3 - البصيرة و الوعي [73] [ و الذين إذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما و عميانا ]
البصيرة من الصفات البارزة لعباد الرحمن . اذ يتفكرون في آيات الله التي تتلى عليهم بحثا عن الحقيقة ، و طمعا في البصيرة ، متأملين في شؤون الحياة على ضوئها ، عاكفين على استنباط الانظمة و التشريعات الاجتماعية و الاقتصادية ، و السياسية ، و التربوية و غيرها منها ، علما منهم بأن من أنزل الآيات هو الذي خلق الحياة ، و سن فيها القوانين و الانظمة .
يبدو ان ترك اللغو يوفر لهم فراغا كبيرا . يملأونه بالنشاط الفكري الرشيد . جاء في دعاء مكارم الأخلاق :
" اللهــــم اجعل ما يلقي الشيطان في روعي من التمني و التظني و الحسد ، ذكرا لعظمتك ، و تفكرا في قدرتك ، و تدبيرا على عدوك ، و ما جرى على لساني من نقطة فحش أو هجر ، أو شتم عرض ، أو شهادة باطل ، أو اغتياب مؤمن غائب ، أو سب حاضر ، و ما اشبه ذلك نطقا بالحمد لله ، و اغراقا في الثناء عليك ، و ذهابا في تمجيدك ، و شكر لنعمتك ، و اعترافا باحسانك و احصاء لمننك " .
و روى ابو بصير عن الامام الصادق عليه السلام : في تفسير الآية هذه قال :
" مستبصرين ليسوا بشكاك "
و لكن اين المسلمون الآن من هؤلاء ؟!
فلو تطلعنا الى واقع الامة الاسلامية لرأينا اكثر المسلمين ممن يخرون على آيات الله صمــا و عميانا ، يرتلونها مبدعين ، و لكنهم لا يفقهون معانيها و لا يدركون مدلولاتها ، بل لا يتدبرون فيها ليطبقوها على سلوكهم ، و من ثم على مجتمعهم .
|