منطق السماء [ و سبحان الله و ما أنا من المشركين ] [109] ان المؤمنين على طريق معبد بسيرة السابقين ، فلقد بعث الله رجالا من الناس انفسهم فأوحى اليهم كما اوحى الى النبي محمد (ص) . [ و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ]اي من اهل المدن التي بعثوا اليهم [ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا ] عليهم - لكي يفهموا الحقيقة - الا يكتفوا بالجلوس في بيوتهم و الأكتفاء بأفكار السابقين او ثقافة الوسط الأجتماعي بل عليهم ان يتحركوا ، ان يسيروا في الارض و ليكن سيرهم و بحثهم بهدف الوصول الى الحقيقة . لينظروا نهاية المجتمعات الهالكة . [ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ]فقد كانت عاقبتهم الدمار بسبب تكذيبهم بالرسالات أما الآخرة فانها - بالطبع - ليست من نصيب الكافرين . [ و لدار الآخرة خير للذين أتقوا أفلا تعقلون ] [110] و هلاك الكفار و المكذبين لم يكن من دون سابقة انذار ، بل لقد استنفذ الرسل كلما كان بوسعهم في سبيل دعوتهم ، و صبروا على اذاهم ، وبلغ بهـــم الأذى درجة اليــأس . [ حتى إذا استيئس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ]جاء في التفاسير : اي تيقن الرسل ان قومهم كذبوهم تكذيبا عاما حتى انه لا يصلح واحد منهم .. و من جهة فمعناه ظن الأمم ان الرسل كذبوهم فيما اخبروهم من نصر الله اياهم و اهلاك اعدائهم .. و روي عن ابن عباس قال : كانوا بشرا فضعفوا و يئسوا و ظنوا انهم قد أخلفوا ثم تلا قوله تعالى : " حتى يقول الرسول و الذين آمنوا معه متى نصر الله " .. قال الطبرسي و هذا بعيد و قد بينا ما فيه . ( المجمع ج 2 ص 271 )[ فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ] [111] إن المقتطفات من تاريخ الرسل . و قومهم يمكن ان تأخذنا الى ما ورائها من انظمة اجتماعية و تكشف عن طبيعة التحولات التاريخية . و لكن بشرط واحد و هو ان يكون الأنسان عاقلا . و يهتم بجوهر القضايا . [ لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ] و بالتالي ليس العبرة التاريخية مما يمكن ان يفترى . لأنها اشارة الى حقائق خارجية يمكن لكل انسان ان يعرفها لو استخدم عقله او حتى شعوره . مثلا لو اشار احد الى الشمس او الى الجبال و البحار . و قال افلا ترونها كيف انها جميلة و منظمة . فهل يمكن أن يقالله بأنك كذاب ؟! الشمس يراها الفرد بذاته ، و يشعر بجمالها ، و يعقل نظامها بمجرد التفكير فيها . و ليس بما يقوله الآخرون ، و هكذا آيات القرآنأشارات واضحة الى ما في الكون ذاته من حقائق . [ ما كان حديثا يفترى و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيء ]انما القرآن يفصل الحقائق التي يراها الفرد بأبهام . [ و هدى و رحمة لقوم يؤمنون ] يعرفهم بحقيقة الأشياء و يوفر لهم النعم بهذه المعرفة . و هكذا تنتهي سورة يوسف المليئة بالعبر التاريخية و التي كشفت خبيئة النفس البشرية بما تمتلك من عقل و إرادة و علم تجلت عند يوسف . او من حسد و كبر و حيلة تجلت عند اخــوته . |
|