق ، مهذّبة أفئدتهم من رجس الشقاق ، لينة عرائكهم للدّين ، خشنة ضرائبهم عن العدوان ، واضحة بالقبول أوجههم ، نضرة بالفضل عيدانهم يدينون بدين الحقّ وأهله ، فاذا اشتدّت أركانهم ، وتقوّمت أعمادهم فدّت بمكانفتهم طبقات الاُمم


( 496 )

إلى إمام ، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعّبت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبريّة فعندها يتلألؤ صبح الحقّ ونجلي ظلام الباطل ، ويقصم الله بك الطغيان ، ويعيد معالم الايمان ، يظهر بك استقامة الآفاق وسلام الرّفاق ، يؤدُّ الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضاً ، ونواشط الوحش لو تجد نحوك مجازاً ، تهتزُّك أطراف الدُّنيا بهجة ، وتنشر عليك أغصان العزّ نضرة ، وتستقر بواني الحق في قرارها ، وتؤوب شوارد الدين إلى أوكارها ، تتهاطل عليك سحائب الظفر ، فتخنق كل عدو ، وتنصر كلّ وليّ ، فلا يبقى على وجه الارض جبّار قاسط ولا جاحد غامط ، ولا شأنىَ مبغض ، ولا معاند كاشح ، من يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكلّ شيء قدراً.

ثم قال : يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوباً إلا عن أهل التصديق والاخوّة الصادقة في الدين ، إذا بدت لك أمارات الظهور والتمكن فلا تبطئ باخوانك عنّا وباهر المسارعة إلى منار اليقين وضياء مصابيح الدين تلق رشداً إن شاء الله.

قال إبراهيم بن مهزيار : فمكثت عنده حيناً أقتبس ما أُودّي إليهم من موضحات الاَعلام ونيّرات الاَحكام ، وأروّي نبات الصدور من نضارة ما ادّخره الله في طبائعه من لطائف الحكم وطرائف فواضل القسم حتى خفت إضاعة مخلّفي بالاَهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته بالقفول ، وأعلمته عظيم ما اصدر به عنه من التوحش لفرقته والتجرع للظعن عن محاله ، فأذن وأردفني من صالح دعائه ما يكون ذخراً عند الله والعقبى وقرابتي إن شاء الله.

فلمّا أزف ارتحالي وتهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودّعاً ومجدّداً للعهد وعرضت عليه مالاً كان معي يزيد على خمسين ألف درهم وسألته أن يتفضّل بالاَمر بقبوله منّي ، فابتسم وقال : يا أبا إسحاق به استعن به على منصرفك فانّ الشقّة قذفة وفلوات الاَرض أمامك جمّة ولا تحزن لاعراضنا عنه ، فانّا قد أحدثنا لك شكره ونشره وربضناه عندنا بالتذكرة وقبول المنّة فبارك الله فيما خوّلك وأدام لك ما نولك وكتب لك أحسن ثواب المحسنين وأكرم آثار الطائعين ، فانّ الفضل له ومنه ، وأسأل الله أن يردّك


( 497 )

إلى أصحابك بأوفر الحظِّ من سلامة الاَوبة واكناف الغبطة بلين المنصرف ولا أوعت الله لك سبيلاً ، ولا حيّر لك دليلاً ، وأستودعه نفسك وديعة لا تضيع ولا تزول بمنّه ولطفه إن شاء الله.

يا أبا اسحاق : قنعنا بعوائد إحسانه وفوائد امتنانه ، وصان أنفسنا عن معاونة الاَولياء لنا عن الاخلاص في النيّة ، وإمحاض النصيحة ، والمحافظة على ما هو أنقى وأتقى وأرفع ذكراً.

قال : فاقفلت عنه حامداً لله عزَّوجلَّ على ما هداني وأرشدني ، عالماً بأنَّ الله لم يكن ليعطّل أرضه ولا يخلّيها من حجّة واضحة ، وإمام قائم ، وألقيت هذا الخبر المأثور والنسب المشهور توخياً للزّيادة في بصائر أهل اليقين ، وتعريفاً لهم ما منَّ الله عزَّوجلَّ به من إنشاء الذرِّيّة الطيّبة والتربة الزَّكيّة ، وقصدت أداء الاَمانة والتسليم لما استبان ليضاعف الله عزَّوجلَّ الملّة الهادية ، والطريقة المستقيمة المرضيّة قوَّة عزم وتأييد نيّة ، وشدَّة أزر ، واعتقاد عصمة ، ولله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
34 ـ كمال الدين : ج2 ص443

حدَّثنا محمَّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال : حدثنا عليُّ بن أحمد الكوفيُّ المعروف بأبي القاسم الخديجيِّ قال : حدَّثينا سليمان بن إبراهيم الرِّقّي قال : حدّثنا أبو محمَّد الحسن بن وجناء النصيبيُّ قال : كنت ساجداً تحت الميزات في رابع أربع وخمسين حجّة بعد العتمة ، وأنا أتضرَّع في الدُّعاء إذ حرّكني محرَّك فقال : قم ياحسن بن وجناء ، قال : فقمت فاذا صفراء نحيفة البدن أقول : إنّها من أبناء أربعين فما فوقها ، فمشت بين يديَّ وأنا لا أسألها عن شيء حتّى أتت بي إلى دار خديجة عليها السَّلام وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقى ، فصعدت الجارية وجاءني النداء : اصعد ياحسن ، فصعدت فوقفت بالباب ، فقال لي صاحب الزَّمان عليه السَّلام : ياحسن أتراك خفيت عليَّ والله ما من وقت في حجّك إلا وأنا معك فيه ، ثمَّ جعل يعدُّ عليّ أوقاتي ، فوقعت [مغشيّاً] على وجهي ، فحسست بيد قد وقعت


( 498 )

عليَّ فقمت ، فقال لي : ياحسن إلزم دار جعفر بن محمَّد عليهما السلام ، ولا يهمنّك طعامك ولا شرابك ولا ما يستر عورتك ، ثمَّ دفع إليَّ دفتراً فيه دعاء الفرج وصلاة عليه فقال : بهذا فادع ، وهكذا صلِّ عليَّ ، ولا تعطه إلا محقّي أوليائي فانَّ الله جلَّ جلاله موفّقك فقلت : يامولاي لا أراك بعدها؟ فقال : ياحسن إذا شاء الله ، قال : فانصرفت من حجّتي ولزمت دار جعفر بن محمد عليهما السَّلام ، فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال : لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الافطار ، وأدخل بيتي وقت الافطار فأصيب رباعيّاً مملوءاً ماء ورغيفاً على رسأسه وعليه ما تشتهي نفسي بالنّهار ، فاكل ذلك فهو كفاية لي ، وكسوة الشتاء في وقت الشتاء ، وكسوة الصيف في وقت الصيف ، وإنّي لاَدخل الماء بالنهار فأرشّ البيت وأدع الكوز فارغاً فاوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه فاصّدّق به ليلاً كيلا يعلم بي من معي.
35 ـ كمال الدين : ج2 ص434

حدَّثنا عليُّ بن الحسن بن الفرج المؤذِّن رضي الله عنه قال : حدَّثنا محمَّد بن الحسن الكرخيُّ قال : سمعت أبا هارون رجلاً من أصحابنا يقول : رأيت صاحب الزَّمان عليه السَّلام ووجهه يضيء كأنّه القمرُ ليلة البدر ، ورأيت على سرَّته شعراً يجري كالخطِّ ، وكشفت الثوب عنه فوجدته مختوناً ، فسألت أبا محمّد عليه السَّلام عن ذلك فقال : هكذا ولد وهكذا ولدنا ، ولكنا سنمرّ الموسى عليه لاصابة السنة.
36 ـ بحار الاَنوار : ج52 ص68

وروي في بعض تأليفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان ، عن أبي محمّد عيسى بن مهدي الجوهريِّ قال : خرجت في سنة ثمان وستّين ومائتين إلى الحجِّ وكان قصدي المدينة حيث صحّ عندنا أنَّ صاحب الزَّمان قد ظهر فاعتللت وقد خرجنا من فيد فتعلّقت نفسي بشهوة السّمك والتمر ، فلمّا وردت المدينة ولقيت بها إخواننا ، بشّروني بظهوره عليه السَّلام بصابر.


( 499 )

فصرت إلى صابر فلمّا أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافاً فدخلت القصر فوقفت أرقب الاَمر إلى أن صلّيت العشائين وأنا أدعو واتضرَّع واسأل فاذا أنا ببدر الخادم يصيح بي : يا عيسى بن مهدي الجوهريُّ ادخل ، فكبّرت وهلّلت وأكثر من حمد الله عزّوجلّ والثناء عليه.

