أتأتون الذكران من العالمين
هدى من الآيات في سياق بيان رسالات الله و اهدافها الاصلاحية يبين ربنا قصة قوم لوط الذين انحرفوا جنسيا ، فارسل الله اليهم رسولا من أنفسهم انبأهم بأنه يحمل اليهم رسالة ربهم بأمانة ، و أمرهم بتقوى الله و طاعته وقال : بانه لا يطلب منهم اجرا ، و لكنه يعمل لهم في سبيلالله الذي يرجو ان يعطيه الاجر الوافي ، ثم واجه انحرافتهم الكبرى و هي الاباحية والشذوذ الجنسي ، حيث كانوا يأتون الذكران من أي قوم كانوا ، و يذرون ما خلق الله لهم من أزواجهم ، و نعتهم بالتعدي عن الحق و الجور .
فهددوه بالاخراج ان لم ينته من معارضتهم ، ولكنه تبرأ من عملهم ، وسأل الله ان ينقذه من ذلك العمل القبيح ، فنجاه الله و أهله جميعا سوى زوجته العجوز التي هلكت و اضحت عبرة .
و دمر الله الآخرين ، وذلك بان أمطر عليهم مطر السوء ، و بئس المطر كانلاولئك الذين تم سلفا إنذارهم و بقيت من قصتهم آية و علامة لعل الناس يهتدون ، الا أن أكثر الناس لا يؤمنون . و خلاصة الحقيقة التي يمكن معرفتها بهذه الآية هي ان الله عزيز رحيم .
و هكذا تختلف صور الفساد و نهايته واحدة مهما اختلفت صوره ، و لعل السبب الرئيسي للفساد هو الاسراف .
|