فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


5 - اداء الأمانات و العهود
[8] و علاقات المؤمنين مع الناس قائمة على أساس الالتزام و المسؤولية ، و ليس اللامبالاة ، فاذا اخذوا شيئا من أحد تحول في نظرهم الى كرامة ، تتضرر شخصيتهم لو لم يردوه إليهم ، و اكثر من هذا الوازع يدفعهم لرده الخشوع و الايمان خوفا من الله . دافع انسانيو دافع ديني ، لذلك يرعون الامانة و العهد .

و العهد و الامانة هما شيء واحد ، فالانسان مسؤول امام الآخرين فيما يأخذ و فيما يقول .

[ و الذين هم لأماناتهم و عهدهم راعون ]

و التعبير في هذه الآية دقيق جدا حيث استخدم القرآن كلمة " راعون " فلم يقل : ردوا الامانة و ذلك لسببين :

الاول : حتــــى تشمل الكلمتين العهد و الامانة ، فالعهد لا يرد لانه شيء معنوي لا مــادي .

الثاني : كلمة " راعون " ادق حتى في موضوع الأمانة من كلمة ( الرد ) اذ تبين حرص المؤمنين على أموال الآخرين ، فليس همهم ان ترد الامانة بأية صورة ، و انما يظلون يرعونها و يحافظون عليها ربما اكثر من ممتلكاتهم الشخصية حتى تسلم الى صاحبها ، بينما نجد ان اكثر الناس يكون حفاظهم على ممتلكاتهم الشخصية أشد من ممتلكات غيرهم .

و هكذا يرعون العهد بالثبات عليه ، و تأكيد الالتزام به ، و من أعظم العهود التي يرعاها المؤمنون حق رعايتها ، عهد الولاية . حيث يؤدونها الى اهلها ، و قد جاء في احاديث آل البيت - عليهم السلام - تفسير العهد بالولاية .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس