فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


كذلك و أورثناها قوما آخرين
هدى من الآيات

تتابع آيات سورة الشعراء في بيان الصراع الحضاري الذي كسبه رسل الله بأيدي الرب ، لما تتجلى فيه صفتا العزة و الرحمة الالهيتان .

هكذا أوحى الله إلى موسى بالهجرة الجماعية ، فقاد بني اسرائيل ناحية البحر ، و انبأهم بان فرعون يتبعهم .

أما فرعون فقد عبأ كل قواه ، حيث حشر جنوده من مدائنه ، و أضلهم بالقول : ان بني اسرائيل خليط مختلف و قليل ، و انهم أغضبونا بتصرفاتهم ( سرقوا أموالنا ، و خرجوا عن ديننا ) فأخرجناهم من بلادنا التي تتمتع بالبساتين و العيون و موارد و مساكن محترمة . بلى .
. و لكن الله أعاد بني اسرائيل اليها ، و أورثهم إياها .

فزحف جيش فرعون تلقاء بني إسرائيل عند الشروق ، فلما اقترب الجمعان قال أصحاب موسى : انهم سيدركوننا بقواتهم العظيمة ، قال لهم موسى : كلا .. ان اللهمعي ، وهو سيهديني طريق النجاة ، فأوحى الله الى موسى أن اضرب بعصاك البحر الذي وصلوا اليه ، فلما ضربه بعصاه انقسم البحر ، و انكشفت فيه طرق يابسة ، فاستدرج الرب آل فرعون في البحر أيضا ، و لكنه أنجى بني اسرائيل ( الذين خرجوا من الطرف الآخر ) و اغرق الآخرين ( الذين لم يزالوا فيه حين عادة المياه الى طبيعتها ) .

ان في هذا الإعجاز آية لعظمة الرب و قدرته ، كما لرحمته و عطفه ، و لكن اكثر الناس لا يؤمنون .

و ان الله عزيز ينتقم من الجبارين ، و رحيم ينصر المستضعفين .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس