فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


و جعلنا بعضكم لبعض فتنة
هدى من الآيات

لقـد كفروا بالرسول ، و آمنوا بالجبت و الطاغوت ، و قالوا : لو لا القي عليه كنز ؟! و تساءلوا : لماذا يأكل الطعام ، و يمشي في الأسواق و لكن هل ينفعهم الأنداد شيئا يوم يحشرهم الله و ما عبدوا ، فيتبرؤون منهم و يقولون : سبحانك .. ما كان ينبغي لنا ان نتخــــذ من دونك من أولياء متعتهم ، و يرون أن طول متعتهم أنساهم الذكر ، فهلكوا .

إذا : غرورهم بقيم المادة ، و كفرهم بالرسول لأنه لم يلق اليه كنز أرداهم ، و جعلهم قوما بورا .

وهكذا ينسف الذكر الحكيم هذه العقبة عن طريق الايمان بالوحي : و يقول : ان سنة الله في بعث الرسل مضت على أنهم يأكلون الطعام ، و يمشون في الأسواق ، و أمر الله النـــاس باتباع واحد منهم ليفتنهم . فهل يصبرون على طاعته ؟! و الله من ورائهم يبصرهم ، و هو عليم رقيب .


ثم ينسف العقبة الأخرى ، حيث قالوا : لو لا أنزل علينا الملائكة ، أو نرى ربنا ، فيقول : انه عتو كبير . فكيف يطالبون برؤية الملائكة ؟! فلا بشرى يومئذ للمجرمين اذ ينزل بهم عاقبهم العاجل في ذلك اليوم ، و تراهم يقولون حجرا محجورا - اشارة الى ذلهم و استسلامهم - و يجعل الله أعمالهم هباء منثورا ، بينما اصحاب الجنة خير مستقرا في ذلك اليوم ، الذي تشقق السماء بالغمام ، و تنزل الملائكة ، و يتجلى ملكوت الله لكل شخص ، وهو يوم عسير على الكافرين .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس