فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
التكبر اسبابه و جزاؤه
هدى من الآيات
من الذي تحق عبادته ؟ الذي خلق و انعم و غفر و رحم أم الذي لا يخلق ذبابا ؟ حول هذا كان الدرس السابق .
و نكرر من الذي تحق عبادته ؟ الله الذي يعلم السر و أخفى ، أم الذين يدعوهم المشركون ، من الأصنام التي لا تخلق شيئا وهم يخلقون ؟ و ليس فقط لا يعلمون السر ، بل ولا يملكون الحياة ، و لا شعور عندهم حتى يبعثون يوم القيامة ؟!
و الله إله الخلق أجمعين ، واحد لا شريك له ، أما المشركون فهم لا يؤمنون بالآخرة و السبب ان قلوبهــم جاحدة للحق لصعوبته عليها ، و لأنهم يفتشون عن العلو فهم مستكبــرون .
حقا يعلم الله سرهم و اعلانهم ، و الله لا يحب المستكبرين الذين يبتغون علوا في الارض ، فيخالفون الحق بوعي و اصرار ، لذلك يستصغرون الحق الذي هبط عليهم من الله ، و يقولون انه اساطير الأولين .
و هؤلاء يحملون اثقال ذنوبهم من دون ان تنقص عنهم بالتبرير ، و يحملون أيضا شيئا من ذنوب الناس الذين يضلونهم و لبئس ما يحملون .
و أن المستكبريـن يمكرون في آيات الله ، و يحاولون منع الناس عنها بشتى الحيل ، كما فعل الذين من قبلهم ، و لكن الله ينسف بناءهم من الأساس فاذا بالسقف ينهدم عليهم و يهجم عليهم العذاب من حيث لم يحتسبوا .
أما في يوم القيامة فان الله يذلهم بان يقول لهم شماتة : اي الذين كنتم تعبدونهم من دون الله و تشقون عصى الوحدة من أجلهم ؟! فيسكتون . أما اهل العلم فانهم يقرون للمشركين الخزي و السوء لكفرهم .
و من هم الكافرون ؟
انهم الذين يظلمون انفسهم ، و عند الموت يتبرأون من افعالهم ، و ينكرونها ، و يدعون انهم لم يكونوا يعملوا شيئا من السوء ، بيد ان الله يخبرهم بعلمه بأعمالهم فيدخل كل منهم في النار ، من باب الذنب الذي أرتكبه و يبقى خالدا فيها ، و تلحقه اللعنة بسبب تكبره في الارض .
|