فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


4 - الطموح الكبير
[74] [ و الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين إماما ]

ان العلاقة بين طلب الازواج و الذرية الصالحة ، و بين طلب الامامة و القيادة لدى عباد الرحمن ، تتجلى في طموحهم نحو امتداد رسالتهم في ذريتهم و ايضا فيمن يلتقون بهم من الناس ، فيصبحون قدوة للمتقين ، و المتقون - بدورهم - طليعة المجتمع ، فهم يطمحون ان يكونوا قدوة الطليعة و ليس الطليعة فحسب .

و تدل الآية الكريمة على ما يحملون من روحية التنافس على الخير ، ففي المجتمع الرحماني يتطلع الكل لأن يصبح افضل في مجال الخير و العمل .

و جاء في احاديث ائمة آل البيت عليهم السلام ان الكلام اياهم عنى ، و هم تأويلها . و جاء في حديث شريف : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام :

" و الله ما سألت ربي ولدا نضير الوجه ، و لا سألته ولدا حسن القامة ، و لكن سألت ربي ولدا مطيعين لله خائفين وجلين منه ، حتى اذا نظرت اليه وهو مطيعلله قرت به عيني قال : " و اجعلني للمتقين اماما " قال : نقتدي بمن قبلنا من المتقين فيقتدي المتقون بنا من بعدنا " . (1)[75] [ أولئك يجزون الغرفة بما صبروا و يلقون فيها تحية و سلاما ]حيث يستقبلهم الله بغرفات مبنية من الذهب و الفضة ، و من الياقوت و الدر ، و يلقون فيها تحية و سلاما من الله و ملائكته .

و توحي هذه الآية الى فكرة هامة و هي ، ان تحقيق الطموح و بلوغ الاهداف يحتاج الى كثير من الصبر ، فالطموح الاجوف و التطلع الميت لا يجدي نفعا ، و الانسان لا يجزى على تطلعه بمقدار ما يجزى على سعيه في تحقيق ذلك التطلع و ما نستوحيه من الآية ان الجزاء يكون على الصبر في سبيل الاهداف السامية .

[76] [ خالدين فيها حسنت مستقرا و مقاما ]


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس