فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس

و ألقي السحرة سجدا


بعد أن هز موسى (ع) ضمائر السحرة ، استجاب لتحديهم ، وقال : ابدأوا ، و هذا التحدي نجده عند الأنبياء دائما ، و هو أبرز دليل على نبوتهم ، وأنهم رجال متصلون بالغيب .

وما كان من السحرة إلا أن جاؤوا بمجموعة حبال و عصي ، و خلقوا أجواء صاخبة توحــي بانــها تسعى ، فسحروا أعين الناس ، و لم يكن ذلك إلا ضربا من السحر ، أما الحقيقة التي كانت تتمثل في عصا موسى فقد ابتلعت ذلك السحر مرة واحدة ، وآمن السحرة بموسى و خروا لربه و ربهم ساجدين .

وان لنا في ذلك لعبرة ، فحينما تكون لدينا الحقيقة ، ولا يكون عندهم إلا الخيال الباطل سترى كيف ، تبتلع الحقيقة سحرهم .

و حينما سجد السحرة و آمنوا ، حاول فرعون إلصاق التهم بهم ، ليكون ذلك مبررا لتعذيبهم أو قتلهم ، و لكنهم أصروا و صمدوا أمام التهديد ، بصلابة الإيمان و بالاستعانة بالله .


فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس