4 - تحديد و توجيه الشهوات [5] لقد خلق الله الانسان مزودا بشتى الغرائز ، و ليس ذلك الا ليستفيد منها ، و لكن بالشكل المناسب ، و المؤمنون وحدهم الذين يستثمرونها لصالحهم ، لانهم يهيمنون على أنفسهم ، و يكبحون جماح الشهوات بالخشوع و التسليم للحق .
[ و الذين هم لفروجهم حافظون ]
و قد يعني الحفظ هنا بالاضافة للالتزام بالشريعة ، و توجيه الغريزة وفقها ، الحفاظ على فرج الانسان من الناحية الصحية ايضا ، و ذلك بعدم الافراط في الشهوة ، و الالتزام بالمنافذ الشرعية لها .
[6] [ إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ]
(1) المصدر / ص 529
من الإماء .
[ فإنهم غير ملومين ]
اي غير مؤاخذين عند الله ، لانهم يصرفون شهواتهم في محلها المناسب ، و لعل في الآية اشارة الى خطأ الابتعاد كليا عن الشهوات ، و ان وساوس الشيطان هي التي تزرع اللوم في افئدة البعض اذا مارسوا الشهوات بقدرها ، و على المؤمن ألا يأبه بها .
[7] [ فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ]
الذيـــن يستحقون الجزاء في الدنيا بالحدود الشرعية ، و في الآخرة بالعذاب المهين ، و العادي أو المعتدي : الذي يتجاوز الحدود .
و في الآية بيان فساد كل استغلال للشهوة في غير موردها مثل استثارة الشهوة بالنظر الى الاجنبية ، و الصورة الخليعة ، و الأفلام الجنسية ، أو باستماع قصص الغرام .
اما الشذوذ الجنسي ، و العادة السرية ( الاستمناء ) ، و نكاح البهائم ، فان الآية تنطق بحرمتها صراحة .
و جاء في الحديث : عن أمير المؤمنين - عليه السلام - :
" ابعد ما يكون العبد من الله اذا كان همه فرجه و بطنه "و عنه ايضا :
" تحل الفروج بثلاثة وجوه : نكاح بميراث ، و نكاح بلا ميراث ، و نكاح بملك يمين " (1)(1) المصدر / ص 530 - 531
|