فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الأنعام عبرة و رحمة
[66] و يتجلى اسم الرحمة الإلهي في الأنعام التي نعتبر بها عند أدنى نظرة ، و نتعرف من خلال النظر إليها على الهدف من خلقها ، و ما يتصل بهذا الهدف من هدف أسمى لخلقة البشر هو العلم و العمل .
[ و إن لكم في الأنعام لعبرة ]
فمن خلال النظر فيها و التدبر في أمورها ، ننفذ إلى الهدف منها ، و لكن كيف ؟
[ نسقيكم مما في بطونه من بين فرث و دم ]
كيف يميز الله اللبن عن الفرث ، و هي الزيادة التي تهبط إلى الكرش قبل ان تخرج فتصبح سرجينا ، و عن الدم الذي يجري في العروق ليصبح .
[ لبنا خالصا ]
من الشوائب و الجراثيم .
[ سائغا للشاربين ]
ففيه الفائدة لخلوصه ، و اللذة لأنه هنيء يحبه الطبع البشري .
[67] و آية أخرى هي الثمار النافعة كالرطب و العنب ، و ما ينتهيان اليه من السكر و التمر و الزبيب .
[ و من ثمرات النخيل و الأعناب تتخذون منه سكرا و رزقا حسنا إن في ذلك لأية قوم يعقلون ]و لا ريب أن ثمرات النخيل و الكروم من أفضل الرزق مذاقا ، و فائدة طيبة ، أما السكر فقد اختــــلفت كلمات العلمـاء فيها ، و أمثل القول ما جاء مأثورا عن ابن عباس أنه قال : " السكر ما حرم من ثمرها ، و الرزق الحسن ما حل من ثمرها " (1) .
و قد يوسع في معنى السكر حتى يشمل عدم الأنتعاش ، و لا ريب أن العنب و التمر يسببان انتعاشا ، و الإنتعاش بها لا يبلغ مستوى فقدان العقل حتى إذا زاد منه الشارب .
|