فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الصد عن السبيل
[25] بعد ذلك يبدأ القرآن بنبذة عن الكفار ، و ما هو عملهم ، بالمقارنة مع المؤمنين ، و عملهم فيقول :

[ إن الذين كفروا و يصدون عن سبيل الله ]

ليس الكفر هو الكلام النظري أو العقيدة المجردة فحسب . بل هو ايضا ما نبع من ذلك كله كالعدوان و العمل السيء ، لذلك لا يلبث القرآن بعد ان ذكر الكفار ، ان يبين واقع كفرهم قائلا : " و يصدون عن سبيل الله " يعني ان هؤلاء قد كفروا في قرارة انفسهم، اما عملهم فصد عن سبيل الله ، و لذلك تجد كلمة " كفروا " جاءت بصيغة الماضي ، بينما جـــاءت كلمة " يصدون " بصيغة المضارع الدالة على الحال و المستقبل ، فالكفر قرار واحد ، اما الصد عن سبيل الله فهو عمل دائب و مستمر .

و الصد عن سبيل الله ، يقف حاجزا بين الانسان و قيامه بالعمل الصالح ، أيا كان هذا العمل - امرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو بناء مساجد الله و اداء فرائضه- لان الصد عكس ذلك تماما كخلق العراقيل التي تمنع الحجاج عن اداء فرائضهم ، أو منع السلطات عمارة الارض ، و كبت حرية العمل و التجارة ، و عموما فان الكفر يقف حجر عثرة في طريق الانسان لكي لا يصل ذرى التقدم و التكامل المادي و المعنوي .

[ و المسجد الحرام ]

اما الصد عن المسجد فهو نوعان :

النوع الأول : تكبيل الناس بالقوانين الادارية الجائرة ، و منعهم من السفر الى الحج اساسا .

النوع الثاني : هو ان يتمكن الحجاج من الوصول الى المسجد الحرام ، و لكنهم لا يتركون ليؤدوا شعائرهم الدينية ، كما فرضها الله عليهم بحرية تامة ، بسبب هيمنة و ضغط السلطات الجائرة المتحكمة على الاماكن المقدسة .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس