الاطار العام للسورة لماذا سميت السورة بسورة الرعد ؟ سميت السورة بسورة الرعد لوجود آية محورية فيها تنبئ عن الخط العام للسورة التي توصلنا الى الايمان و الهداية عبر آياته الكونية ، فالرعد حالة طبيعية ، له مسبباته و أهدافه ، على ان الرعد ليس آية كونية فقط ، و انما من الممكن ان يكون آية لنا يدلنا على الله و قوته و رزقه للعباد . و بالرغم من ان الرعد يخيفنا صوته عند سماعه ، الا أن الله ينبهنا الى قضية مهمة وهي : ان الرعد آية من آياته ، كما ان السماوات و الارض آيات له ، فليست الطبيعة هي المعبود الذي يجب ان نعبده ، و انما هي خلق من خلق الله ، سخرها الينا لنستفيد منها فليست الطبيعة هي الحاكمة . هذا اذا علمنا ان الرعد و السماوات و الارض تسبح الله من خيفته . لقد كانت الطبيعة منذ القدم ربا يعبدها بعض الناس لما رأوا عظمتها ، فهناكمن عبد الشمس و هناك من عبد القمر أو النجم أو .. أو .. و لا زال الحاضر يشهد على مخلفات الماضي . فمثلا كلمة اطلس تدل إله الارض ، و كذلك ابوللو على إله السماء . فاذا عبدت الله فانه يعبد لك كل شيء . " عبدي اطعني تكن مثلي اقول للشيء كن فيكون ، و تقول للشيء كن فيكون " . " فلا تكن عبد غيرك و قد خلقك الله حرا " . إمـا اذا لم تعبد الله فانك لن تكون سيدا على الطبيعة بل ستكون الطبيعة سيدة عليك ، يسلطها الله عليك متى جحدت و كذبت . إذا فالهدف من آيات الله سبحانه في الطبيعة ليس ذاتها ، و انما الهدف من آيات الله في الطبيعة هي تعميق روح الايمان بالله في قلب الانسان ، و زرع اليقين في قلبه ، فمسيرة الطبيعة هي تلخيص لحياة الانسان ، فمثلا يقول العلماء : ان الطبيعة الى زوال ، و انهافي تناقص مستمر ، افلا يدل ذلك على ان اعمارنا كذلك ، و اذا لم نصدق بأن اعمارنا ستنتهي عند حد معين لوجود موانع نفسية تمنع هذا التصديق . الا يعني ذلك أنه لا بد أن تنتهي اعمارنا عند أفول الشمس و الارض و القمر الى الابد . هذا اذا تصورنا ان اعمارنا بقدر عمر الشمس و القمر . |
|