فلمّا صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة فمرَّ بي الخادم إليها فأجلسني عليها ، وقال لي : مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علّتك وأنت خارج من فيد فقلت : حسبي بهذا برهاناً فكيف آكل ولم أر سيّدي ومولاي؟ فصاح : يا عيسى كل من طعامك فأنّك تراني.

فجلست على المائدة فنظرت فاذا عليها سمك حارٌّ يفور وتمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا ، وبجانب التمر لبن فقلت في نفسي : عليل وسمك وتمر ولبن ، فصاح بي : يا عيسى أتشكُّ في أمرنا؟ أفأنت أعلم بما ينفعك ويضرُّك؟ فبكيت واستغفرت الله تعالى وأكلت من الجميع ، وكلّما رفعت يدي منه لم يتبيّن موضعها فيه فوجدته أطيب ما ذقته في الدُّنيا فأكلت منه كثيراً حتّى استحييت فصاح بي : لا تستحي يا عيسى فانّه من طعام الجنّة لم تصنعه يد مخلوق ، فأكلت فرأيت نفسي لا ينتهي عنه من أكله.

فقلت : يامولاي حسبي فصاح : بي أقبل إليَّ فقلت في نفسي : آتي مولاي ولم أُغسّل يدي ، فصاح بي : يا عيسى وهل لما أكلت غمر؟ فشممت يدي وإذا هي أعطرُ من المسك والكافور ، فدنوت منه عليه السَّلام فبدا لي نور غشي بصري ، ورهبت حتّى طننت أنَّ عقلي قد اختلط ، فقال لي : يا عيسى ما كان لك أن تراني لولا المكذِّبون القائلون بأين هو؟ ومتى كان؟ وأين ولد؟ ومن رآه؟ وما الذي خرج إليكم منه؟ وبأيِّ شيء نبّأكم؟ وأيَّ معجز أتاكم؟ أما والله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع ما رووه وقدَّموا عليه ، وكادوه وقتلوه ، وكذلك آبائي عليهم السَّلام ولم يصدِّقوهم ونسبوهم إلى السحر وخدمة الجنِّ إلى ما تبيّن.

يا عيسى فخبّر أولياءنا ما رأيت ، وإيّاك أن تخبر عدوَّنا فتسلبه ، فقلت : يامولاي ادع لي بالثبات فقال : لو لم يثبّتك الله ما رأيتني ، وامض بنجحك راشداً فخرجت أكثر حمد الله وشكراً


( 500 )

37 ـ كمال الدين : ج2 ص517

وحدَّثنا أبو جعفر محمَّد بن عليَّ بن أحمد البزرجيّ قال : رأيت بسرَّ من رأى رجلاً شابّاً في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق وذكر أنّه هاشميّ من ولد موسى بن عيسى لم يذكر أبو جعفر إسمه وكنت أصلّي فلمّا سلّمت قال لي : أنت قمّيُّ أو رازيّ؟ فقلت : أنا قمّيُّ مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين عليه السَّلام فقال لي : أتعرف دار موسى بن عيسى التي بالكوفة : فقلت : نعم ، فقال : أنا من ولده قال : كان لي أبّ وله اخوان وكان أكبر الاَخوين ذا مال ولم يكن للصغير مال ، فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ستّمائة دينار ، فقال الاَخ الكبير : ادخل على الحسن بن عليِّ بن محمَّد بن الرِّضا عليهم السَّلام واسأله أن يلطف للصغير لعلّه يردُّ مالي فانّه حُلو الكلام ، فلمّا كان وقت السحر بدالي في الدُّخول على الحسن بن عليِّ بن محمد بن الرِّضا عليهم السَّلام قلت : ادخل على أشناس التركيّ صاحب السلطان فأشكو إليه ، قال : فدخلت على أشناس التركيّ وبين يديه نرد يلعب به ، فجلست أنتظر فراغه ، فجاءني رسول الحسن بن عليِّ عليهما السَّلام فقال لي : أجب ، فقمت معه فلمّا دخلت على الحسن بن عليٍّ عليهما السَّلام قال لي : كان لك إلينا أوَّل اللّيل حاجة ، ثمَّ بدالك عنها وقت السحر ، إذهب فانّ الكيس الذي أخذ من مالك قد ردَّ ولا تشك أخاك وأحسن إليه واعطه فان لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلمّا خرج تلقّاه غلاماً يخبره بوجود الكيس.

قال أبو جعفر البرزجيُّ : فلمّا كان من الغد حملني الهاشميُّ إلى منزله وأضافني ثمَّ صاح بجارية وقال : ياغزال ـ أو يازلال ـ فاذا أنا بجارية مسنّة فقال لها : ياجارية حدِّثي مولاك بحديث الميل والمولود ، فقالت : كان لنا طفل وجع ، فقال لي مولاتي : امضي إلى دار الحسن بن عليٍّ عليهما السَّلام فقولي لحكيمة : تعطينا شيء نستشفي به لمولودنا هذا ، فلمّا مضيت وقلت كما قال لي مولاي قالت حكيمة : ايتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة ـ تعني ابن الحسن بن عليٍّ عليهما السلام ـ فأتيت بميل


( 501 )

فدفعته إليَّ وحملته إلى مولاتي فكحّلت به المولود فعوفي ، وبقي عندنا وكنّا نستشفي به ثمَّ فقدناه.

قال أبو جعفر البزرجيُّ : فلقيت في مسجد الكوفة أبا الحسن بن برهون البرسيّ فحدَّثته بهذا الحديث عن هذا الهاشميِّ فقال : قد حدَّثني هذا الهاشميُّ بهذه الحكاية كما ذكرتها حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة ولا نقصان.
38 ـ غيبة الشيخ : ص155

أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر عن أبي الحسن محمَّد بن عليّ الشجاعي الكاتب عن أبي عبدالله محمد بن إبراهيم النعماني ، عن يوسف بن أحمد الجعفري قال : حججت سنة ست وثلاثمائة وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة ثم خرجت عنها منصرفاً إلى الشام فبينا أنا في بعض الطريق وقد فاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة فرأيت أربعة نفر في المحمل فوقفت أعجب منهم فقال أحدهم : مم تعجب؟ تركت صلاتك وخالفت مذهبك ، فقلت للذي يخاطبني وما علمك بمذهبي؟ فقال : تحب أن ترى صاحب زمانك؟ قلت نعم ، فأومأ إلى أحد الاربعة فقلت له : إن له دلائل وعلامات فقال : ايما أحب إليك؟ ان ترى الجمل وما عليه صاعداً إلى السماء أو ترى المحمل صاعداً إلى السماء فقلت أيهما كان فهي دلالة ، فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء وكان الرجل أومأ إلى رجل به سمرة وكان لونه الذهب بين عينيه سجادة ، وروى في الخرائج عن يوسف نحوه.
39 ـ كمال الدين : ج2 ص442 وبحار الاَنوار : ج52 ص30

محمَّد بن محمد الخزاعي عن أبي علي الاسدي ، عن أبيه عن محمد بن أبي عبدالله الكوفي أنه ذكر عدد من انتهى اليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان صلوات الله عليه ورآه من الوكلاء ببغداد (1) العمري (2) وابنه (3) وحاجز (4) والبلالي (5) والعطار (6) ومن الكوفة العاصمي (7) ومن الاهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار (8) ومن أهل قم أحمد بن إسحاق (9) ومن أهل همدان محمَّد بن صالح (10) ومن


( 502 )

أهل الري البسامي (11) والاسدي يعني نفسه (12) ومن أهل آذربايجان القاسم بن علاء (13) ومن نيسابور محمد بن شاذان (14) ومن غير الوكلاء من أهل بغداد أبو القاسم بن أبي حابس.

(15) وأبو عبدالله الكندي (16) وأبو عبدالله الجنيدي (17) وهارون القزاز (18) والنيلي (19) وأبو القاسم بن دبيس (20) وأبو عبدالله بن فروخ (21) ومسرور (22) والطباخ مولى أبي الحسن (23) وأحمد (24) ومحمد إبنا الحسن (25) وإسحاق الكاتب من بني نيبخت (26) وصاحب الفراء (27) وصاحب الصرة المختومة (28) ومن همدان محمد بن كشمرد (29) وجعفر بن حمدان.

(30) ومحمد بن هارون عمران (31) ومن الدينور حسن بن هارون (32) وأحمد بن أخيه (33) وأبو الحسن (34) ومن اصفهان ابن بادشاله (35) ومن الصيمرة زيدان (36) ومن قم الحسن بن نصر (37) ومحمد بن أحمد (38) وعلي بن محمد بن إسحاق (39) وأبوه (40) والحسن بن يعقوب (41) ومن أهل الريّ القاسم بن موسى (42) وإبنه (43) وأبو محمَّد بن هارون (44) وصاحب الحصاة.

