الاستيعاب : وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد لخدري وزيد بن الأرقم : إن علي بن أبي طالب « رض » أول من أسلم ، وفضله هؤلاء على غيره ويروى عن ابن عباس ، قال : لعلي اربع خصال ليست لأحد غيره هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله « ص » ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله قبره (1) .
ويروى : عن سلمان ، قال رسول الله « ص » : أولكم ورودا عليّ الحوض أولكم اسلاما علي بن أبي طالب « رض » (2) .
ويروى : عن عمرو مولى عفرة ، سُئل محمد بن كعب القرظي عن اول من أسلم ، علي أو أبو بكر ؟ قال سبحان الله علي أولهما إسلاما ، وإنما شبه على الناس لأن عليا أخفى اسلامه من أبي طالب وأسلم أبو بكر فاظهر اسلامه ولا شك أن عليا أولهما اسلاما (3) .
اقول : هذا خلاف ما ورد في الأحاديث المعتبرة بأن عليا كان يصلي مع رسول الله « ص » في المسجد ، كما في حديث عفيف وغيره ، نعم يمكن أن نقول إن عليا كان من أهل بيت رسول الله « ص » كما أن زيد بن حارثة كان مولى رسول الله « ص » وكان يتّبعه في جميع احواله ، فأول مسلم من سائر الناس هو ابو بكر .
ويروى : قال رسول الله « ص » لفاطمة « ع » : زوجك سيد في الدنيا والآخرة وأنه أول أصحابي اسلاما واكثرهم علما وأعظمهم حلما (4) .
1 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1090 .
2 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1091 .
3 ـ نفس المصدر ج 3 ص 1092 .
4 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1099 .
49
اخبار اصبهان : عن ابن عباس ، قال رسول الله « ص » : اول من صلى مع رسول الله « ص » خديجة ثم علي ، فأمرهما بخلع الأنداد وترك اللات والعزى (1) .
السيرة النبوية : قال ابن اسحاق : ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله « ص » وصلى معه وصدق بما جاءه من الله تعالى علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضوانالله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين . وكان مما انعم الله على علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان في حجر رسول الله « ص» قبل الإسلام (2) .
ويقول : فلم يزل علي مع رسول الله « ص » حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبيا ، فاتبعه علي رضي الله عنه وآمن به وصدّقه (3) .
وذكر بعض أهل العلم : ان رسول الله « ص » كان اذا حضرت الصلوة خرج الى شعاب مكة ، وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفيا من أبيه ابي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات فيها فاذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا .
ويقول : ثم أسلم زيد بن حارثة بن شرحبيل مولى رسول الله « ص » وكان اول ذكر اسلم وصلى بعد علي بن أبي طالب (4) .
ويقول : ثم أسلم ابو بكر بن أبي قحافة (5) .
اقول : قد صرح من دون ذكر خلاف بأن اول من أسلم وصلى هو علي بن أبي طالب ثم زيد بن حارثة ثم أبو بكر .
المعارف : قال ابن اسحاق : أول من اتبع رسول الله « ص » وآمن به من
1 ـ أخبار اصبهان ج 2 ص 181 .
2 ـ السيرة النبوية ج 1 ص 262 .
3 ـ السيرة النبوية ص 263 .
4 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1099 .
50
اصحابه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو ابن تسع سنين ، ثم زيد بن حارثة ثم أبو بكر بن أبي قحافة (1) .
ويقول : عن معاذة : سمعت علي بن أبي طالب على منبر البصرة وهو يقول : أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن ابو بكر وأسلمت قبل أن يسلم ابوبكر ، ويقول حبة العرني : سمعت عليا يقول انا أول من صلى مع رسول الله « ص » (2) .
سنن الترمذي : عن ابن عباس قال اول من صلى ، علي (3) .
ويروى ايضا : عن زيد بن ارقم قال : اول من أسلم علي .
ويروى ايضا : عن أنس قال : بُعث النبي « ص » يوم الاثنين وصلى عليّ يوم الثلاثاء .
ويروى الاستيعاب نظيرها (4) .
الخصائص للنسائي : قال حبه العُرني : سمعت عليا كرّم الله وجهه يقول : أنا أول من صلى مع رسول الله « ص » .
ويروى : عن زيد بن أرقم : أول من صلى مع رسول الله « ص » علي « رض » .
ويروى : عن عفيف : قال جئت في الجاهلية الى مكة وأنا اريد ان أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها ، فأتيت العباس بن عبد المطلب وكان رجلا تاجرا ، فانا عنده جالس حيث انظر الى الكعبة وقد حلقت الشمس في السماء فارتفعت وذهبت ، اذ جاء شاب فرمى ببصره الى السماء ثم قام مستقبل الكعبة ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاء غلام فقام على يمينه ، ثم لم البث الا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما ، فركع الشاب فركع الغلام والمرأة فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة ، فقلت : يا عباس امر عظيم ، قال العباس : امر عظيم ، تدري من هذا الشاب ؟ قلت لا . قال : هذا محمد بن عبد الله
1 ـ المعارف ص 168 .
2 ـ المعارف ص 169 .
3 ـ سنن الترمذي ص 535 .
4 ـ الاستيعاب ج 5 ص 1095 .
51
ابن أخي ، أتدري من هذا الغلام ؟ هذا عليّ ابن اخي ، أتدري من هذه المرأة ؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته ، ان ابن اخي هذا أخبرني أن ربه رب السماء والأرض امره بهذا الدين الذي هو عليه ، ولا والله ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (1) .
الطبقات : يروى نظيرها (2) .
الاستيعاب : يروى عن عفيف عن جده نظيرها (3) .
خصائص النسائي : عن خالد بن قثم : قيل له أعليّ ورث رسول الله « ص » دون جدك وهو عمه ؟ قال أن عليا أولنا لحوقا وأشدنا به لزوقا (4) .
الطبقات : عن زيد بن أرقم : قال أول من أسلم مع رسول الله « ص » علي . قال عفان : أول من صلى (5) .
ومسند أحمد يروي نظيرها (6) .
ويروى في الطبقات عن مجاهد : أول من صلى علي وهو ابن عشر سنين .
ويروى : عن محمد بن عبد الرحمن : أسلم علي وهو ابن تسع سنين .
الكنى للدولابي : يروى نظير ما في المعارف (7) .
أنساب الأشراف : كما في الخصائص عن زيد بن أرقم (8) .
ويروى ايضا : عن الواقدي : قال رأى علي النبي « ص » تُصلي معه خديجة ، فقال : ما هذا يا محمد ؟ فقال رسول الله « ص » : يا عليّ هذا دين الله الذي اصطفاه واختاره ، وانا أدعوك الى الله وحده وان تذر اللات والعزة فإنهما لا تنفعان
1 ـ الخصائص للنسائي ص 2 .
2 ـ الطبقات ج 8 ص 17 .
3 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1096 .
4 ـ خصائص النسائي ص 20 .
5 ـ الطبقات ج 3 ص 21 .
6 ـ مسند أحمد ج 4 ص 368 .
7 ـ الكنى للدولابي ج 2 ص 81 .
8 ـ أنساب الأشراف ج 1 ص 112 .
52
ولا تضران ، فقال علي ما سمعت بهذا الدين الى اليوم وأنا استأمر أبي فيه ، فكره النبي « ص » ان يفش ذلك قبل استعلان أمره فقال يا عليّ إن فعلت ما قلت لك ، وإلا فاكتم ما رأيت ، فمضى ليلته ثم غدا على رسول الله « ص » ، فقال له أعِد عليّ ما قلت ، فأعاده ، فأسلم ، ومكث يأتي رسول الله « ص » فيصلي معه على خوف من أبي طالب ، وكان هو زيد بن حارثة يلزمان رسول الله « ص » ... الخ .
اقول : يظهر من هذه الرواية أن علي بن أبي طالب « ع » أسلم وصلى وليس مع النبي أحد غير زوجته خديجة ، ثم أسلم زيد بن حارثة ، وهما يلزمان النبي « ص » وليس معهما شخص آخر . ويعلم أيضا ان اسلامه « ع » كان قبل استعلان أمره وافشاء دعوته .
