الجاذبية [ و يمسك السماء أن تقع على الارض إلا بإذنه ]
ان النجوم و الكواكب و سائر الاجرام السماوية تبقى في مساراتها بقدرة الله ، و لو ان الجاذبية موجودة لاختل نظام الافلاك و لاصطدمت ببعضها و تناثرت على الارض فدمرتها . و ربما يكمن التفسير الصحيح في الآية ذاتها في قوله : " الا بإذنه " اي من الممكن ان تسقط اذا اذن الله لها بالسقوط ، و ما هي السواقط تلك ؟
ان السواقط التي يعبر الله عنها بالسماء هي : النيازك و الشهب التي تهبط الى الارض بإذن الله ، و لم يكتشف العلم الحديث و الى اليوم سر الجاذبية ، ما هي ؟
و أين هي ؟ و لكن الله يعبر عنها بقوله :
" و هــو الذي يمسك السماء ان تقع على الارض الا بإذنه " اي ان الجاذبية بيد الله ... و ضعها حسبما شاء و باستطاعته ان يعدمها ، و لكن كلمة " الا بإذنه " لا تدل على ان الله يعدم الجاذبية بل هو اثبات لها ، فالنيازك و الشهب التي تسقطعلى الارض بفعل الجاذبية نفسها .
و معلوم ان تقلص الارض هو نتيجة طبيعية لاعمال الانسان ، بسبب صرفه لطاقات الارض اذ تزايد في الآونة الاخيرة استخدام الطاقة ، و استحلاب الارض من معادنها و غير ذلك .
كما قال تعالى :
" ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس " . ( الروم / 41 )و لعلنا نستوحي من هذه الآيات ان الله لا يأذن للارض بالدمار الا بسبب فساد الناس .
[ إن الله بالناس لرؤوف رحيم ]
آية رأفته و رحمته انه سخر لنا ما في البر و البحر ، و امسك السماء ان تقع على الارض الا بإذنه و الا فهو قادر على ان يجعل كل ذلك جحيما علينا ، فهناك احتمالات رهيبة في الكون لا يمكن ان تصدق ، و أبرز مثال على ذلك ان هناك الكثير من الشهب و النيازك تتساقط على الارض و باعداد هائلة ، و لكنها لا تلبث ان تتلاشى اذا اصطدمت بالغلاف الجوي و هكذا نقرأ في الدعاء ، سبحان من لا يأخذ أهل الارض بالوان العذاب سبحان الرؤوف الرحيم .
[66] [ و هو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الانسان لكفور ]ثم بعد عرض آيات الله ، و بعد عظيم علمه و رأفته ترانا نكفر بنعم الله . ان المشكلة في الانسان انه محدود النظرة ، فلو نظر الى ما حوله من آيات الله ، بل لو راى خلقه .. و تقلبات كل ذلك من حياة الى موت لآمن ، و لكن الانسان كفور بنعم ربه ، و بعطائه ، و لعل كفره هذا هو علة كفره بالله رأسا .
|