فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الحكمة
و أولها : الدعوة الى سبيل الله بالحكمة و قد ذكرت آيات القرآن في سورة الإسراء القادمة ، و في سورة لقمان ، وسور أخرى معنى الحكمة ، و قد عرفها البعض بانها الجانب النظري من العلم ، و لكنها في الواقع أكثر من هذا ، انها جماع الصفات النفسية و السلوكية الحسنة التي يذكر بها الله في آيات تأتي ..
[ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة ]
و تتجلى الحكمة في الحديث الطيب الذي لا وهن فيه و لا خشونة ، انما هو حزم في لين ، و بلاغة في وضوح ، و جمال في إتقان ..
[ و الموعظة الحسنة ]
و حين الجدال ينبغي ألا يثور غضب الداعية ، فيصدر أحكاما كاسحة على الناس ، و لا يهن أمام الخصم فيتنازل له عن بعض الحقائق طمعا في استجابته للحقيقة ..
[ و جادلهم بالتي هي أحسن ]
و قد جاء في حديث شريف ان الجدال بالتي هي أحسن هو القرآن ، و لا ريبأن تفاصيل السلوك الحسن موجودة في القرآن الحكيم ..
[ إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله و هو أعلم بالمهتدين ]فلا يجوز اتهام الناس بالكفر و الزندقة ، و اتخاذ مواقف سلبية منهم جميعا ، بل الله يحاسبهم ، انما على الداعية أن يعمل بواجبه في دعوتهم الى الله .
و جاء في حديث طويل معنى الجدال بالتي أحسن : بأنه اتباع الحق في كل مراحل الحديث ، فلا ينكر حقا لزعم انه ينفي حقا أكبر منه ، و لا يقبل بباطل لانه - في زعمه - يثبت حقا أكبر منه ، كلا .. ينبغي أن نصل الى الهدف الحق عبر وسيلة الحق نفسه .
و كلمــة أخيــرة : إن الآية هذه تدل على ضرورة تحكيم العقل في إسلوب الدعوة إلى اللــه .
|