مستدرك الحاكم : عن ابن عباس قال : لعلي اربع خصال ليست لأحد ، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول الله « ص » ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، والذي صبر معه يوم المهراس ، وهو الذي غسّله وأدخله قبره (1) .
ويروى : عن جوين عن علي « ع » : قال عبدت الله مع رسول الله « ص » سبع سنين قبل أن يعبده احد من هذه الأمة (2) .
ويروى : عن سلمان قال رسول الله « ص » : اولكم واردا عليّ الحوض اولكم اسلام علي بن أبي طالب (3) .
ويروى : عن ابي موسى الأشعري قال : ان عليّا أول من أسلم مع رسول الله « ص » (4) .
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه .
البدء والتاريخ : روى عن الواقدي كما في ـ انساب الاشراف ، وفيها : فمكث علي تلك الليلة وألقى الله في قلبه الاسلام فغدا على رسول الله فأسلم ، ثم ان أمه
1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 111 .
2 ـ مستدرك الحاكم ص 112 .
3 ـ نفس المصدر ص 136 .
4 ـ نفس المصدر ص 465 .
53
فاطمة بنت اسد انكرت شأنه واختلافه الى رسول الله فقالت لابي طالب : اني أرى ابنك قد صبأ ، وكان النبي وخديجة وزيد يخرجون الى شعاب مكة فيصلون مستخفين من الناس ، فتبعهم ابو طالب حتى عثر عليهم وهو يصلون فقال ما هذا يا ابن أخي ؟ فقال دين الله الذي ارتضاه لنفسه وبعث به رسله ادعوك اليه فقال إني أكره ان افارق دين آبائي ولكن امض لما اردت فلا يخلص اليك أحد بما تكره ، فقال لعلي الزمه فإنه لم يدعك إلا الى خير (1) .
أقول : هذه روايات صحيحة مسلّمة لا ريب فيها ، ومخالفها مكابر ومعاند للحقيقة ، وقد يستفاد من هذه الروايات امور ، نشير اليها بالاجمال :
1 ـ انه اول من آمن وصدّق به .
2 ـ إنه كان في حجر رسول الله « ص » حتى آمن .
3 ـ انه كان يصلي مع رسول الله « ص » مصتخفيا .
4 ـ ان زيدا أسلم بعده ، ثم أبو بكر .
5 ـ انه أسلم بعد يوم من بعثة الرسول « ص » .
6 ـ ان صلوته مع رسول الله « ص » وخديجة قد وقعت مدة ، ولم يكن يومئذ غيرهما مصليا ومؤمنا .
7 ـ انه الصديق الأكبر لأنه أول من صدّق .
8 ـ له اربع خصال ليست لأحد غيره .
9 ـ انه اول من يرد الحوض .
10 ـ ان الله تعالى ألقى في قلبه الاسلام .
11 ـ انه اكثرهم علما واعظمهم حلما .
مستدرك الحاكم : عن جابر قال : سمعت رسول الله « ص » يقول لعلي : يا علي !
1 ـ البدء والتاريخ ج 5 ص 72 .
54
الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ رسول الله « ص » : وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يُسقى بماء واحد .
أقول : ليس المراد من الشجر الأصل المادي ، فإن تمام قريش من شجرة واحدة وتمام بني هاشم من اصل واحد ، ولا اختصاص لهما باصل معين مادي بل المراد الأصل الروحاني ، بمعنى كونهما من نور واحد . وهذا نهاية المقامات وكمال المراتب ، فإنه لا يتصور مقام اعلى من أن يتكوّن ويُخلق شخص من النور والأصل الذي خلق منه رسول الله « ص » وأن يشتركا في أصل الشجرة المعنوية .
مسند أحمد : عن يحيى السلولي ، وكان قد شهد يوم حجة الوداع قال : قال رسول الله « ص » : علي مني وأنا منه ولا يؤدّي عني الا أنا أو عليّ ، وقال ابن ابي كير لا يقتضي عني دَيني الا أنا أو علي رضي الله عنه (2) .
ويروى : عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله « ص » سرية وأمّر عليهم علي بن أبي طالب « رض » فأحدث شيئا في سفرة فتعاهد اربعة من أصحاب محمد « ص » أن يذكروا أمره لرسول الله « ص » ، قال عمران وكنا اذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله « ص » فسلمنا عليه ، فدخلوا عليه فقام رجل منهم فقال يا رسول الله أن عليا فعل كذا وكذا ، فاعرض عنه ثم قام ... فأقبل رسول الله « ص » على الرابع وقد تغير وجهه ، فقال : دعوا عليا دعوا عليا أن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (3) .
اخبار اصبهان : عن حُبشي السلولي ، قال : سمعت النبي « ص » يقول : علي مني وأنا منه ولا يُبلغ عني الا انا أو علي ، قالها في حجة الوداع (4) .
البخاري : قال النبي « ص » لعلي : أنت مني وأنا منك (5) .
1 ـ مستدرك الحاكم ج 2 ص 241 .
2 ـ مسند أحمد ج 4 ص 164 .
3 ـ نفس المصدر ص 438 .
4 ـ أخبار أصبهان ج 1 ص 353 .
5 ـ البخاري ج 2 ص 70 و 184 وج 3 ص 36 .
55
ابن ماجة : عن رسول الله « ص » يقول : علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني الا علي .
سنن الترمذي : بعث رسول الله « ص » جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب فمضى في السرية فاصاب جارية فانكروا عليه ... فأقبل رسول الله « ص » والغضب يعرف في وجهه ، فقال ما تريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي . إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي (2) .
ويروى ايضا : كما في ابن ماجة (3) .
خصائص النسائي : عن عمران عن النبي « ص » قال : إن عليا مني وأنا منه وولي كل مؤمن من بعدي (4) .
ويروى بأسناد اخر : روايات قريبة منها .
ويروى : ايضا قريبا مما في ابن ماجة (5) .
ويروى ايضا : عن زيد : قال رسول الله « ص » : أما أنت يا علي فختني وابو ولدي أنت مني وأنا منك (6) .
أقول : يستفاد من هذه الأحاديث أمور :
1 ـ ان رسول الله « ص » وعليا من شجرة واحدة .
2 ـ ان رسول الله « ص » منه وهو من رسول الله « ص » .
3 ـ لا يؤدي عن جانب رسول الله « ص » حقا أو حكما أو عهدا ، اثباتا أو نفيا ، الا علي « ع » فهو كنفسه .
4 ـ انه ولي المؤمنين بعد ارتحال رسول الله « ص » .
فهذه كلها تدل على كمال الاختصاص بينهما ، وهذا المقام لم يتحقق لاحد سوى اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب « ع » .
1 ـ ابن ماجة ج 1 ص 57 .
2 ـ سنن الترمذي ص 533 .
3 ـ نفس المصدر ص 534 .
4 ـ خصائص النسائي ص 13 .
5 ـ نفس المصدر ص 14 .
6 ـ نفس المصدر ص 25 .
56
فهو كنفس رسول الله « ص » كما استفيد هذا من آية المباهلة ، حيث جعل عليا « ع » مصداقا لكلمة أنفسنا .
الاخوة مرتبة ثانوية من الاختصاص ، وتكشف عن كمال الاتفاق والاتحاد الباطني والتوافق في العقيدة والأخلاق والعمل ، حتى لا يوجد تخالف بينهما .
الاستيعاب : لما احتضر عمر جعلها شورى بين علي وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ، فقال لهم : انشدكم الله هل فيكم احد آخى رسول الله بينه وبينه غيري ؟ قالوا اللهم لا (1) .
ويروى ايضا : عن ابن عباس ، قال رسول الله « ص » لعلي : أنت أخي وصاحبي .
ابن ماجة : باسناده عن علي قال : انا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الا كذاب ، صليت قبل الناس لسبع سنين (2) .
السيرة النبوية : وآخى رسول الله « ص » بين أصحابه من المهاجرين والأنصار ، فقال : تآخوا في الله اخوين ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : هذا أخي ، فكان اخا لرسول الله « ص » سيد المرسلين (3) .
سنن الترمذي : عن ابن عمر قال : آخى رسول الله « ص » بين اصحابه فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تواخ بين وبين أحد . فقال له رسول الله « ص » أنت أخي في الدنيا والآخرة (4) .
ويروى أيضا : ما اعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبينا غيري عبدت الله
1 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1098 .
2 ـ ابن ماجة ج 1 ص 57 .
3 ـ السيرة النبوية ج 2 ص 150 .
4 ـ سنن الترمذي ص 534 .
57
قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين (1) .
الطبقات : باسناده : أن النبي « ص » حين آخى بين اصحابه وضع يده على منكب علي ثم قال : أنت أخي ترثني وأرثك .(2) .
الطبقات : فجاء رسول الله « ص » وقف بالباب وسلم ، فاستأذن فأذن له ، فقال : أثمّ أخي ؟ فقالت أم أيمن : بأبي أنت وأمي يا رسول الله من أخوك ؟ قال : علي بن أبي طالب ، قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته إبنتك ؟ قال : هو ذاك يا أم أيمن (3) .
مستدرك الحاكم : عن ابن عمر قال : لما ورد رسول الله « ص » المدينة آخى ـ كما في الترمذي (4) .
ويروى : ايضا عنه قال : ان رسول الله « ص » آخى بين اصحابه ، فآخى بين أبي بكر وعمر ، وبين طلحة والزبير ، وبين عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف ، فقال علي : يا رسول الله أنك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي ؟ قال رسول الله « ص » أما ترضى يا علي أن أكون أخاك ، قال ابن عمر وكان علي « رض » جلدا شجاعا . فقال علي بلى يا رسول الله ، فقال رسول الله « ص » : أنت أخي في الدنيا والآخرة .
اقول : يستفاد من هذه الروايات امور :
1 ـ قد آخى رسول الله « ص » بينه وبين علي « ع » .
2 ـ انه الصديق الأكبر لا يدّعيه أحد الا وهو كاذب .
3 ـ انه اخو رسول الله « ص » في الدنيا والآخرة .
4 ـ انه آمن قبل الدعوة العامة ، وايمان العموم بسبع سنين او تسع سنين : لا ينافى ايمان بعض قبلها .
1 ـ خصائص النسائي ص 3 .
2 ـ الطبقات ج 8 ص 22 .
3 ـ نفس المصدر ج 8 ص 24 .
4 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 14 .
58
5 ـ انه اخو رسول الله « ص » وصاحبه .
ومن الأعمال التي تدل على الاختصاص الشديد بين رسول الله « ص » وبين ابن عمه « ع » انطلاقه به الى جنب الكعبة لكسر الأصنام ، وحمله على منكبه ، حتى يكسر آلهتهم بيده ويدق أصنامهم .
مستمسك الحاكم : عن علي بن أبي طالب « رض » قال : انطلق بي رسول الله « ص » حتى أتى بي الكعبة ، فقال لي اجلس فجلست الى جنب الكعبة فصعد رسول الله « ص » بمنكبي ثم قال لي : انهض ، فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي اجلس فنزلت وجلست ، ثم قال لي يا علي اصعد على منكبي ، فصعدت فوق الكعبة وتنحّى رسول الله « ص » فقال لي : صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس ، موتّدا بأوتاد من حديد الى الأرض ، فقال لي رسول الله « ص » يقول لي : ايه ايه جاء الحق وزهق الباطل كان زهوقا ، فلم أزل اعالجه حتى استمكنت منه ، فقال اقذفه فقذفته فتكسر ، وترديت من فوق الكعبة فانطلقت انا والنبي « ص » نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم ، قال علي فما صعد به حتى الساعة (1) .
ويروى : ما يقرب منها . وفيها : ثم نهض بي رسول الله « ص » وخيّل اليّ اني لو شئت نلت السماء ، وصعدت الى الكعبة ... فقال دقه فدققته فكسرته ونزلت (2) .
مسند أحمد : يروى ما يقرب منها (3) .
خصائص النسائي : قال علي رضي الله عنه : انطلقت مع رسول الله « ص » حتى أتينا الكعبة فصعد رسول الله « ص » على منكبي فنهضت به . فلما رأى
1 ـ مستمسك الحاكم ج 2 ص 366 .
2 ـ نفس المصدر ج 3 ص 5 .
3 ـ مسند أحمد ج 1 ص 84 .
59
رسول الله « ص » ضعفي قال لي : اجلس فجلست فنزل النبي « ص »وجلس لي وقال لي اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه فنهض بي ... فقذفت به فكسرته كما تكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت انا ورسول الله « ص » (1) .
اقول : هذا يدل على كمال الصميمية ونهاية المودة والاختصاص وشدة المساواة بينهما .
ومما يدل على شدة الاختصاص وكما الاتفاق وتمام المحبة بين رسول الله « ص » وبين علي بن أبي طالب : دعاؤه « ص » له بما يدعو لنفسه ، وأذنه « ص » لدخوله عليه في أي وقت ، وجواب عن سؤاله اذا سأل ، وابتداؤه اذا سكت ، ودعاؤه لبرئه من مرضه .
مسند أحمد : عن النعمان ، استأذن أبو بكر على رسول الله « ص » فسمع صوت عايشة عاليا وهي تقول والله لقد عرفت أن عليا أحب اليك من أبي ومني مرتين أو ثلاثا ، فاستأذن أبوبكر فدخل فأهوى إليها ، فقال يا بنت فلانة الا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله « ص » (2) .
خصائص النسائي : عن علي رضي الله عنه ، قال : مرضت فعادني رسول الله « ص » فدخل علي وأنا مضطجع فاتكأ الى جنبي ثم سجّاني بثوبه ، فلما رآني قد برئت قام الى المسجد يصلي ، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب وقال : قم يا علي فقمت وقد برئت كأنما لم أشك شيئا قبل ذلك ، فقال : ما سألت ربي شيئا في صلاتي الا اعطاني ، وما سألت لنفسي شيئا الا سألت لك (3) .
ويروى ايضا : عنه رضي الله عنه قال : وجعت وجعا فأتيت ، فأقامني في
1 ـ خصائص النسائي ص 22 .
2 ـ مسند أحمد ج 4 ص 275 .
3 ـ خصائص النسائي ص 27 .
60
مكانه وقام يصلي والقى عليّ طرف ثوبه ، ثم قال : قم يا علي قد برئت لا بأس عليك ، وما دعوت لنفسي بشيء الا دعوت لك بمثله وما دعوت بشيء الا استجيب لي ، الا أنه قيل لي لا نبي بعدي .
اقول : يدل هذا الحديث على أن النبي « ص » قد دعا لعلي وسأل الله تعالى له أعلى المقامات وارفع المراتب كما دعا لنفسه وقد استجيبت دعوته كلها ما خلا النبوة ، وما سأل لنفسه بشيء الا سأل له بمثله .
خصائص النسائي : قال علي رضي الله عنه : كان لي من النبي « ص » مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار ، اذا دخلت بالليل تنحنح لي (1) .
ويروى ايضا : قال علي : كنت أدخل على نبي الله « ص » كل ليلة ، فإن كان يصلي سبح فدخلت ، وان لم يكن يصلي أذن لي فدخلت .
ويروى ايضا : قال علي : كان لي ساعة من السحر أدخل فيها على رسول الله « ص » ، فإن كان في صلوته سبح ، وإن لم يكن في صلاته أذن لي .
أقول : يظهر من هذه الأحاديث كمال اختصاصه بالنبي « ص » وشدة المحبة والصميمية بينهما . ويدل عليه ما يروي الحاكم في المستدرك عن ام سلمة : إن النبي « ص » كان اذا غضب لم يجتريء أحد منا يكلمه غير علي بن أبي طالب « رض » (2) .
تهذيب ابن عساكر : عن قيس قال : سئل علي عن نفسه ؟ قال : كنت اذا سكتّ اُبتديت واذا سألت أعطيت ، فإن بين دفتي علما جما (3) .
سنن الترمذي والمستدرك للحاكم : قال علي : كنت اذا سألت رسول الله « ص » أعطاني واذا سكتّ ابتدأني (4) .
1 ـ خصائص النسائي ص 21 .
2 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 130 .
3 ـ تهذيب ابن عساكر ج 4 ص 97 .
4 ـ سنن الترمذي ص 534 والمستدرك للحاكم ج 3 ص 125 .