حين يضيق صدرك [97] و لكن الرسول بشر ، و كان عليه الصلاة و السلام يحب رسالته و يتفانى من أجلها ، فلم يكن من السهل عليه أن يسمع استهزاءهم لذلك سلاه ربه سبحانه قائلا : [ ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون ] [98] و أمره بان يسبح الله كلما ضاق صدره فانه منزه عن أقوالهم . [ فسبح بحمد ربك ] التسبيح اشارة الى اسماء الله الجلالية ، و الحمد اشارة الى أسمائه الكمالية . على المؤمن أن ينزه الله عن الضعف و العجز و الموت و الغفلة و .. و .. كما يذكره بانه الحي القيوم العليم القدير و .. و .. [ و كن من الساجدين ] لله بالصلاة ، و كلما سجد العبد لربه كلما تعالى عن التأثر باذى الكفار ، و استهزائهم . [99] و لكي يحصل الداعية على أعلى مراتب القرب و الزلفى لابد أن يديم العبادة لله . [ و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين ] فلا أجل للعبادة الا لقاء الله ، و أفضل تطلع للإنسان المسلم أن يختم حياته بخير و قد وصى يعقوب بنيه قائلا : " و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون " و سمى الموت باليقين لانه يكشف للبشر الحقائق العارية حتى يحصل منها على يقين كامل ، و الخطاب ليس فقطللرسول بل لكل قارئ . أو لم ينزل القرآن على لغة ( إياك أعني و اسمعي يا جارة ) . |
|