فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


الحنيفية دين الله
[31] [ حنفاء لله غير مشركين به ]

الحنيفية تعني الطهارة من ادران المجتمع و الميل الى ما يريده الله منك ، كالميل عن سلوك المجتمع ، أو عن ضغط الاهواء و الشهوات خالصا لوجه الله .

فليس من الحنيفية المطلوبة ان تتحدى ضغطا اجتماعيا لضغط آخر ، أو هوى نفسانيا لهوى آخر أو تحارب طاغوتا من الغرب ، من اجل آخر من الشرق ، كلا ، انما عليك ان تتحدى و تقاوم الضغوط كلها و الاهواء جميعا و كل السلطات الظالمة لأجل الله الحق سبحانه .

فالحنيفية طريق واضح و محجة بيضاء ، تختلف تمام الاختلاف ، و تتناقض تمام التناقض ، مع كل السبل الاخرى و لها وجهان : ميل عن الشركاء و الضغوط ، و اتجاه الى الله وحده .

و الواقع : ان الحنيفية هي فطرة الانسان الطاهرة النقية التي يؤوب اليها المؤمنون ، من هنا جاء في حديث مأثور عن أبي جعفر الباقر عليه السلام حين سأله زرارة : عن قول الله عز و جل : " حنفاء لله غير مشركين به " و عن الحنيفية قال :

" هـــي الفطــــرة التــي فطر الناس عليها ، لا تبديــل لخلق الله قال فطرهم علـى المعرفــة " . (1)[ و من يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق ](1) المصدر / ص 496


بفعل الجاذبية يخر الشيء من السماء ، فاذا كان هذا الشيء صيدا تسارع الطيور لاصطياده ، و ان لم تصطده يستمر في السقوط الى ان يصل الى الهاوية ، و كذلك الانسان الذي يشرك بالله ، اما ان يصبح من نصيب الطغاة يجيرونه لمصلحتهم و ينتفعون من طاقته ، و اما ان يكون من نصيب الوادي السحيق ، البعيد القعر في جهنم .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس