منظومة في الأئمة الاثنى عشر :

    الأئمة الاثنى عشر : فهذا تعليق سميته الشذرات الذهبية في تراجمالأئمة الاثنى عشر عند الامامية ، وقد أشار إليهم في قصيدة الامامُ ابوالفضل يحيى بن سلامة الحصفكي ، فقال :

هيهات ممزوج بلحمـي ودمي حيــدرة والحسنــان بعـده وجعفر الصادق وابن جعفــر اعنى الرضا ثم ابنــه محمد الحسن التالــي ويتلـوه تلوه قوم همُ ائمتــي وسادتــي ائمــة اكــرِم بهــم ائمة هم حجج الله علــى عبـاده هم النهــار صُوّم لربهــم قوم أتى في هل أتى مديحُهـم ومن يخُــن أحمد في أولاده يا أهل بيت المصطفى يا عدّتي أنتم الى الله غـدا وسيلتــي وليّكم في الخلــد حيّ خالـد فلا يظــن رافضـيّ أننـي والشافعــيّ مذهبي مذهبــه حبّهم وهـو الهدى والرّشــد ثم علــي وابنــه محمـد موسى ويتلوه علــيّ السيـد ثم علـي وابنــه المســدد محمد بن الحســن المعتقـد وان لحاني معشــر وفنّـدوا أسمــاؤهم مسـرودة لاتُطرد وهم اليه منهــج ومقصــد وفي الدياجــي رُكّع وسجّـد هل شكّ فـي ذلك الا ملحـد فخصمه يــوم التلاقي أحمد ومن على حبهــم اعتمــد فكيف أشقــى وبكم اعتضد والضدّ في نـار اللظـى مخلّد وافقتــه او خارجيّ مفســد لأنــه في قولــه مؤيّــد


467
وقد رويناها ملخّصا (1) .
    الأئمة الاثني عشر : وقد نظمتهم على ذلك فقلت :

عليــك بالأئمة الاثنــى عشـر ابو تــراب حســن حسيــن محمد الباقـر كــم علــم درّى موسى هو الكاظــم وابنه علـي محمد التقــي قلبــه معمــور والعسكري الحســن المطهــر من آل بيت المصطفى خير البشر وبُغضُ زين العابديـن شيــن والصادق ادعُ جعفرا بين الورى لقّب بالرضا وقــدره علــى علــيّ النقــيّ درّه منثــور محمد المهديّ سوف يظهــر (2)

1 ـ الأئمة الإثنى عشر ص 39 .
2 ـ نفس المصدر ص 118 .



468
فتنة
« بني أمية »
    مستدرك الحاكم : عن أبي ذرّ ، قال رسول الله « ص » : اذا بلغت بنوامية اربعين اتخذوا عباد الله خولا ومال الله نحلا وكتاب الله دغلا (1) .
    أقول : الخول بفتحتين العبيد والاماء . والنحل بالضم بمعنى العطية . والدغل كالدخل لفظا ومعنى .
    ويروى : لما بايع معاوية لابنه يزيد ، قال مروان : سنة أبي بكر وعمر فقال عبدالرحمن بن أبي بكر : سنة هِرَقل وقَيصر ، فقال : انزل الله فيك ـ والذي قال لوالديه افّ لكما . قال ، فبلغ عائشة ، فقالت : كذب والله ما هو به ، ولكنّ رسول الله « ص » لعن ابامروان ومروان في صلبه ، فمروان فضض من لعنة الله عزوجل . قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (2) .
    أقول : معاوية هو ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف . فأبوسفيان وعفان والحكم بنو أعمام .
    ويروى : عن الخدري ، قال رسول الله « ص » : انّ أهل بيتي سيَلقون من بعدي قتلا وتشريدا ، وان أشد قومنا لنا بغضا بنوامية وبنو المغيرة وبنو مخزوم (3) .
    الفائق : كتب معاوية الى مروان ليبايع الناس ليزيد بن معاوية ، فقال عبدالرحمن : أجئتم بها هِرَقليّة قوقيّة تُبايعون لأبنائكم ! فقال مروان : أيها الناس : هذا الذي قال الله عزوجل : والذي قال لوالديه اف لكما ... الآية . فغضبت
1 ـ مستدرك الحاكم ج 4 ص 479 .
2 ـ نفس المصدر ص 481 .
3 ـ نفس المصدر ص 487 .



469
عائشة فقالت : والله ماهو به ، ولو شئت ان اسميه لسميته ، ولكنّ الله لعن أباك وأنت في صلبه ، فأنت فضض من لعنة الله ولعنة رسوله . وروى فضيض وفُظاظة (1) .
    قال الزمخشري : هِرَقل بالكسر فالفتح كان من ملوك الروم وكذلك قوق ، يريد أن البيعة للأولاد من عادتهم . والفضضْ بفتحين بمعنى الكسر والفضيض : الماء الغريض . والفظاطة بالضم : الماء المعتصر .
    الاستيعاب : عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة اليه ، فقال : قد صارت اليك بعد تيم وعديّ ، فأدِرها كالكُرة ، واجعل أوتادها بني أمية ، فإنما هو الملك ، ولا أدري ماجنة ولانار . فصاح به عثمان : قم عني فعل الله بك وفعل (2) .
    وله اخبار من نحو هذا رديّة ذكرها اهل الأخبار لم أذكرها .
    عقد الفريد : ولما مات الحسن بن عليّ حج معاوية ، فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله « ص » ، فقيل له : انّ هاهنا سعد بن أبي وقاص ولانراه يرضى بهذا فابعث اليه وخذ رأيه ، فأرسل اليه وذكر له ذلك ، فقال : انّ فعلت لأخرجنّ من السمجد ثم لاأعود اليه . فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد ، فلما مات لعنه على المنبر ، وكتب الى عماله أن يلعنوه على المنابر ، ففعلوا . فكتب ام سلمة زوج النبي « ص » الى معاوية : انكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه ، وأنا أشهد أنّ الله أحبّه ورسوله . فلم يلتفت الى كلامها (3) .
    ويروى أيضا : وكان جميع من قتل يوم الحَرة من قريش والأنصار ثلاثمائة رجل وستة رجال ، ومن الموالي وغيرهم أضعاف هؤلاء وبعث مسلم بن عقبة برؤوس اهل المدينة الى يزيد ، فلما القيت بين يديه جعل يتمثّل بقول ابن الزبعرّى يوم أحد :
1 ـ الفائق ج 3 ص 203 .
2 ـ الاستيعاب ج 4 ص 1679 .
3 ـ عقد الفريد ج 4 ص 366 .



470
ليت أشياخــي ببـدر شهدوا لأهلـوا واستهلّــوا فرحــا جزع الخزرج من وقع الأسل ولقالــوا ليزيــد لافشـل

    فقال له رجل من اصحاب رسول الله « ص » : ارتددت عن الاسلام يا اميرالمؤمنين قال : بلى ، استغفر الله . قال : والله لاساكنتك ارضا أبدا ، وخرج عنه (1) .
    تهذيب ابن عساكر : عن جنيد قال : أتيت من حوران الى دمشق لأخذ عطائي ، فصلّيت الجمعة ثم خرجت من باب الدرج فاذا عليه شيخ يقال له ابو شيبة القاصّ يقصّ على الناس ، فرغّب فرغبنا وخوّف فبكينا ، فلما انقضى حديثه قال : اختموا مجلسنا بلغن أبي تراب فلعنوا أبا تراب عليه السلام ، فالتفتّ الى من على يميني ، فقلت له : فمن ابوتراب ؟ فقال عليّ بن أبي طالب ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأول الناس اسلاما وابوالحسن والحسين ، فقلت : ما أصاب هذا القاصّ . فقمت اليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأبطح برأسه الحائط ، فصاح فاجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبدالملك ، وابو شيبة يقدمني فصاح يا اميرالمؤمنين قاصّك وقاصّ آبائك وأجدادك أتى اليه اليوم امر عظيم ، قال : من فعل بك ؟ فقال : هذا ، فالتفت اليّ هشام وعنده أشراف الناس فقال : يا أبا يحيى متى قدمت ؟ فقلت : آمن ، وانا على المصير الى اميرالمؤمنين فأدركتني صلاة الجمعة فصليت وخرجت الى باب الدرج ، فاذا هذا الشيخ قائما يقصّ فجلست اليه فقرأ فسمعنا فرغّب من رغّب وخوّف من خوّف ودعا فأمنّا . وقال في آخر كلامه : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فسألت : من ابوتراب ؟ فقيل : عليّ بن أبي طالب اول الناس اسلاما وابن عمّ رسول الله وابوالحسن والحسين وزوج بنت رسول الله ، فوالله يا اميرالمؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي احللت ، فكيف لااغضب لصهر
1 ـ نفس المصدر السابق ص 390 .


471
رسول الله وزوج ابنته . فقال هشام : بئس ما صنع ، ثم عقد لي على السِّند ، ثم قال لبعض جلسائه مثل هذا لايجاروني هاهنا فيُفسد علينا البلد ، فباعدته الى السِّند ، فلم يزل بها الى ان مات (1) .
    أقول : يستفاد من هذه الكلمات امور :
    1 ـ أخبر رسول الله « ص » بأن بني أمية اذا بلغوا اربعين رجلا اتخذوا عباد الله عبيدا وكتاب الله دخلا .
    2 ـ قالت عائشة ان رسول الله « ص » لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان فَضَض من لعنة الله تعالى .
    3 ـ قال رسول الله « ص » ان أشد قومنا لنا بغضنا بنوامية .
    4 ـ قال ابوسفيان لعثمان : واجعل أوتادها بني أمية فإنما هو الملك ولاأدري ما جنة ولانار .
    5 ـ كتب معاوية بن أبي سفيان الى عماله : أن يلعنوا عليا على المنابر ، ففعلوا ، وكتبت امّ سلمة أنا اشهد انّ الله أحبّه ورسوله .
    6 ـ وكان جميع من قتل يوم الحرة من قريش والأنصار ثلثمائة وستة رجال ، ومن الموالي وغيرهم أضعاف ذلك .
    7 ـ كان يزيد يتمثّل بالشعر : ليت أشياخي ببدر شهدوا ، فقال صحابيّ . ارتددت عن الاسلام .
    8 ـ كان القاصّ بدمشق يقول : اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب ، فغضب رجل عليه ، فساقوه الى هشام ، فعقد له على السند .
    وقد ذكرنا ما يتعلّق بهذه الفتنة في فتنة حكومة يزيد ، فراجع .
1 ـ تهذيب ابن عساكر ج 3 ص 407 .