ثالثا : الخوف من الحيف و هناك فريق ثالث يتمردون على القيادة الرسالية بسبب خوفهم من ان تسبب لهم الضرر ، كما لو أرادت اعادة حقوق المظلومين و يعتبرون ذلك ظلما لهم ، في حين ان الظالم الحقيقي هو الذي يمتص دماء المستضعفين ، و يترف على حساب المحرومين ، و ليس حيفا ان يسترد اللهحقوق المستضعفين من المستكبرين ، انما هو
العدل و الإنصاف بعينه ، و حاشا لله ان يظلم أحدا أو رسوله ، بل الذين يخالفون الله و رسوله ، لهذه الاسباب هم الظالمون .
[51] و في مقابل هؤلاء الذين يقولون أطعنا ، ثم يخالفون القيادة الرسالية في ساعة الجد ، و يميلون الى مصالحهم و اهوائهم الشخصية ، نرى اولئك المؤمنين الصادقين و الذين اذا قالوا أطعنا استقاموا على ذلك ، و ثبتوا مضحين بمصالحهم الشخصية لصالح الاسلام و المسلمين ، و استجابوا لكل الاوامر القيادية على الرغم من شدتها و صرامتها .
[ إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا الى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولئك هم المفلحون ][52] لانهم يتلقون احكام الله و تشريعاته و تعاليم نبيه الاكرم ، و يعملون بموجبها في معاملاتهم الاقتصادية و السياسية و القضائية و غيرها ، - تماما - كما يفعلون ذلك في شؤونهم التعبدية كالصلاة و الصوم و غيرها ، فما من واقعة الا و الله فيها حكم يتبعونه، و هكذا يجب على ابناء الامة الاسلامية ان يستجيبوا لنداء علماء الاسلام عندما يدعونهم لمنهج الله في الحكم و السياسة ، أو الاقتصاد ، و سائر شؤون الحياة ، لا أن يهرعوا الى الغرب تارة و الى الشرق تارة اخرى ، يبحثون عن المناهج و الاحكام عندهم .
[ و من يطع الله و رسوله و يخش الله و يتقه فأولئك هم الفائزون ]ذلك لان من يمتلكون هذه الصفات الثلاث ( الطاعة ، الخشية ، التقوى ) يكونون قد استكملوا اسباب الايمان الحقيقي ، فيحصلون على الفوز من الله .
أنهم يطيعون الله و رسوله خشية من عقابه المهين ، و عذابه الاليم ، ولان الخشيةشعور مؤقت قد يخبو مع الزمن في النفس البشرية ، فانهم يدعمونها بالتقوى ، و هي الالتــزام الدقيق بالتعاليم الاسلامية صغيرها و كبيرها ، و الاهتمام البالغ بكل الاوامر الالهية .
|