بينات من الآيات [27] الناس في الدنيا محكومون بالضغوط الاجتماعية التي تدعو الكثير منهم الى ترك الرسالة الالهية .
إن الشيطــان يدعو الانسان الى الانحراف ، و يعده بالنصر ، ثم يكون أول المتبرئين منه ، حينما يواجه مصيره و عاقبة امره ، و لكن من هو الشيطان ؟
إن للشيطان صورتين ، فتارة يتجسد في القوى الخفية التي تضلنا عن الحق ، و أخرى في القوى الظاهرة و بصورة مختلفة ، فقد يكون صديقا يدغدغ فينا الآمال و الشهوات ، و قد يكون المجتمع الذي يضغط باتجاه التقاليد و العادات المنحرفة ، و ربما يكون السلطان الحاكم، أو الاعلام المضلل ، و .. و .. الخ ، و هؤلاء جميعا يتبرأون من البشر يوم القيامة .
[ و يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ]حينما يرى الظالم ان الجنة و النار بيد الله - سبحانه - و ان الطاعة أو العصيان للــرسول همــا المقياس عنده لدخول أحدهما ، فانه يندم على ما فرط في جنب الله و رسالته ، و يتمنى لو كان متبعا للرسول ، و سبيله الحق .
[28] [ يا ويلتى ]
يدعو على نفسه متندما .
[ ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ]
الذي أضله من صديق سوء أو سلطان جائر أو ضرب شيطاني ، و لكن ماذا ينفعه كل أولئك ، و قد ضل بما زخرف له هؤلاء الأخلاء ، فترك رسالة الله سبحانه ، و عليه إن أراد ان يتخلص من النار ، و يزحزح الى الجنة أن يتخلص من الولاءات الشيطانية في الدنيا ، و يخلص ولاءه لله و لمن أمر الله .
[29] [ لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ]
و كثير أولئك الذين يتبعون أصدقاء السوء الذين يضلون الناس عن ذكر الله بدعوتهم للمعاصي ، و يبدو ان مشكلة اصدقاء السوء إلهاء الانسان عن ذكر الله ببعض التوافه ، و لذلك ينبغي ان يبتعد المؤمن عن مجالس اللهو و اللغو و حفلات البطالين و يأوي الـــى روضات الجنات .. ألا و هي مجالس العلماء ، و حلقات الذكر ، و مدارس العلم ، و جلسات العمل في سبيل الله .
وهذا الشيطان الذي يدعوك للمعصية هو الذي يخذلك في ساعة العسرة ، و يتبرأ منك بحجة انه يخاف الله رب العالمين ، وقد ورد في الحديث أن الشيطان يتفل - يبصف - في وجوه تابعيه يوم القيامة .
[ و كان الشيطان للإنسان خذولا ]
|