كلمات الله [109] [ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي و لو جئنا بمثله مددا ]
لو تحول الماء الموجود فوق الكرة الأرضية الى حبر لكتابة آيات علم الله و قدرته و حكمته ، و آثار فضله و نعمته ، لجف هذا البحر و لما يكتب الا النزر اليسر منها .
ترى أنهم في مجال الفضاء فتشوا عن أحدث الوسائل الالكترونية التي تساعدهم على رؤية النجوم و الكواكب ، فاكتشفوا بعض المجرات ، ثم عادوا و صنعوا أجهزة أحدث فاكتشفوا مجرات جديدة ، و هكذا الى أن قال قائلهم : ان الله لا يزال يخلق ، فكلما صنعنا مراصد أضخم لرؤية ما تحويه السماء ، خلق الله في تلك الفترة مجرات جديدة لم تكن موجودة من قبل ، و لعل هذا هو مصداق الآية الكريمة : " و السماء بنيناها بأيد و انا لموسعون " ( الذاريات / 47 ) .
و خلـــق الله أسرع من صنع الأجهزة التي نرى بها هذا الخلق ، فكيف تنتهي كلمات اللــه ؟
هذه المجرات الواسعة في الفضاء المتناهية في الضخامة و تلك الذرات المتناهية في الصغر ، كلما درسوها و بحثوا حولها وجدوا فيها خصائص غير مكتشفة سابقا ، و آخر خصيصة اكتشفوها في الذرة استفادوا منها في صنع القنبلة النيوترونية .
ترى كم مجلد كتبوا حولها ، في طريقة صنعها ، و الأسرار المرتبطة بها ، و المعلومات الخاصة باستعمالها ؟
هـــذا بالنسبة للذرة المتواضعة التي لا ترى بأقوى المجاهر و هي واحدة من كلمات الرب ، اذن فكلمات الله لا تنتهي ، و لهذا يجب أن يتحدد غرورك أيها الانسان ، و لا تظن أنك قد وصلت الى نهاية الحقيقة ، و انك على الطريق الصواب ، دائما ضع علامة استفهام أمامك، و ابحث عن الحقيقة ولا ترى نفسك اكبر منها أبدا .
[110] [ قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ]
ان الرسول ليس سلطانا ذا صولجان ، و لا ثريا ذا كنوز ، إنما هو بشر مخلوق مثل الآخرين ، و ميزته الوحيدة أنه يوحى اليه من السماء ، و هذا الوحي يتلخص في جملة واحدة هي :
[ إنما إلهكم إله واحد ]
لذلك اسقطوا الأصنام في أنفسكم و مجتمعكم ، و اعبدوا الله وحده .
[ فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ]انهما شرطان بسيطان ، و لكنهما يمثلان مسؤولية الانسان في الحياة ، و يشكلان سفينة نجاته ضمن مسيرته في خضم الأمواج المتلاطمة ، و الأعاصير العاصفة ، نحو الله الذي هو منتهى أمل العارفين ، و غاية آمال الطالبين .
|