فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


بينات من الآيات
أتأتون الذكران ؟

[ 160 - 164] [ كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله و أطيعون * وما أسئلكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين ]ذات الكلمات ، و ذات النبرة نسمعها من لوط (ع) ، لان جوهر الانحراف عند كل قوم واحد ، بالرغم من اختلاف صوره ، فلابد ان يكون جوهر الرسالات واحدا ، بالرغــم من اختلاف كل رسالة عن غيرها في مجال الاصلاح الذي يستتبع نوع الانحراف .

[ 165] [ أتأتون الذكران من العالمين ]

و لعل هذه الآية تشير الى طبيعة فساد الاباحية و الشذوذ الجنسي حيث إنه ينتشر و يتعدى حدود البلد ، و قد انتشر فعلا الفساد الخلقي عند قوم لوط حتى قال آسفا : أليس منكم رجل رشيد ؟! ، و تعدى فعل الفاحشة الى كل العالمين .

[ 166] [ و تذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قومعادون ]

عادون : أي تتعدون .

كان تركهم الازواج و اقبالهم على الذكران تعديا و تجاوزا ، بل و تمردا على الفطرة التي فطر الناس عليها ، و لم يكن هدفهم - والله أعلم - اشباع شهوتهم ، بالرغم من ان الله يلقي على الملاط به - و العياذ بالله = شهوة النساء ، فمقاربة النساء أكثر شهوة من مقاربة الرجال ، و لذا سماهم الله سبحانه بالعادون .

و الزواج في الاسلام ضمان من الانحراف ، و هو صمام أمان لمثل هذه الانحرافات و التي صارت تجتاح البشرية بشكل مريع .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس