فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
الثبات في المواجهة :
[ 15] ايدي المؤمنين القوية هي الاداة الطيعة . هي ارادة السماء ، فالله قد يجعل المؤمنين سيفه الصارم لذلك يأمرهم بالثبات عند مواجهة العدو ، وعدم الفرار ابدا .
[ يا ايها الذين ءامنوا اذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار ][ 16] وهناك استثناء واحد لترك المعركة هو ان يكون للعودة اليها بقوة اكبر اما عن طريق اختيار موقع افضل مثل ترك السهل الى الجبل و ترك الساحة الى الخندق ، أو عن طريق اختيار جماعة يتعاون معهم ضد العدو .
[ ومن يولهم يؤمئذ دبره الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة ]و يبدو ان القرآن يذكرنا بأهمية أختيار الموقع المناسب و الجماعة المناسبة لمتابعةالقتال ، و عدم الاعتماد على نصر الله فقط .
[ فقد باء بغضب من الله ]
و غضب الله قد يتمثل في مضاعفة الخسائر ، أو حتى الهزيمة غير المنتظرة . ذلك أن الاقدام يعجل النصر و يقلل الخسائر .
[ ومأواه جهنم و بئس المصير ]
الاتكال على الله تعالى :
[ 17] الرمي من المؤمن ولكن الذي يسدد الرمية و يعطيها اثرها في القلوب هوالله ، لذلك كان علينا القيام بعملنا وهو الرمي و القتال ، و بذل كل جهد ممكن في ساحة الحرب دون ان نكتفي بذلك او نغتر به أو نعتمد عليه ، بل نكتفي بالله و نتوكل عليه .
[ فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ]و يبقى السؤال : اذا كان ربنا هو الذي يرمي فلماذا يتعب عباده و يأمرهم بالجهاد ؟
انما ذلك لكي يفجر مواهب المؤمنين ، و يستخرج كنوز شخصياتهم الكامنة ، و ينمي كفاءة كل واحد منهم لان المواجهة تدفع الفرد نحو بذل قصارى جهده لتجنب الفشل و الهزيمة ، و الطاقة التي يكتشفها المؤمنون في انفسهم في ساحات المعارك ينتفعون بها ايضا في سائر حقولالحياة .
[ وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا ان الله سميع عليم ]يسمع عن قرب ما يجري في الساحة من الحوادث ، و يعلم خلفياتها . لذلك حين يختــبر المؤمنــين بالحرب ثم يحكم عليهم لا يحكم غيابيا أو عبثا - سبحانه - بل بسمع و علم ، و باحاطة واسعة و مباشرة للحوادث .
الوهن و الانتصار :
[ 18] كما يسدد ربنا رمية المؤمنين فأنه يوهن كيد الكافرين ، و ذلك بالقاء الرعب في نفوسهم حتى لا ينفذ كل واحد كل المهام الموكلة به ، فتفشل الخطة الموضوعة عندهم لمحاربة المسلمين ، و تنهار ارادتهم و تنهزم نفوسهم .
[ ذلكم ]
أي ان هذه الحقيقة التي يجب ان نؤمن بها و نعترف بها .
[ وان الله موهن كيد الكافرين ]
من هنا كان علينا ألا نخشى خطط العدو ، ولا نستهين بقدراتنا ، نثق بها و بأن الله يسددها ، ولكن دون ان ندخر قدرة كامنة في انفسها إلا و نفجرها و نوجهها للمعركة .
[19] و يخاطب ربنا الكفار و يذكرهم بالفتح الذي اعطاه للمؤمنين عليهم و يقول : هذا الفتح كان بسبب اختيار الكفار للحرب و مبادرتهم للقتال و كأنهم هم الذين طلبوه .
[ ان تستفتحوا فقد جاءكم الفتح ]
وقيل ان بعض المشركين طلبوا من الله في يوم بدر ان ينصر من كان دينه احب اليه سبحانه فاستجاب دعاءهم و نصر المسلمين .
[ وان تنتهوا فهو خير لكم ]
أي ان تتركوا القتال لان الحرب التي سوف تنتهي بهزيمتكم لا خير فيها .
[ وان تعودوا ]
للحرب و القتال .
[ نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وان الله مع المؤمنين ]
|