(45) وعليُّ بن محمد (46) ومحمَّد بن محمد الكليني (47) وأبو جعفر الرفا (48) ومن قزوين مرداس (49) وعليُّ بن أحمد (50 و51) ومن قابس رجلان (52) ومن شهرزور إبن الخال (53) ومن فارس المجروح (54) ومن مرو صاحب الالف دينار (55) وصاحب المال (56) والرقعة البيضاء (57) وأبو ثابت (58) ومن نيسابور محمَّد بن شعيب بن صالح (59) ومن اليمن الفضل بن يزيد.

(60) والحسن ابنه (61) والجعفري (62) وابن لاعجمي (63) والشمشاطي (64) ومن مصر صاحب المولودين (65) وصاحب المال بمكة (66) وأبو رجاء (67) ومن نصيبين أبو محمَّد بن الوجناء (68) ومن الاهواز الحصيني.
40 ـ منتخب الاثر : ص378

ذكر المحدث النوري رحمه الله في ابتداء الباب السابع من النجم الثاقب بعد ذكر


( 503 )

ترجمة هذا الخبر بالفارسية أسماء جماعة أُخرى ممن اطلع على معجزات صاحب الاَمر عليه السَّلام وتشرّف بحضوره وفاز برؤيته لابأس بذكرها وعلى من يريد الاطلاع على أحوالهم وتفاصيل أخبارهم الرجوع إلى تصنيفات أصحابنا في الغيبة وكتب الرجال واليك اسماؤهم كما في الكتاب المذكور (69) الشيخ أبو القاسم حسين بن روح (70) أبو الحسن علي بن محمد السمري (71) حكيمة بنت الامام محمَّد التقي عليه السَّلام (72) نسيم خادم أبي محمد عليه السَّلام (73) أبو نصر الطريف الخادم (74) كامل بن إبراهيم المدني.

(75) البدر الخادم (76) العجوزة المربية لاَحمد بن بلال بن داود الكاتب (77) مارية الخادمة (78) جارية أبي علي الخيزراني (79) أبو غانم الخادم (80) وجماعة من الاصحاب (81) أبو هارون (82) معاوية بن حكيم (83) محمَّد بن أيوب بن نوح (84) عمر الاهوازي (85) رجل من أهل الفارس (86) محمَّد بن اسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السَّلام (87) أبو علي بن المطهر (88) إبراهيم بن عبدة النيسابوري (89) خادمه.

(90) رشيق (91 و92) مصاحباه (93) أبو عبدالله بن الصالح (94) أبو علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس (95) جعفر بن علي الهادي عليه السَّلام (96) رجلُّ من الجلاوزة (97) أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف (98) يعقوب بن منفوس (99) أبو سعيد الغانم الهندي (100) محمد بن شاذان الكابلي (101) عبدالله السوري (102) الحاج الهمداني (103) سعد بن عبدالله القمّي الاشعري (104) إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري (105) علي بن إبراهيم بن مهزيار (106) أبو نعيم الانصاري الزيدي (107) أبو علي محمد بن أحمد المحمودي (108) علان الكليني (109) أبو الهيثم الانباري (الديناري ـ خ).

(110) أبو جعفر الاَحول الهمداني (111 إلى 141) محمَّد بن أبي القاسم العلوي العقيقي وجماعة زهاء ثلاثين رجلاً (142) جدّ أبي الحسن بن وجناء.

(143) أبو الاَديان (144) أبو الحسين محمَّد بن جعفر الحميري وجماعة من أهل


( 504 )

قم (145) إبراهيم بن محمد بن أحمد الانصاري (146) محمد بن عبدالله القمّي (147) يوسف بن أحمد الجعفري (148) أحمد بن عبدالله الهاشمي العباسي (149 إلى 188) إبراهيم بن محمَّد التبريزي مع تسعة وثلاثين نفر (189) الحسن بن عبدالله التميمي الزيدي (190) الزهري (191) أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي (192) العقيد النوبي الخادم (193) مربية الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السَّلام (194) يعقوب بن يوسف الضراب الغساني أو الاصفهاني الراوي للصلوات الكبيرة.

