فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
التوكل حصن المؤمن
[99] الشيطان ينفذ الى قلب الشخص ، و يتجسد في شكل القوى السياسية و الاجتماعية المحيطة به ، و لكن المؤمن الذي يتوكل على الله يحفظه الله من هذا الشيطان الذي يجري فيه مجرى الدم .
[ إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ]بينمــا الـذي لا يؤمن بالله يتسلط عليه الشيطان ، فيضله عن الحقيقة لضعف إرادتــه .
[100] الذي يتخذ الشيطان وليا و قائدا مطاعا ، فيشرك بالله و يتخذ من الشيطان شريكا مزعوما لله ، و يعبد الله حينا و يعبد و يطيع الشيطان حينا آخر ، إنه يقع في فريسة الشيطان الذي لا يستطيع ان يتخلص من شره إلا بالاستعاذة بالله .
[ إنما سلطانه على الذين يتولونه و الذين هم به مشركون ]يبدو أن هناك فريقين يتسلط عليهما الشيطان ، ، انسيا كان شيطانهما أو جنيا ، ظاهرا كالطغاة و المستكبرين ، أو باطنا كالعقائد الفاسدة و العقد النفسية .
الفريق الاول : الذين يتخذون الشيطان وليا ، و يخلصون الإنتماء اليه كمثلائمة الكفر ، و الملأ من حول الفراعنة ، و البطانة من حول الطغاة .
الفريق الثاني : الذين يطيعون الشيطان خوفا و طمعا و سواء هذا الفريق أو ذاك فانهم جميعا يصبحون عبيد الشيطان ، و يفقدون حريتهم و استقلالهم و ثرواتهم التي يصادرها الشيطان .
القوى الاستكبارية في الأرض المتمثلة اليوم في " امريكا " و " روسيا " و اقمارها المفسدين ، لم يفوضوا بالسيطرة على الشعوب المستضعفة من قبل الله الحكيم سبحانه ، إنما نحن الذين خضعنا لإيدلوجيتهم فأخضعونا لمصالحهم ، أو خضعنا للثروة والقوة رهبا و رغبا ، فامتلكوا دوننا ناصية الثروة و القوة ، و أستعبدونا صاغرين .
و الآن كيف نتخلص ؟
لابد أولا من التحرر عن إيدولوجية الاستعمار ، و عن التبعية المطلقة للمال و الرجال ، ثم العودة الى الله ، و الاستعاذة به من شر الشيطان ، ذلك لأن الطبيعة ترفض الفراغ ، و القلب البشري ينقاد إما لسلطة الله أو لتسلط الطاغوت ، فإذا رفضنا ولاية الله استعبدنا الشيطان ، و لا حياد بين الحق و الباطل ، كما لا مسافة بين الكفر بالله و رفض حاكميته على الإنسان ، و بين الايمان بالطاغوت و الخضوع لتسلطه و استغلاله .
و السيــاق القرآني يشير إلى هذه المعادلة ، إذ يأمرنا ربنا بالإستعاذة بالله و التوكل عليه ، ثم يبين أن الشيطان عاجز عن التسلط على المتوكلين بالله .
و نتساءل معا : هل تعني الاستعاذة مجرد التوجه القلبي الى الله ؟ أم ان تطبيق مناهج السماء في الوحدة و الصبر ، و الاستقامة و السعي ، و القيادة الرشيدة ، كل أولئك بعض معاني الاستعاذة بالله ، و بالتالي طرق مقاومة العبودية للشيطان الانسيو الجني ؟؟
|