فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
الظالم سيف الله
[4] [ و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ]
لقد انبأ كتاب التوراة بني اسرائيل بقضاء الله الذي سوف يتحقق .
[ لتفسدن في الأرض مرتين و لتعلن علوا كبيرا ]
علو بني اسرائيل يشبه علو فرعون الذي يقول عنه ربنا : " ان فرعون علا في الأرض و جعل اهلها شيعا " ( القصص /4 ) .
و العلــــو هو حالة الغرور بالذات ، و الاستكبار على الحق ، و الاستعلاء على الآخــرين ..
[5] [ فإذا جاء وعد أولاهما ]
يعني حان وقت الفساد الاول .
[ بعثنا علكيم عبادا لنا اولي بأس شديد ]
البأس : الشدة و الغلظة و هي كلمة تستخدم عادة عند الحديث عن الحرب .
و لكن من هم هؤلاء العباد ؟ هل يصدق هذا على بخت نصر ، هكذا قال البعض فلقد كان ملكا على بابل في العراق ، فقاد جيشه نحو فلسطين ، فأنهى حضارة اليهود ، و هدم الهيكل ، و قتل سبعين ألفا منهم ، و سبى الآلاف ، ثم تأججت الحروب بين بابل و بلاد فارس ، و التيكان يرأسها كورش الاول ، فانتصر الاخير و حرر المستعبدين من بني اسرائيل ، و اعادهم الى فلسطين ، و بنى لهم الهيكل ، و حينما رأى اليهود ذلك علو في الأرض ثانية و افسدوا فيها .
و لو كان هذا المقصود فهل يمكن ان يسمي القرآن السفاكين كبخت نصر " عباد لنا " ؟
بلى ، اذ الصالح و الفاسد كلاهما عبدان لله ، و قد يكون الظالم و سيلة انتقام الرب من العصاة حيث جاء في حديث قدسي " الظالم سيفي انتقم به و انتقم منه " .
[ فجاسوا خلال الديار ]
و جاس من التجسس اي دخل بخت نصر و جماعته أعماق البلاد ، و تجسسوا عن احوالها .
[ و كان وعدا مفعولا ]
فحينمــا ينزل البلاء قد لا يدفعه الدعاء ، و لا الامر بالمعروف أو النهي عن المنكر ، و حين يولى على الناس شرارهم بسبب تفريطهم في جنب الله ، و ترك وظيفة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر لا يستجاب دعاؤهم . لماذا ؟ لان الذنب قسمان ، فاذا كنت قد اذنبت انت ، ثم رفعت يديك بالدعاء و تبت الى ربك فان الله قد يغفر لك ، اما إذا فسد المجتمع كله ، فانه لا ينفعه دعاء فرد واحد ، انما يجب ان يتوبوا الى الله جميعا . و يصلحوا ما فسد من امورهم .
[6] [ ثم رددنا لكم الكرة عليهم ]
أي صارت الكرة لبني اسرائيل على اهل بابل و الحاكمين فيها .
[ و أمددناكم بأموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا ]النفير جمع نفر و معناه العدد المقاتل .
|