فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


فتبارك الله احسن الخالقين
هدى من الآيات

السبيل الى الايمان معرفة الله ، معرفة تغمر ارجاء النفس و تبلغ أعماقها ، ولكن كيف يتسنى للانسان و هو المخلوق الضعيف ، المحدود في عمله و قدراته ، ان يعرف الخالق القوي العزيز ؟! ‍اننا لا نستطيع ان نتعرف على الله الا اذا عرفنا نفسه ، و قد ورد في الدعاء ( الهي بك عرفتك ، و انت دللتني عليك ، و لولا انت لم أدر ما أنت ) و لقد عرف الله سبحانه نفسه الينا حينما تجلى في آيات الكون بما فيها الانسان نفسه تارة ، و في آيات القرآن تارةأخرى ، بما في تلك الآيات ، و هذه من إثارة للعقول نحو أهم المعارف و أجلها ، و هي معرفة الله .

ان التفكير في أطوار خلق الانسان من طينة ، الى نطفة ، الى علقة ، فمضغة ، حتى يصير بشرا سويا . بعد ان ينفخ الله فيه الروح ، و يزوده بالعقل و الارادة ، و سائر الجوارح و هو يسير الى الموت ، و إن نظرة عميقة الى الكون و ما فيه من آيات الله تهديناالى معرفة الله و هي - بدورها - تهدي الى وعي حقيقة الحياة ، اما حين نفصل معرفة الله عن معرفة الاشياء فانها تظل الغازا حائرة .

فاذا نظرنا الى حاجة الجسم الى قدر من المواد ، ثم وجدناها جاهزة في دهن الزيتون ، او لا يهدينا ذلك الى ان هناك مدبرا لهذا الكون .

الا ان جهل البشر و تكبره و رجعيته تحجبه عن معرفة الخالق ، كمثل قوم نوح اذ دعـــاهم رسولهم الى عبادة الله و حده ، فحجبهم عن عبادته و معرفته ، التكبر . حيث قالوا : " ما هذا الا بشر مثلكم ، يريد ان يتفضل عليكم " ، كما حجبهم التقليد فقالوا :
" ما سمعنا بهذا في آبائنا الاولين " ، ثم اتهموه فقالوا : " ان هو الا رجل به جنه " ، و لكنه توكل على ربه ، و طلب منه النصر على تكذيبهم إياه .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس