و اذن في الناس بالحج
هدى من الآيات انتهت آيات الدرس السابق بانذار بالغ الشدة للذين كفروا ، و ذلك بتصوير مشهد من مشاهد العذاب في يوم القيامة ، و لانه كلما ورد انذار في القرآن الحكيم شفع بترغيب و بشارة فقد جاءت هذه الآيات تبشر المؤمنين بان لهم عند ربهم ثوابا يتجلى في جنة تجري من تحتها الانهار ، و في زينة يتزين بها هؤلاء في تلك الجنة ، ، و من قبل هداهم الله الى القول الطيب و الصراط الحميد . ثم يتناول موضوع الحج باعتباره منسكا من مناسك الامة الاسلامية الواحدة ، و يهدف تكريس التقوى في نفوس ابنائها ، أما الكفار الذين يصدون عن سبيل الله ، و من أبرز مصاديقه المسجد الحرام ، فلهم عذاب اليم ، بل كل من ينحرف فيه بظلم الناس ، فله عذاب اليم .
و يعيدنا القرآن الى اليوم الاول الذي بني فيه المسجد الحرام ، و كيف أمر الله تعالى ابراهيم عليه السلام ببناء البيت للناس جميعا ، لا من أجل طائفة أو قوم . انما البيت للقريب و البعيد ، للقاصي و الداني .
و لم يوضع الحرم لكي يشرك باللــــه عبــره ، انمــا وضــع لكي يعبد الله وحده هناك . ( باقامة الصلاة و بالركوع و السجود ) فقد أمر الله ابراهيم (ع) ان يطهر بيته من الاصنام التي كانت تعبد من دون الله ، في ايام الجاهلية ، و الأصنام البشرية التي تعبد اليوم هناك و باسمه .
و آيات هذا الدرس هي سنام هذه السورة - فيما يبدو لي - لانها تتحدث عن وسيلة تكريس التقوى ، و الحج هو افضل وسيلة لذلك ، و قد عرفنا مسبقا ان التقوى هي اعلى درجات الاحساس بالمسؤولية .
|