فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
أولا : يخرق سفينة
[71] [ فأنطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها ]
هنا انفعل موسى (ع) بأخلاقه الرسالية التي كان يمارسها مع مجتمعه الاسرائيلي ، ذلك المجتمع المائع الذي كان يستخدم معهم الشدة ، بعكس الرسول محمد (ص) الذي كان يعيــش فــي مجتمع خشن غليظ ، فتسلح بالرأفة و اللين ، لذلك أنفعل موسى و صاح غاضبا :
[ قال أخرقتها لتغرق أهلها ]
و هو هنا لم يسأل حتى لماذا خرقتها ، بل أنكر الموضوع رأسا ، و لم يسكت على ذلك و انما أعطى للعمل صبغة و هي أنه لم يخرقها الا ليغرق أهلها . و كان هذا هو الهدف الوحيد المتوقع من وراء هذا العمل و قال :
[ لقد جئت شيئا إمرا ]
أي قمت بعمـــل عظيـــم ، و هذا خطأ آخر يدل على الجهل بالموضوع ، و هنا قال خضــر (ع) :
[72] [ قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا ]
[73] فذكره بكل هدوء أعصاب بالاتفاق الذي كان بينهما ، فانطفأت ثورة موسى فورا و ذهب غضبه ، و اعتذر عما بدر منه ، فقال لا تؤاخذني بما يعسر علي تحمله ، فمن الصعب على الانسان أن يصبر على شيء لا يعرف عمقه و عاقبته ، لذلك طلب موسى من ذلك العالم أن لا يؤاخذه بما نسي .
[ قال لا تؤاخذني بما نسيت ]
هناك امران ضروريان للتعليم هما :
أول : على العالم أن يكون واقعيا فيعرف ان الآخرين بشر ، و يتعرضون للنسيان لكون المعارف التي تعطى لهم أكبر من مستواهم ، و عادة ما ينسى الذهن الشيء الغريب عنه .
ثانيا : ان هؤلاء لا يتحملون كسب العلوم بطريقة الصدفة ، انما يحتاج العالم أن يجعل برنامجا متدرجا للتعليم . و لذلك قال موسى :
[ و لا ترهقني من أمري عسرا ]
الإرهاق هو اطباق الشيء على الشيء . و كأن العسر يطبق على الشخص من جميع جوانبه .
|