كذلك لنثبت به فؤادك
هدى من الآيات فــي جو تشقق السماء ، و تنزل الملائكة ، و تجلى ملكوت الرب الرحمن - الذي مر آنفـــا - يعالج هذا الدرس صداقات السوء التي تنفصم عروتها يوم القيامة حتى يقول الظالم : ياليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، و يشتد به الندم حتى تراه لا يكتفي بعض سبابته ، بل يعض على يديه ، و يقول : " ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا " .
إن صديق السوء يضل صاحبه و يبعده عن الذكر ، ثم يتركه لشأنه كما يفعل الشيطان . حيث يخذل من اتبعه في ساعة العسرة .
و يجيء الرسول شاهدا على قومه الذين هجروا القرآن ، فلم يؤمنوا به ، أو لم يعملوا به بعد ان تظاهروا بالايمان .
و يسدل السياق الستار على مشهد القيامة المهيب . بعد ان يهدم بنيان النظم الجاهلية للمجتمع . حيث الولاءات الجاهلية التي لا تنفع و لا تضر ، و حيث صداقات السوء التي تضل عن السبيل ، و يختم كل ذلك ببيان ان لكل رسول عدوامن طغاة الجاهلية ، و مجرمي المجتمع .
ثم يواصل القرآن رد شبهات الجاحدين للرسالة حيث قالوا : لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ، و يرده : بأن التنزيل المتدرج اثبت لفؤاد الرسول ، و أوضح في البيان ، و أبلغ في معارضة ثقافة الجاهلية بالحق المبين .
|