وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت
هدى من الآيات أوهن العلاقات الاجتماعية ، و أوهن الحضارات البشرية هي التي تقوم على أساس باطل ، لأن هذه العلاقات و الحضارات و ان كانت قوية في الظاهر ، إلا أنها ضعيفة في الواقع ، لانها لا تتفق و رسالات الله ، و سنن الحياة ، و عبر التاريخ ، و يرفضها العقل و الفطرة ،مما يجعلها عرضة للزوال ، لان من طبيعة الباطل الزوال و الزهوق ، تماما كبيت العنكبوت الذي قد يخدع الانسان بمداخله و مخارجه و هندسته ، و لكــنه ســرعان ما يطير مع هبات الريح ، و كذا هو عذاب الله بالنسبة لتلك الحضارات .
و تذكرنا هذه الآيات المباركة ببعض دروس التأريخ ، و عبره الحضارية ، حيث تستعرض الأسباب التي أنهت مدنيات عديدة ، و تأتي بعدة شواهد على ذلك ، من مجتمعات متباعدة زمنيا ، متباينة في السلوك و التوجهات ، فمن قوم نوح إلى قوم إبراهيم الى قوم لوط الى قوم شعيب الى قوم عاد و ثمود ، و بعد ذلك النموذج الأشهر
وهو قصة موسى و فرعون ، متعرضا لقصة قارون .
و لنهاية الحضارات أسباب ذاتية و خارجية في منظور القرآن ، إلا أن السياق يبين الأسباب الذاتية ، لان العوامل الخارجية لا تنهي الحضارات من دون وجود أسباب داخلية لانهيارها ، و حتى لو بدت بعض العوامل الخارجية ذات أثر فعال فلابد أن نبحث في أساس بنيان الحضارات مما اضعفها و جعل زوالها ممكنا ، و تبين الآيات الممارسات الخاطئة التي تختلف من تجمع الى آخر ، و لكنها تنتهي بالتالي الى ثلاثة عوامل - فيما يبدو لي - :
|