فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الاطار العام
الاسم : سميت هذه السورة باسم " الشعراء " لان السورة تتحدث عن رسالات الله في مواجهة ثقافا

تدور آيات هذه السورة حول رسالات الله ، على نهج سورة الفرقان و لكن بتفصيل أكثر ، و ضمن بيان الصراع بينها و بين الكيانات الجاهلية ذات الثقافة المنحرفة .

و بعد أن تذكرنا فاتحة السورة بالله ، تبين حرص النبي على هداية الناس ، و تؤكد ان الله لا يكرههم على الهدى ، و تبين من صفات الرب إسمي العزة و الرحمة اللذين يتجليان في الطبيعة و في الصراع .

و يقص علينا السياق أنباء النبيين ، و تنتهي كل قصة بذكر هذين الإسمين الكريمين ، و تؤكد بأن في تلك القصص آيات ، و لكن أغلب الناس لا يؤمنون .

و تنتهي السورة بامر الرسول بالتوكل على العزيز الرحيم .


في قصة موسى يأمر الله موسى بحمل رسالته الى فرعون ، و يبين موسى عقبات الطريق ، و الله ينفيها بكلا .. و يعده بالنصر ، و يحاور موسى فرعون برسالة الله ، و يجادل فرعون بما يملك من قوة .

و يبدو ان لكل رسالة محتوى إجتماعي ، هدفه إصلاح نوع الفساد المنتشر في المجتمع ، فقد حارب موسى العنصرية و الإستكبار ، و إبراهيم الوثنية و الرجعية ، و نوح الطبقية و العناد ، و هود العبثية و التجبر ، و صالح الإسراف و الفساد ، و لوط الشذوذ و الإباحية ،وشعيب الغش و التطفيف .

و لعل هذه المفاسد متدرجة في خطورتها حسب هذا الترتيب الذي نجده في سورة الشعراء .

و يجري الحوار بين النبي و قومه ، و يعاندونه ، و يهددونه ، و في لحظة الحسم ينصر الله النبي و المؤمنين ، و يأخذ الكافرين بعذاب شديد ، و لعل العذاب يتناسب و نوع الفساد .

و يبدأ النبي بالتذكرة بالله ، و الأمر بتقواه و طاعته ، و ينذرهم عذاب ربهم .

و يؤكد الأنبياء على أنهم لا يطالبونهم باجر ، و إنما أجرهم على الله ، و بالتالي لا يدعون للناس مجالا للشك في صدق رسالاتهم ، و بالإضافة الى ذلك فإن هناك شــواهد على صدق رسالات الله ، فهي تدعو الى الله ، و تتعالى على حواجز الـــدم ، و الأرض ، و الزمن، و هي تتحدى بقوة الله كل القوى مما يستحيل على البشر ، و تحارب الفساد الأكبر في المجتمع .

ويد الغيب تمتد لنصرتهم في الوقت المناسب بإهلاك أعدائهم ، هذا بالإضافة الى قوة الحجة ، و سلامة السلوك ، و المعاجز الظاهرة كالعصى ، و الناقة ، و خمودالنيران ، و انفلاق البحر ، و الطوفان .

وفي خاتمة السورة يبين ربنا : أن القرآن أنزله رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، و بلغة عربية مبينة ، و قد شهد على صدقه علماء بني اسرائيل .

و بعد أن بين الفروق الأساسية بين وحي الحق ، و افكار الشيطان ، و أمره الرسول بإنذار عشيرته ، و العطف على المؤمنين ، و البراءة من العصاة ، و التوكل على العزيز الرحيم ، بعدئذ يبين القرآن ميزات وحي الشيطان الذي يتنزل على كل أفاك اثُيم ، و ان الشعراء( أدعياء العلم و الدين ) انما يتبعهم الغاوون ، و ينعتهم بالإسترســال و اللامـسؤولية ، و تختم السورة بأن الظالمين سيعلمون اي منقلب ينقلبون .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس