فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس


من حقوق الوالدين
[23] [ و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ]

فالعبــــادة يجب ان تكون خالصة لله وحده في حين انه يمكن للانسان ان يحسن لمن يشــاء .

[ و بالوالدين إحسانا ]

و الاحسان هو العطاء بنفس راضية ، و هو ممدوح عند الله . بعكس العبادة التي هي الخضوع و التسليم و بالتالي العطاء باكراه .

[ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما و قل لهما قولا كريما ]فــالأب أو الأم عنـدما يكبــران تتغيـر حــالتهما النفسيــة فتكون طلباتهما بحيث قد لا يستطيع الابن ان يوفرها لهما ، فعندئذ يجب ألا تــرد طلبــاتهما و لا يـؤذيان و لو بكلمة " اف " و هي تعبير عن الضجر ، بل على الأبن ان يجيبهما بكلمات تبعث الأمل في نفسيهما و تحفظ لهما كرامتهما .

[24] [ و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة ]

على المسلم ان يخفض جناحيه لوالديه كما يفعل الطير مع افراخه ، و هذا لا يعني خضوع العقل و الارادة و انما خضوع الرحمة و الشفقة وبالتالي فان على الابن ان يرفع كفيه بالدعاء :


[ و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ]

فكم يتعب الاب و الام على الابن ، فالام تنهض في الليالي الظلماء من نومها ، و تترك فراش الراحة من أجل ان تغذي طفلها و تهدءه كما يخوض الاب غمار الاخطار من أجل اطعام ولده و يسهر على راحته ، فلا بد ان يطلب الابن لوالديه الرحمة من الله . و الآية تدل على: ان الدعاء بحق الآخرين نافع لهم كما ان الشفاعة - و هي نوع من الدعاء - نافعة بحق المذنبين .

[25] [ ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا ]فالله يعلم بما يجري في نفوس الابناء من تمنيات و طلبات ، فقد ترى الابن يسب أبويه اذا ما مرضا ، و لكن الله يدعونا الى ابعاد الشيطان و وساوسه عن النفس ، بالاحسان و الرحمــة و الاستغفار - و هي التي تنظم علاقة الابناء بالآباء في هذه المجموعة من الآيات. - تعالج عبرها مشكلة صراع الاجيال ، اذ كل جيل يعيش وضعا مختلفا عن الجيل الماضي ، و بالتالي : ينتقد الجيل الماضي ، كما يتعرض عادة لانتقادات لاذعة منه ، و السبيل الى حل المشكلة :

فصل: الاول | قبل | بعد | الاخير | الفهرس