الحجاب الأول : حذر الموت كل حي يتحسس في أعماقه ضرورة الحذر من الموت ، و من أولى ضروريات الحياة البحث عن النجاة و ضمان البقاء ، و لكن قد يصل هذا الشعور إلى درجة المبالغة فتتضخم حتى نكون عبيدا للدنيا ، إذن فلا نلقي بأيدينا إلى التهلكة ، و لكن أية ذلة تلك أن نموت ونحن أحياء ؟ !
إن ميزة الحياة الحيوية ، و لفظ الحياة مشتق منها ، فاذا فقدنا الحيوية و النشاط فكأننا أموات ، فالحياة بلا حركة حياة ميتة ، لا روح فيها ، و الانسان بذلك يقتل نفسه بالمجان ، لذلك كان الحذر المبالغ من الموت من أبرز العوائق أمام فهم الحياة و العمل في سبيل الله .
و يعالج القرآن هذه الحالة بدواءين هما :
أ - طرح حقيقة الموت و حتميته ، فكل نفس ذائقة الموت ، و ليس هناك مجال للهرب منه فاسع سعيك ، و استفد من فرص الحياة .
ب - و الموت ليس واقعا مخيفا ، بل إن الخوف هو فكرة مخيفة تعشعش في رأسٍك ، و الموت ليس ما يحذر منه ، و عندما ترغب في الموت توهب لك الحياة ،و يبقى سلاح الاعدام و التعذيب هما سلاحا الأعداء ، و حين تتحداهما تستطيع أن تختار قرارك بحرية .
|