(195) العجوزة الخادمة للامام العسكري عليه السَّلام التي كانت منزلها في مكة المكرمة (196) محمَّد بن عبدالله الحميد (197) عبد أحمد بن الحسن المادراني (198) أبو الحسن العمري (199) عبدالله السفياني (200) أبو الحسن الحسني (201) محمَّد بن عباس القصري (202) أبو الحسن علي بن الحسن اليماني (203) رجلان من أهل مصر (204) العابد المتهجد الاهوازي (205) أُم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري (206) الرسول القمي (207) سنان الموصلي (208) أحمد بن حسن بن أحمد الكاتب (209) حسين بن علي بن محمد المعروف بابن البغدادي.

(210) محمَّد بن الحسن الصيرفي (211) البزاز القمّي (212) جعفر بن أمد (213) الحسن بن وطاة الصيدلاني وكيل الوقف في الواسط (214) أحمد بن أبي روح (215) أبو الحسن خضر بن محمد (216) أبو جعفر محمد بن أحمد (217) المرأة الدينورية (218) الحسن بن الحسين الاسباب آبادي.

(219) رجل من أهل استرآباد (220) محمَّد بن الحصين الكاتب المروي (221 و222) رجلان من أهل مدائن (223) عليُّ بن حسين بن موسى بن بابويه القمي والد الصدوق (224) أبو محمد الدعلجي.

(225) أبو غالب أحمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الزراري (226) حسين بن حمدان ناصر الدولة (227) أحمد بن سورة (228) محمد بن الحسن بن عبيدالله التميمي


( 505 )

(229) أبو طاهر علي بن يحيى الزراري (الرازي ـ خ) (230) أحمد بن إبراهيم بن مخلد (231) محمَّد بن علي الاسود الداودي (232) العفيف (233) أبو محمد الثمالي (234) محمَّد بن أحمد (235) رجل وصل اليه التوقيع في عكبرا (236) عليان (237) الحسن بن جعفر القزويني (238) الرجل الفاينمي (239) أبو القاسم الجليسي.

(240) نصر بن صباح (241) أحمد بن محمد السراج الدينوري (242) أبو العباس (243) محمَّد بن أحمد بن جعفر القطان الوكيل (244) أبو محمد الدعلجي.

(225) أبو غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري (226) حسين بن حمدان ناصر الدولة (227) أحمد بن سورة (228) محمد بن الحسن بن عبيدالله التميمي (229) أبو طاهر علي بن يحيى الزراري (الزراري ـ خ) (230) أحمد بن إبراهيم بن مخلد (231) محمَّد بن علي الاسود الداودي (232) العفيف (233) أبو محمد الثمالي (234) محمَّد بن أحمد (235) رجل وصل اليه التوقيع في عكبرا (236) عليان (237) الحسن بن جعفر القزويني (238) الرجل الفاينمي (239) أبو القاسم الجليسي.

(240) نصر بن صباح (241) أحمد بن محمد السراج الدينوري (242) أبو العباس (243) محمَّد بن أحمد بن جعفر القطان الوكيل (244) حسين بن محمد الاَشعري (245) محمد بن جعفر الوكيل (246) رجل من أهل آبة (247) أبو طالب خادم رجل من أهل مصر (248) مرداس بن علي (249) رجل من أهل ربض حميد (250) أبو الحسن بن كثير النوبختي (251) محمد بن علي الشلمغاني (252) مصاحب أبي غالب الزراري (253) إبن الرئيس (254) هارون بن موسى بن الفرات.

(255) محمَّد بن يزداد (256) أبو علي النيلي (257) جعفر بن عمر (258) إبراهيم بن محمَّد بن الفرج الزحجي (259) أبو محمَّد السروي (260) جارية موسى بن عيسى الهاشمي (261) صاحبة الحقة (262) أبو الحسن أحمد بن محمد بن جابر البلاذري صاحب تاريخ الاشراف (263) أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة (264) أحمد بن الحسن بن أبي صالح الخجندي (265) إبن اخت أبي بكر العطار الصوفي (266) إلى (304) محمّد بن عثمان العمري كما في تاريخ قم عن محمّد بن علي ماجيلويه بسند صحيح عنه قال عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي عليهما السَّلام في يوم من الايام ابنه م ح م د المهدي عليه السلام ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً الحديث.

أقول : ويدل عليه جملة من أحاديث الفصل الثالث والعشرين فراجع.

back page fehrest page next page