فصل:
الاول |
قبل |
بعد
| الاخير
| الفهرس
بينات من الآيات
طاعة القيادة :
[ 20] مخالفة القيادة الرسالية بوعي و اصرار من كبائر الذنوب ، و من ابرز عوامل الهزيمة ، و الطاعة الواعية للرسول هي قمة الايمان و التسليم لله و للرسالة .
[ يا ايها الذين ءامنوا اطيعوا الله و رسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون ]أي في حالــة سماع الآيات و معرفة صدق الرسالة و بلاغ واجبات الدين للانسان فان مخالفة الرسول من أشد المحرمات ، بل هو فسوق و كفر .
[ 21] ولكن هل يقدر احد تبرير مخالفته للرسول بعدم السماع الواعي ؟ كلا .
لان الله تعالى قد زود البشر بأدوات الوعي ، فعليه ان يستفيد منها و يستخدمها في توعية ذاته و تثقيف نفسه .
[ ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا و هم لا يسمعون ]
أي لا تكونوا مثل المنافقين تكتفون بظاهر الاستماع دون التعمق في واقع الوعي .
شر الدواب عند الله :
[ 22] و السماع الحقيقي هو التفكر و الانتفاع بالعقل ، وان شر الدواب التي تتحرك على الارض هم الذين زودهم الله بنور العقل فلم يستفيدوا منه ، فاصبحوا أشر من الانعام التي لا تملك عقلا .
[ ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ]انهم يملكون السمع و الالسنة و لكنهم لا ينتفعون بهما في الخير ، فهم شر عملا و اضل سبيلا من الدابة التي لم ينعم عليها البارىء بالسمع و اللسان .
[ 23] حين تكون الفطرة البشرية سليمة تنفعها دعوة الحق ، لانها كماء المطر يهبط على أرض صالحة مباركة . أما اذا مسخت الفطرة ، و حجبت الشهوات و الاحقاد و هج البصيرة فان الدعوة ليست لا تنفع فقط ، بل تزيد الفرد كفرا و جحودا .
لذلك يقول ربنا سبحانه :
[ ولو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ]
الخير هو ذلك الاستعداد الفطري الذي وهبه الله للبشر حين زوده بالسمع و البصر و الفؤاد ، و ألهمه فجوره و تقواه ولكن لم يبق في هؤلاء الذين غدوا أضل من الدواب ذلك الخير بسوء اعمالهم . لذلك لا يسمعهم الله ، ولا يوفر لهم فرص الهداية . اذ انه لو اسمعهم الان و في وقت افتقادهم حالة الاستعداد للآستجابة اذا لتولوا عن الرسالة ظاهرا و باطنا .
[ ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ]
رسالة الله دعوة الى الحياة :
[ 24] ما هي الحياة التي نعشقها و نسعى وراء استمرارها أو ليست هي القدرة و النشاط و تسخير الطبيعة فلماذا - اذا - نختار الموت في بعض الاحيان على الحياة .. نختار الضلالة على الهداية ، و الجهل على العلم ، و التخلف و الكسل على التقدم و العمل .. او لـيستالهداية و العلم يجعلانا نحيط بالاشياء و نسخرها .. أو ليس العمل و الحركة أبرز مظاهر الحياة و فوائدها ؟!
ان رسالة الله هي دعوة صادقة الى الحياة بما فيها من علم و عمل ، من هدى وحركة ، ومن تسخير الطبيعة لصالح البشر و القرآن يذكرنا بان الاستجابة لهذه الرسالة تتناسب و فطرة البشر و اعمق مشاعر المحبة للحياة .
[ يا ايها الذين ءامنوا استجيبوا لله و للرسول اذ دعاكم لما يحييكم ]ليس المهم ان تعيش سبعين عاما بل ان تعيش حيا بالعلم و الحرية و النشاط . ان المؤمن المتحرر من قيود الشهوات و الثائر ضد اغلال المجتمع و الذي يسخر الطبيعة لصالحه و صالح الناس بالعلم و القدرة انه يعيش كل يوم عاما ، اما الكافر الذي يصبح جزء من الطبيعة ومن النظام الحاكم عليها ، و يستسلم للآخرين فهو ميت ، ولو نبض قلبه بالدم .
و الله يدعونا الى الحياة الحقيقية في الدنيا التي تستمر الى الحيوان في الاخرة حيث تكون الحياة فيها للشهداء و الصديقين .
و قلب البشر يبقى يعشق الحياة و يحب الاستجابة لدعوة الحياة برغم كل الحجب و العقد النفسية . ذلك لان الله يحول بين المرء و قلبه فلا يدع شعلة الهداية تنطفىء في قلب البشر حتى يرى الحق باطلا و الباطل حقا . كلا .. انه يبقى يميز بين الحق و الباطل وعلى اساسهذا التمييز يحاسبه الله غدا حين يحشر الناس جميعا اليه .
[ واعلموا ان الله يحول بين المرء و قلبه وانه اليه تحشرون ]وجاء في الحديث المأثور عن الصادق (ع) :
" لا يستيقن القلب ان الحق باطل ابدا ولا يستيقن ان الباطل حق ابدا " (1)(1) بحار الانوار/ ج 70 / ص 58/ ح 34
|